بوح: ديوان جديد للشاعر نزار بني مرجة

13 كانون الأول 2011

.

في مجموعته الجديدة "بوح" يقدم الشاعر نزار بني مرجة مكنونات نفسه بهدوء يجعلنا نرى أنه يتبادل مع السكينة والكون طقوس المخاض الفكري الذي يتوالى بعده مطر القصيدة الطالع من البرد.

وبرغم الحداثة المكونة للنص الشعري عنده وخلافا لكثير من شعرائها نجده التزم ترابط الزمان والمكان في تلك الأفكار الفلسفية التي طرحها في قصائد الرمز والنثر الشفاف .. يقول ..

سيل الفرح يجيء

وهدير لغات العالم

يطلقني عصفورا أخضر

يختار طريق الشمس

يحاول الشاعر أن يختصر العالم و الزمان بالمسافة التي تتوازى و تتوازن مع جرح هو أحس به وهناك تلعب النفس دورها الأكبر عندما دخلت في نقائها الخلقي خالصة من الأدران الإجتماعية وعوالق العالم السفلي إلى مكانها الروحي العظيم في قداسة الكتابة.

من أهم ما أراد أن يطرحه الشاعر في ديوانه إشراقة الأمل الطالعة من الوجع الدامي عندما صاغ قصائده بكلام يؤثر القلوب متكئا على موهبة أغناها بقراءته المتواصلة للشعر بأشكاله المختلفة ومتابعة التطور الحياتي للثقافة يقول في ألم ..

ساكنة تظلين أيتها الجبال

تنسين التفتح أيتها البراعم ..

تؤثرين السقوط احتجاجا

أيتها الأشجار

ترانا نجيء ذات شمس

مفعمين بالماء والصوت .. متخمين بالهواء...

هناك أشعار أخرى اعتمدت على الوزن والموسيقا إلى جانب القصائد النثرية وتلك الأشعار لعلها تنفجر دون قصد بانتقاء يعارض فيه الشاعر أبا القاسم الشابي عندما قال ..

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر

وتلك المعارضة تحتم على الشاعر وعلى القصيدة التزام القواعد التي التزمها الشابي إلا أنه أخذ تفعيلة واحدة واشتغل عليها ليخاطب الشابي قائلا ..

آت إليك اضم عنوان الشباب

آت أبدد وحشتي .. أمحو الضباب

آت وورد الشام يزهر في يدي

كيما أزين قامتك..

.. ماذا جرى ... ما عدت أسمعها .. الأغاني ..

أطلقتها يوما لتزدهر الحياة.

في المجموعة كان حضور القصيدة الكلاسيكية قليلا مع تنوع المواضيع التي شملت الحزن والفرح والحب والصمود وقد جاءت المجموعة في 216 صفحة من القطع المتوسط.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق