عين الفنان التشكيلي الحاضرة في قصص «غفوة لهديل الرماد»

19 تشرين الأول 2012

.

أقيمت أمس في المركز الثقافي بكفرسوسة ندوة نقدية شارك فيها الدكتور الناقد غسان غنيم والدكتور الشاعر نزار بني مرجة والصحفية فاتن دعبول وكانت حول مجموعة القاص عوض سعود عوض غفوة لهديل الرماد التي تضمنت قصصاً عن الوطن والحب والمرأة والمجتمع.

وقال الدكتور نزار بني مرجة إن مجموعة غفوة لهديل الرماد تنطوي على لوحات من الفن التشكيلي تتوحد مع اسلوب القص ومرسومة بخبرة فنية مشيرا الى قصة برج من الملح كنموذج وكذلك القصص الوطنية التي يتحدث فيها عن العدوان الصهيوني على غزة كقصة فوضى الألوان.

ويضيف بني المرجة ان مسألة التشكيل تبدو أكثر وضوحاً عندما يتحدث الكاتب بصوت الفنان التشكيلي في قصته خربشات عصبية حيث يجسد قناعته وبوحه بصوت الفنان لأن الحياة يمكن لها أن تتجسد بكل معانيها وآلامها وأحلامها في اللوحة.

وختم بني المرجة ان القاص في هذه المجموعة يشبه فناناً تشكيلياً بكل ما تعنيه الكلمة ومن يستطع استبدال الحبر الأزرق أو الأسود الذي يشكل مداد الكاتب بألوان لا حصر لها يستطع أن يضع القارئء أمام لوحات مدهشة لحالاتنا وحياتنا وأحاسيسنا ما يفسح المجال لعلاقة بصرية فكرية تجسد علاقة أكثر مصداقية مع الواقع من حولنا.

أما الصحفية فاتن دعبول فقالت ان العنوان غفوة لهديل الرماد يدعو إلى التساؤل كيف استطاع الكاتب أن يجمع هذه الأشياء الثلاثة رغم ما تحمله من تناقضات إلا أنه وفق في استنباط ما يريد من خلال هذا العنوان فهو يعبر عن أحداث أناس يعيشون بيننا وربما مشينا وإياهم الدروب نفسها وتنشقنا الهواء معاً وقد تجمعنا معهم جدران مربعة الشكل في إطار عائلة صغيرة فهو ينطلق من واقعية رائعة استطاع من خلالها أن ينقلنا إلى عالم آخر استخدم من خلالها عبارات وجملا إبداعية في وصف فني مليء بالشفافية والمفاجآت يتوخى من خلاله البوح بالألم الذي يحرمنا السعادة دائماً.

وأضافت أن للمرأة دورا في شخوصه وبطلاته يحملن كثيراً من الجماليات المثيرة ويستحققن الدخول إلى التاريخ مضيفةً ان عوض سعود عوض كان موفقاً في انتقائه لعناوين القصص التي غالباً ما تحمل إيحاءات بالشعر والشاعرية مثل خريف الصمت ولوحة بلا ظلال ويهدف من ذلك أن تكون فاتحة تشد القارئ للغوص في أعماق كتاباته.

ولفتت دعبول الى أن القصص تصلح أن تكون مادة أساسية لدراسة نفسية واجتماعية وربما بيئية إلى جانب كونها منتجاً أدبياً مميزاً يحمل ما يحمله من إبداع قصصي يسجل للكاتب تلك الوقفات الإنسانية التي عبر عنها بخواتيم قصصه بمزيد من الألم والحزن.

أما الناقد الدكتور غسان غنيم فأشار إلى صعوبة كتابة العمل القصصي الذي يقوم على مقاييس من أصعب الفنون لذلك انفلتت الفنية في بعض قصصه نظراً للمقدمات الإنشائية واللغوية التي شكلت زيادة في بعض مواطن القصة.

وبين الغنيم أن عوض اعتمد على الشاعرية في استخدام اللغة وهذا ما يخالف فنية القصة كما في قصة خريف الصمت وأنه قام بالإستغراق الشديد على الجانب الشعري وقطع الحدث دون تكثيف ما سبب أحياناً عدم انسجام الأحداث التي غالباً ما تكون الأجواء فيها كابوسية كما أنه انتقل في بعض قصصه من حالة القصة الفنية إلى المقال القصصي التي بدأها مستغرقاً باللغة الشعرية ومنتهياً بالواقعية كقصة فوضى الألوان موءكداً أهمية إضافة الأسس الجمالية التي تمنح اللغة قوة إلى جانب جمالها.

أما عن تكثيف القصة فقال إنه اشتغل على تكثيف الأحداث وضغطها إلى مرحلة تراجع الحدث إلا أنه ازداد نجاحاً في قصة /موال أم خالد/ بما تمتلكه من لغة شعرية ومقومات تجعل القصة ذات هوية في عالم الأدب والفن.


سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق