محاضرة: التصوير السوري بين المحلي والوافد للناقد جمال العباس

20 آذار 2012

في ثقافي المزة

أقيمت في المركز الثقافي العربي المزة محاضرة بعنوان: «التصوير السوري بين المحلي والوافد» وذلك يوم الأثنين 19 آذار 2012 قدمها الفنان الناقد جمال العباس وقد حضرها عدد من المفكرين والأدباء وعدد من الصحفيين ومن رواد المركز الثقافي.

ويحدثنا الفنان جمال العباس عن أهمية فن التصوير قائلاً: «تحت عنوان التصوير السوري بين المؤثرات المحلية والوافدة، إن الفنون عامة والتصوير بشكل خاص جاءت على يد مجموعة من الفنانين بدافع من ميولهم الفنية وقدراتهم الإبداعية، فقأموا بالتأسيس لهذا الفن معمقين تجربتهم بالدراسة والبحث خارج سورية، و متأثرين بالأساليب الغربية الكلاسيكية والانطباعية والتجريدية، وحتى في المواضيع الوطنية والقومية، وعلى سبيل المثال الفنان توفيق طارق من دمشق الذي أنجز لوحته الشهيرة معركة حطين، و الفنان عبد الوهاب أبو السعود من نابلس الذي له العديد من الأعمال ومنها فتح الأندلس وقصر الحمراء وغيرهم».

ويضيف إن التصوير السوري لم يكن في كل مراحله وأجياله المتعاقبة إلا صدى لمعطيات الفن الأوروبي الحديث، حيث إن الأجيال الفنية المتعاقبة في سورية كانت ولا تزال تتفاعل مع الإتجاهات الفنية الأوروبية بالرغم من أن أساليبها التي استنفذت وتجاوزت الزمن، ولاسيما بعد ظهور التيارات الجديدة المنفذة بتقنيات الكومبيوتر والليزر، و أن هناك محاولات جادة لبعض الفنانين لإيجاد صيغ تحمل بصمات خاصة مستوحة من أصول محلية ارتبطت بحياة الناس ومعيشتهم وتفكيرهم ولغتهم في الحروف والكلمات والحكايات والصور الشعبية.

ويؤكد الفنان جمال أن بعضاً من الأسماء الفنية التي كان لها دور بارز في الحياة الفنية كالأخوين أدهم ونعيم إسماعيل وأن لكلا منهما تجربة خاصة في تحويل الأشكال والعناصر من إنسانية إلى أشكال زخرفية بإيقاعات خاصة ومتحركة كلوحة المهاجرون لنعيم إسماعيل، إضافة إلى لوحة نهر العاصي لكن هذه التجربة جفت عروقها حيث مال فيها إلى الحكاية الكلامية، إضافة إلى الفنان تركي محمود بك الذي عمل على الربط بين الأجواء التراثية الشعبية والعناصر الزخرفية والحروفية ونسج بسطا شعبية من العبارات الكاملة التي تكون الموضوع الذي يريد.

ويتابع الفنان جمال قائلاً: «أن هذه المحاولات اعتمدت المؤثرات المحلية ونجحت بها وشكل نجاحها دعماً قوياً لمسألة الإنتماء وما يمثله من خصوصية المكان، وقد استمر ذلك لسنوات عديدة تمكن فيها البعض من صنع اتجاه فني جديد سار على دربه عدد من الفنانين الشباب في محاولة منهم للبحث عن أشياء فنية جديدة تأخذ بالحسبان الحراك العام وإسقاطاته المتعددة، وإن هذه المحاولة سرعان ما عادت إلى مرجعياتها الأوروبية لأسباب منها أن هذه المحاولات كانت بجهود فردية لم تتحول إلى أبحاث ودراسات جماعية أو تحرك عام يشمل كل مرافق الحياة بل هي ومضات خاصة تفتقر إلى السند التاريخي والجغرافي».

ويختتم الفنان جمال أن محاولات الخروج من دائرة المؤثر الأوروبي والسعي إلى اكتشاف الذات والبحث عن ما تيسر من مخزوننا الجمالي لم تتوقف، حيث عرفت العواصم العالمية العديد من الفنانين السوريين التي لاقت أعمالهم الاحترام والتقدير دون أن تشكل بديلاً منافساً للموجود الأوروبي، ولذلك فإن فن التصوير هو الأكثر حضوراً بين الفنون الأخرى بفعل جاذبية الرسم واللون فيه وسهولة توفر مواده وتحضيرها ولاسيما التصوير الزيتي والمائي أو المنفذ بخامات الباستل الزيتي او الباستل الطبشوري والغواش والاكريكليك.


عبد القادر شبيب - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق