مبدعان وناقد: ندوة قصصية شعرية نقدية في ثقافي المزة

05 تموز 2012

.

تضمنت ندوة: «مبدعان وناقد» التي أقيمت مساء أمس في ثقافي المزة قصصاً للأديب الشاب إياس الخطيب ومجموعة من قصائد الشاعر فرحان الخطيب وتلا إلقاء الأديبين لنصوصهما تعليق نقدي للشاعر نزار بني المرجة.

وقدم إياس الخطيب من خلال قصة "اللوحة" حالة فنية تضمنت تجديداً في السرد القصصي من حيث الأسلوب والموضوع وتخيلاً بعيد المدى من خلال المقارنة بين اللوحة والشخص الحقيقي صاحب الشاربين.

أما في قصة "فرخ البط عوام" فتم تقديم فكرة جديدة تفيد باحترام الرابط التاريخي والتراثي بين الآباء والأبناء معبراً عن ذلك من خلال علاقته بوالده بشكل فني تتوفر فيه مقومات القصة الكلاسيكية إضافة الى الحداثة التي جعلت القصة نوعاً من السهل الممتنع.

بينما عبرت قصيدة "قلادة" للشاعر فرحان الخطيب عن حالة حب عميقة من خلال نفي الأشياء التي حدثت بسبب بعد الحبيبين معتمداً على الموسيقا والعواطف والصور البسيطة التي تخص المجتمع وكل الناس بغية اقتراب القصيدة من المتلقي ثم قدم قصيدة بعنوان "سراج" أوجد فيها حالة اجتماعية وطنية راقية من خلال وصفه ليلة ثلجية في قريته "سعف".

وفي التعليق النقدي للشاعر نزار بني المرجة ورد أن القصيدتين اللتين قدمهما فرحان الخطيب تظهران ملامح تجربة شعرية متميزة فقد أحسن الشاعر انتقاءهما فهما تدوران حول موضوعين مختلفين الأول ليلة ثلجية يتناول فيها الشاعر ضوء السراج وحركات الضوء وبيوت القرية التي أشبه ما تكون بموكب عرس جماعي وفي حميمية لافتة لا ينسى الشاعر وجه أمه ووجه أبيه ويضع المستمع في جو خاص قد لا يدركه تماماً إلا من عاش تلك الحالة.

والقصيدة الأخرى برأي بني المرجة تنتمي إلى الشعر الغزلي وهنا يلحظ تجربة جديدة ربما يمكن مقارنتها بتجارب شعراء كبار ومعاصرين كتبوا في هذا الحقل وعلى رأسهم الشاعر الراحل نزار قباني حيث يلحظ الناقد وجود عبارات مبتكرة مدهشة تحمل كهرباء الشعر وتنتمي إلى السهل الممتنع.

ويقول الناقد عما قدمه القاص إياس الخطيب.. لقد قرأ نصين جميلين يشكلان إضافة إلى ما صدر له حتى الآن رصيداً يعزز تجربته بين اقرانه من القاصين الشباب في سورية فهو يمتلك تقنيات القص والسرد بأسلوب شائق رغم أن موضوع القصة لا ينتمي إلى فكرة معقدة أو مركبة ويحرص القاص أن يعطي القارئ أو المستمع خلاصة جميلة تعكس مشاعر إنسانية صادقة.

ورأى بني المرجة أن قصة "فرخ البط عوام" تمثل أحاسيس الابن الذي يتطلع إلى بناء شخصيته المستقبلية والتحرر من نظرة المجتمع التي تصر دائماً على ربط شخصية الابن بأبيه وذلك عبر صور ومواقف يرويها بشكل ينتمي إلى الأدب الساخر ويترك ابتسامة مرسومة على شفاه القارئء أو المستمع وهو يتابع تتالي عبارات النص.

بينما لفت الناقد إلى أن قصة "اللوحة" يؤكد فيها كاتبها على اهمية الفن لدى المبدع من جهة والمتذوق من جهة أخرى والبعد الذي يفصل بين الجاهل والعارف بقضايا الفن.

ولفت الكاتب أحمد هلال في مداخلته إلى أن الأجيال الأدبية تتحاور بخصوصية ودلالات إبداعية متحدثاً عن الأسلوب السردي الذي اتخذه القاص اياس الخطيب فقد كان ناقداً فيما يكتب أكثر مما هو مبدع بينما الشعر الذي قدمه الشاعر فرحان الخطيب فتطرب له الأذن ويبني دلالاته من خلال الصور وإضافة الجمالية للشعر.


سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق