نام الغزال.. نصوص شعرية تنبض بالألم الذي سببته الأزمة للشاعر نزار بني المرجة

12 آذار 2014

.

بدلالات ووسائل متنوعة ظهرت أوجاع الأزمة في سورية في نصوص الشاعر نزار بني المرجة التي كتبها في مجموعته «نام الغزال» فمرت على أغلب مسارات الألم واعتمدت على عدد من التفعيلات الخليلية.

وارتكز الشاعر بني المرجة على ما كابده الشاعر الفارسي الشيرازي من وجع وألم عندما زار الشام مبتعدا عن القهر والكيد وذلك في نصه /تشكيل بالضوء على ليل شيراز/ فتماهى نصه بألم الشيرازي وتنوعت الالفاظ التي أرادت ان تدل على موقف الشاعر من الحياة بمختلف أطوارها وصولا إلى عصرنا الراهن حيث غلبت الرموز والدلالات والإسقاطات التاريخية كقوله:

فيا للمكان .. و يا للزمان

لشيراز .. قمر ساهر هنا

ليس مثل بدر هناك

يرشد الناس .. والسفن التائهات في الكون

ثم يتحول صاحب المجموعة الشعرية «سيد الماء والتراب» في بعض نصوصه إلى شيء من المباشرة بشكل مقصود ليعتمد على السرد القصصي في التراكيب الشعرية وليدل بشكل واضح على فكرته التي شاء أن يذهب اليها تحت تأثير الحالة النفسية التي عاشها عبر معطيات الأزمة التي سببتها المؤامرات الخارجية على وطنه يقول في قصيدته فريسة:

هم يقتلون غزالة في لحظة

كم جميل .. كم جميل

سيدي هذا القتيل.

وتكبر العاطفة في قلب الشاعر بني المرجة بعد أن كان شاهدا على كثير من الأحداث والكوارث التي فعلتها يد آثمة أو ربما عاش بعضها أيضا إلا انه يحاول أن يشكل نصا شعريا مختلفا في أسلوبه التركيبي فيعتمد على طرائق جديدة في استخدام الإيحاءات الشعرية التي يدل عليها ما تخلفه كوارث الأزمة فيقول في قصيدته المزار:

وأشاعوا .. أن نجما مر .. ومضا .. ثم مات

واروه ضمن مصباح زجاجي ملون

ثم مر الوقت .. مر الوقت .. ساد الموت.

كما أن صاحب المجموعة الشعرية «أفراح الحزن القارس» يعمل على ظاهرة الابتكار فيأتي بجديد دون أن يعتمد على شيء رآه أو قرأه محاولا أن يتجاوز نصوصه الأولى حيث قدم مطلعا حديثا وصل خلاله إلى مبتغاه فكانت قصيدته ساعة رملية تعبر عن حزن يعيشه الشاعر ويتلمسه في ناسه ولكن جاء هذا الحزن بشكل إبداعي جديد.. يقول:

شيئا .. فشيئا

مثل ساعة رملية ..تصلح لمرة واحدة

ثم تتكسر .. يتلاشى الجسد

ولا تخلو نصوص بني المرجة من النزعة الفلسفية التي يريد أن يجسد في عباراتها عواطفه الإنسانية أولا ثم الأشياء التي سببت لهذه العواطف أن تكون قواما للقصيدة فيعتبر الإخلاص للإنسان الذي يخصه حالة راقية يجب ألا تزول ويجب أن ترسخ كينونتها في الحضور والغياب يقول في قصيدته بعنوان حضور:

طوبى لغيابك .. يملأ المكان والزمان وجودا

طوبى لوجودك .. يغيب كل ما حوله لأبقى أسيرا لديك ..

يذكر أن الكتاب من منشورات اتحاد الكتاب العرب.. يقع في مئة صفحة من القطع المتوسط.


محمد الخضر

سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق