دعوا الحمام ينام.. صرخة الشاعر بديع صقور في وجه الأزمة

27 كانون الثاني 2015

.

قصائد نثرية كتبها الشاعر بديع صقور مكونا حروفها من دموع الثكالى ومن أحزان أمهات الشهداء فجاءت مسكونة بالوجع ومرهونة بالحلم والأمل الذي أراده لشاعر لشعبه ولوطنه ضمن مجموعة «دعوا الحمام ينام».

هذه المجموعة التي تطلع من وجدان الشاعر صقور فيطلق دعوته لأولئك الضالين الذين رموا بأحقادهم جمالنا الأزلي فأصبح كل شيء جريحا فقال..«على شطان نهار أبيض .. بين تغريبة وطن وعرش إله بين أحضان أغنية .. وضفة همسة دعوا الصباح يغرد .. دعوا الحمام ينام».

ويتساءل على لسان أولئك المشردين.. متى يزول الكابوس وتورق الأشجار ويعود الغرباء من حيث أتوا لنعيش حياتنا بفرح كما كنا وليعود أطفالنا إلى مدارسهم بأسلوب فني عفوي اعتمد النثر ارتقى بما استعاره من التشبيهات الفنية واللغوية كقوله في نص «استهلال».

«على باب المقبرة مازالوا ينتظرون الشمس .. متى يعود الغائبون إلى وكناتهم متى تشرق الشمس».

ويحول الشاعر صقور ما يدور في سورية إلى صورة إيحائية لتكون حاضرة عبر التاريخ تكشف للإنسان القادم فداحة ما جرى وما خلفه أولئك الغرباء على أرضنا محاولا أن يشكل لوحة تظهر واقعه بأسلوب شاعر يتألم كقوله في قصيدة «أبواب».

«واقف منذ صباح الحرب أنتظر جذوة من نار كي أدفئء بها برد انتظاري كيف ستشرق شمس أحلامنا .. ما دام ليل القلق .. يجسم على صدورنا كصخرة».

ويصف صقور ما يفعله الغرباء على أرضنا من جرائم ومرتكبيها فليس لديهم إلا شهوة القتل وإن الشعب السوري ما زال متفائلا كما تتفاءل العصافير ورقيقا لما يحمله من طباع نبيلة وأخلاق سامية يقول في قصيدة «إذا ما هرمت الأنهار».. «ليس في وسعنا أن نحاورهم.. وليس في وسعهم أن يكبحوا جماح طباعهم .. مثل العصافير بعد كل المغيب نكف أصواتنا.. ومثل الضباع بعد كل المغيب .. يواصلون نبش القبور».

ويسخر صقور بمجموعته الشعرية من الواقع العربي الحالي ويذكرهم بما كان في الماضي من عراقة وأصالة وكيف تحول الآن إلى قتل وتشريد معتبرا أن الماضي إذا لم يكن له أثر على الحاضر فهو ضرب من الغش والخداع ولا داعي أن نستذكره ونفتخر به لأننا سنوصم بالخزي والخذلان يقول في قصيدة «عرب عرب».. «نهر من دماء .. وليل ينام على ضفة ليل .. عرب وقوافل من سيوف وبقايا خيام .. عرب من مغارب الشمس .. عرب على مشارف الركام».

ويشير صقور في بعض قصائد مجموعته إلى أولئك الذين يشعلون نار الفتنة ويباركون القتل فأسقط الشاعر موضوعه على التاريخ ليدفع بالحدث الشعري إلى تحقيق منظومة إنسانية عاطفية تؤثر بالمتلقي حيث قال في قصيدة «على باب سجاح».. «ضفة للحلم .. وضفة للمراكب رحلة للشتاء .. ورحلة للصيف حين أعلنت طاعتك .. أدركت أن لا ضفاف للحروب.. وأن الموت سييبس الحقول».

ويطلع الشاعر صقور من الألم ليتغزل بضيعته التي تسكن روحه وشعره وتبدو تلك الضيعة كأغلى ما يكون في الحياة عبر أسلوب سهل ممتنع يتميز بالعذوبة ويرقى إلى الشعور الشفاف ليقول في قصيدة «عين ضيعتنا».. «عين ضيعتنا تتأهب لقدوم الشتاء .. تتساقط دموعها وتجري ..على خد الوادي العميق .. من عين ضيعتنا .. ومن هتون دموعها .. تتشكل الساقية .. يتشكل النهر الكبير».

يذكر أن الكتاب من منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب في وزارة الثقافة يقع في 338 صفحة من القطع المتوسط.


محمد الخضر

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق