دعوة إلى الإنسانية في أمسية شعرية في ثقافي المزة

06 آذار 2012

.

تميزت الأمسية الشعرية التي أقيمت مساء أمس في ثقافي المزة بتنوع الأجناس الشعرية بين قصائد نثرية وتفعيلة وكلاسيكية حضرها مجموعة من الشعراء والمثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي.

وتنوعت مواضيع قصائد كل من الشعراء عبد الكريم السعدي وليث عيسى وبديع صقور بين الغزل والوجداني والوطني إضافة إلى القصائد التي استحضرت التاريخ الفينيقي للدخول إلى حالات إنسانية بات يفتقد إليها الإنسان في عصرنا الحديث.

والقى الشاعر السعدي مجموعة من القصائد الوجدانية منها بعنوان /إطلالة/و/رفرفت روحي سنة/التي غلب عليها العاطفة والحس الإنساني والنزوع تجاه الاغتراب موضحاً فيها اللهفة الشديدة في التعبير عن وفاء الإنسان للإنسان إضافة إلى قصائد جسدت الحالة الوطنية التي تعبر عن دور الوطن الكبير وعطائه للمواطن انطلاقا من العطاءات التي قدمتها سورية الى البلدان العربية الشقيقة مثل لبنان وفلسطين وغيرها معرجا على التبادل الثقافي والاقتصادي بينها وبين كل الدول العربية.

وقال السعدي في قصيدته/رفرفت روحي سنة/../أمطري دلالا وشوقاً إنني.. أنشد الأفق وأرجو الانعتاقا..وامتطت عن ذاتها برد الليالي..بعدما ذابت هياما واحتراقا/.

أما الشاعر عيسى فجاءت قصائده لتعبر عن حالات شبابية مختلفة تعبر عن طموحه وتفاعله مع واقع يرغب ان يكون متطورا ممتزجة برد فعل تجاه ما يجري في الوطن العربي من سقوط وتخاذل حيال قضايا الأراضي المحتلة فيما يتسرب إلى قصائده شيء من الثقة بالنفس محاولاً من خلالها ان يغطي على بعض الحالات التقليدية التي وجدت في قصائده الكلاسيكية.

وقال عيسى../قف يا فوءاد على أطلال من سلفوا..واسجد هنا فهنا أحبابنا وقفوا ليل يسيل على أبواب ذاكرتي.. وفي دمي قمر فهل يا ترى عرفوا/.

بدوره قدم الشاعر صقور مجموعة من قصائد ديوانه الجديد بعنوان /أيها العابر أيها الغريب/ناجى من خلالها الشاعر الفينيقي السوري ميلاغر الذي يعتبر من رواد المدرسة السورية في الشعر حيث ولد قبل مئة وخمسين عاما قبل الميلاد معتبرا أن بيان ميلاغر كأنه يقال على مشارف خريف 2012 مستحضرا قوله../أنا ميلاغر من سورية فأين الغرابة إن كنت من سورية..إننا نقطن بلدا واحدا اسمه العالم/.

كما تضمنت قصائد الشاعر صقور استنكارا لما يجري على الأرض قاطبة من قتل وسفك دماء داعيا إلى الحب والمصالحة مع الذات فقرأ بهذا الخصوص قصيدة بعنوان/القاتل لا يزرع وردا/فيما تجلت في نصوصه الأخرى الأجواء الإنسانية في دعوة للتماهي مع الوطن والروح والمحبة لأنها تصنع أفق الحياة وأفق سورية الجميل من خلال الخطاب الموجه بلسان ميلاغر الى الشعب السوري صاحب العمق الحضاري.

ويقول صقور بهذا الخصوص../أيها العابر أيها الغريب.. وأنت أيها المبشر بنبوءات الظلمة.. وفوضى المارقين .. إن مررت من هنا.. وشاهدت أرضا مغطاة بالورود والشقائق.. هذه هي أرض سورية.. وأنا ميلاغر ابن هذه الارض الصديق القديم للشمس.. وأين الغرابة إن كنت من سورية/.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق