معرض «ذاكرة وطن جـ2... سوريانا» في ثقافي كفرسوسة بدمشق

06 شباط 2013

.

تستمر جمعية: «سيدات دمشق الخير» في نشاطاتها الثقافية المختلفة الداعمة للحراك الثقافي السوري من خلال إقامة معارض تشكيلية للفنانين السوريين، إضافة لنشاطاتهم في حركة التوثيق السورية، ففي يوم الأحد 3 شباط 2013، أنطلق معرض «ذاكرة وطن (ج2)... سوريانا» وبدعم من وزارة الثقافة في المركز الثقافي العربي في كفرسوسة بدمشق، وقد شارك في هذا المعرض عدد من الموثقين هم: (محمد حسان مؤيد العظيم، علي خلف، حيان فرجاني، يحيى ركاب والفنان المصور محمود سالم).

ضم المعرض الكثير من الصور الخالدة والوثائق النادرة التي تؤرخ للحراك الثقافي والاجتماعي والسياسي لرجالات وسيدات سورية، وعدد كبير من صور لكتب ونسخ ورقية من الصحف والمجلات السورية، ومنها صحيفة الناصرية، الاشتراكي العربي وندار الوطن، فلسطين، الثورة. ومن المجلات: «هنا دمشق، الأسبوع، الكرامة»، ومن الكتب نقرأ بعض عناوينها: «كتاب تاريخ الثورات السورية في عصر الانتداب الفرنسي»، تأليف أدهم آل جندي يعود لعام 1960، و دورية: «العمران» الصادرة آنذاك عن وزارة الشؤون البلدية والقروية عام 1970 وهي مجلة تبحث بالكثير من الأمور الثقافية من مسرح وتشكيل وموسيقى والمواقع الأثرية لمدينة دير الزور، وكتاب: «ومضات من حياة الأميرة بديعة الحسني الجزائري» حفيدة الأمير عبد القادر الجزائري من تأليف د. الأخضر قويدري.

كما قدم المعرض كتب قديمة عن بعض المواقع الأثرية ككتاب عن قلعة شيزر، قصر ابن وردان، قلعة سمعان، إضافة لعدد من الأعمال الزيتية والصور الضوئية المتماهية مع عنوان المعرض، وصوراً لأعمال فنية توثق لتاريخ صناعة الحديد في سورية شاركت في مؤتمر اليونيسكو العالمي في سان بطرس برغ عام 2012.


من معرض ذاكرة وطن 2 سوريانا
في ثقافي كفرسوسة


ومن أهم الصور التي حفل بها المعرض هي عن تاريخ مدينة تدمر الأثرية حيث نتعرف على بداية اكتشاف التعرفة الجمركية التدمرية - أول قانون مالي سوري، حيث يظهر في إحدى الصور الأمير: «أباميليك لازاريف» أمام لوحة القانون التدمري عام 1898. إضافة لصورة لمدينة تدمر الأثرية تعود لعام 1901. كما احتوى المعرض على صور لعمليات التنقيب تعود لنفس الفترة التاريخية. ومن مدينة حماه قدم المؤرخ السوري محمد حسان مؤيد العظيم صور تاريخية لهذه المدينة العتيقة ومنها صوراً للجامع الكبير في مدينة حماة، حي الكيلانية، زاوية آل الكيلاني وصورة عن طوفان نهر العاصي في شارع شكري القوتلي، إضافة لصور عن دمشق القديمة. كما قدم المعرض الكثير من الصور لبعض المفكرين السوريين ومنهم مدرس اللغة العربية والعالم الفقيه الشيخ عبد القادر العلواني.

أما في الشق العسكري والسياسي فقد حفل المعرض بالكثير من الصور أهمها صور
للوفد العسكري السوري الذي حضر إلى القاهرة في 11 كانون الأول 1958 مفاوضاً الرئيس جمال عبد الناصر لإقامة الوحدة بين سورية ومصر، وصورة للعقيد عدنان المالكي مع خطيبته في مدينة صيدا، والرئيس فارس الخوري وزوجته أسماء ونجله سهيل الخوري عام 1925، كما توجد صورة تعود لعام 1954 للأديبة السورية مقبولة الشلق وهي تحاضر في دمشق عن حقوق المرأة وهي أول فتاة سورية تحمل إجازة في الحقوق من الجامعة السورية، وصورة هامة ونادرة لرمضان الشلاش مع المفوض السامي الفرنسي هنري دي جوفنيل يوم استسلامه.


من معرض ذاكرة وطن 2 سوريانا
في ثقافي كفرسوسة


وأوضحت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في تصريح سابق أن أهمية المعرض تتجلى في الجهود المبذولة من قبل مجموعة «سيدات سورية الخير» اللواتي تركن بيوتهن وأعمالهن رغم مسؤولياتهن الكبيرة في المجتمع لجمع هذا التراث حباً بالوطن وحزناً على ما يحدث فيه ورغبة في الانتقال من هذه المرحلة الصعبة إلى أخرى بناءة، وأردفت وزيرة الثقافة: «إن أهمية المعرض تأتي أيضاً من قدرته على إنعاش الذاكرة , فرواده سيدركون عمق التاريخ الذي ينتمون إليه وأصالة حضارتهم وعظمة هذا الوطن وما بذل فيه من جهود للبناء ليعاودوا البناء من جديد».

من جهتها أوضحت السيدة سمر الحاج: «أن المعرض يحتوي على ملامح من مقومات سورية كبلد للحضارات والتاريخ وأرض الأديان وهناك من يحاول المساس بأهمية هذا العمق الثقافي السوري دون أن تمتلك بلاده أي إرث حضاري يذكر، وأضافت الحاج»، «ثمة حسد كبير لهذا البلد العريق الذي رغم مرور ما يقارب السنتين من الوجع والألم الكبير الذي يعانيه فإن الثقافة فيه لا تتوقف وهذا دليل عافية وخير مبينة أن سورية التي لا تنسى أبناءها ولا تاريخها ولا حضارتها».

بدورها أوضحت نيللي ميرو من سيدات سورية الخير: «أن سورية تمر بما هو أكبر من الحرب قائلة: " لهذا السبب ارتأينا عبر الجزء الثاني من معرض ذاكرة وطن أن نذكر بأنفسنا وحضارتنا وتاريخنا المجيد الذي نفتخر به معطيات وأشخاصا وقادة وعظماء مركزين على جماليات ذاك التاريخ ونقاط القوة فيه، وعن كيفية اختيار المواد الفنية والتوثيقية المشاركة»، أوضحت ميرو: «كان لدينا حيرة كبيرة بسبب الغنى الكبير لتراثنا وتاريخنا لذلك ركزنا على ما يؤكد عظمة سورية ويعلل سبب صمودها أمام جميع الأزمات التي تعرضت لها منذ القدم وحتى الآن».


الباحث التاريخي
محمد حسان مؤيد العظم


وفي حديث مع «اكتشف سورية» يقول الموثق والباحث التاريخي محمد حسان مؤيد العظم: «لكل منا دوره في عملية البناء، والعمل في مجال التوثيق هو لإحياء ذاكرة الأجيال القادمة وتعريفهم بأهمية هذا الوطن الكبير بتاريخيه وشخصياته الكبيرة، لذا تراني أجمع صور أثرية عن مدينتي حماه ودمشق التي عشت فيها ما يزيد عن خمسين عاماً، إضافة لصور كثيرة تتحدث عن الشخصيات الوطنية التي أسهمت في دحر الاحتلال الفرنسي، إضافة لمفكرين سوريين أسهموا في تطوير المعارف السورية الأدبية والعلمية» وينهي المؤرخ العظم حديثه معنا بأمنية وحيدة هي إنشاء مركز متخصص في مجال التوثيق والأرشفة لحفظ تراث سورية من الاندثار والضياع.


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من معرض ذاكرة وطن 2 سوريانا في ثقافي كفرسوسة

من معرض ذاكرة وطن 2 سوريانا في ثقافي كفرسوسة

من معرض ذاكرة وطن 2 سوريانا في ثقافي كفرسوسة

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

حسام يبرودي:

من المهم أن نعود بالذاكرة لكي نعرف عراقة سوربة، وقد أحببت كثيرأ الصور المرفقة ، إضافة للمعلومات القديمة الموجودة في المقال شكر لكم اكتشف سورية