«مدخل إلى تحليل الصورة»..كتاب مترجم ضمن سلسلة الفن السابع

07 شباط 2015

.

يهدف كتاب «مدخل إلى تحليل الصورة» إلى تزويد القارئ ببعض الأدوات التي ستساعده على قراءة الصورة قراءة واعية وادراك المضامين التي تحملها كما يتناول قضية تحليل الرسالة البصرية الثابتة كاللوحات الفنية والصور الفوتوغرافية والملصقات الإعلانية أوالأفيشات كمقدمة لابد منها قبل الخوض في تحليل الرسائل البصرية الأكثر تعقيدا كالصور المتعاقبة والصور المتحركة.

كما يعالج الكتاب الذي ألفته الأستاذة الجامعية الفرنسية مارتين جولي وترجمه نبيل الدبس عددا من المسائل الأساسية كالدلالات المختلفة للصورة وما تثيره من حيث طبيعتها كعلامة ويعرض للممانعات والمعوقات التي تثار في وجه فكرة تحليل الصورة اضافة إلى مناقشة مختلف الوظائف التي تؤديها.

ويبين الكتاب الذي يحمل الرقم 249 ضمن سلسلة الفن السابع التي تصدرها المؤسسة العامة للسينما إلى أي مدى يمكن للإنسان أن يجد في تلك القراءة الواعية للصورة ضمانة لاستقلاله الفكري اذ جاء في مقدمة الكتاب أن العالم يعيش اليوم حضارة الصورة وكلما رأينا صورا أكثر كلما ازددنا خشية من أن نكون هدفا للخداع والتضليل فكيف إذا كنا لا نزال على أعتاب جيل جديد من الصور الافتراضية التي تحمل لنا عوالم وهمية لكنها قابلة للادراك وهي صور نستطيع أن نبحر خلالها من دون أن نغادر حدود غرفة نومنا.

وتعرف المؤلفة بمفهوم الصورة واستخداماتها ودلالاتها ثم تنتقل إلى دراسة مايقتضيه تحليل الصورة من تبعات وماهي الاحتياطات المبدئية التي يتطلبها لتنتقل إلى تحليل لوحة فنية تكون مثالا لاستخدام بعض الأدوات المنهجية في هذا السياق وتركز في فصل آخر على دراسة الصورة الإعلانية بوصفها نموذجا مخبريا أوليا وأرضية مناسبة للبحث والتمثيل البصري.

ثم تتناول في الفصل الثالث بشيء من التفصيل مثالا تحليليا لأحد الإعلانات التجارية مايتيح لنا استذكار بعض الجوانب النظرية الخاصة بكل مرحلة من مراحل التحليل بهدف التحفيز على الاستزادة والابتعاد عن التعابير التي فقدت معناها لكثرة استخدامها بشكل خاطئ وفي غير موضعها.

وتتطرق جولي في كتابها إلى مفهوم التكاملية بين الصورة واللغة الكلامية موضحة أن التعارض بين الصورة واللغة هو تعارض وهمي وتقوم بدراسة مقطع من رواية معروفة يصف عملية تظهير صورة فوتوغرافية غامضة تبين من خلال الكلمات القوة الإبداعية لهذه الصورة.

وبالمجمل تقدم المؤلفة مقاربة عقلانية للصورة لا تدعي أنها تحمل وصفات تأويلية جاهزة كما لاتدعي الشمولية بل تتطلع إلى توفير قدر أكبر من وضوح الرؤية يساعد على الفهم وعلى صناعة رسائل عادية بسيطة.

وتخلص إلى القول في ختام الكتاب أن الصورة «ليست تلك الكارثة ولا البلية المعاصرة التي تتوعد البشرية بقدر ماهي وسيلة تعبير واتصال تساهم في تعزيز الارتباط بالتقاليد الأعرق والأغنى في التاريخ الثقافي للأمة» ..وإن قراءتها توقظ في أعماق الانسان ذاكرة تخرجه من السلبية واكتساب استقلالية فكرية خلاقة.

وتأمل جولي بأن تشكل قراءة الصورة فرصة مثالية لتفعيل الفكر النقدي القادر على أن ينهل من تاريخ التمثيل البصري الطاقة اللازمة لبلوغ تأويل خلاق مؤكدة أن الاهتمام بالصورة يعني ايضا الاهتمام بالتاريخ وبالاساطير وبمختلف أشكال التمثيل التي يعايشها الإنسان والحد من اختزال الصورة إلى مجرد صورة إعلامية أو حاسوبية.

يذكر أن مارتين جولي هي أستاذة في جامعة ميشيل دو مونتي بوردو الفرنسية وتشارك في العديد من ورشات العمل والدورات التأهيلية في مجال الصورة ومختلف ميادين الوسائل السمعية البصرية في فرنسا وخارجها.. ولها عدد من المؤلفات في تلك المجالات أهمها الصورة والعلامات والصورة وتأويلها.


سلوى صالح

sana.sy

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق