الدكتور جورج جبور يحاضر في ثقافي المزة

16 تشرين الثاني 2011

الأمم المتحدة ومؤتمرات دربان الثلاثة لمناهضة العنصرية، أين مكان العنصرية الصهيونية فيها

أقيمت في المركز الثقافي العربي بالمزة محاضرة بعنوان «الأمم المتحدة ومؤتمرات دربان الثلاثة لمناهضة العنصرية، أين مكان العنصرية الصهيونية فيها؟»، وذلك يوم الإثنين 14 تشرين الثاني 2011، ألقاها الدكتور جورج جبور - رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة - وحضرها عدد من أعضاء الرابطة السورية للأمم المتحدة، والباحث الفلسطيني راتب السادي، بالإضافة إلى جمع من رواد المركز الثقافي.


وتأتي محاضرة الدكتور جبور بالتزامن مع الذكرى السادسة والثلاثين لصدور القرار 3379، والذي قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة بموجبه أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري، وقد صدر القرار في 10 تشرين الثاني عام 1975، وألغي في 16 كانون الأول عام 1991.

ويحدثنا الدكتور جورج جبور عن إلغاء القرار قائلاً: «إن إلغاء القرار كان قسماً من ترتيب مؤتمر مدريد للسلام، رغم كون الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية، وتترافق مع ذكرى إصدار القرار مناسبة مرور 25 عاماً على إنشاء اللجنة العربية لدعم القرار 3379، والتي أنشئت في دمشق في 10 تشرين الثاني 1986، واستمرت بالعمل ردحاً طويلاً، إلا أن الظروف لم تساعدها في تحقيق الكثير، رغم أنها تركت بصمات على الحياة الفكرية والسياسية في البلاد العربية، من حيث أنها ألقت الضوء على هذا القرار، وكان بالإمكان أن يلغى دون أن يترك أي أثر».

ويضيف الدكتور جبور «أن عمل اللجنة العربية في إثبات ودعم القرار كان عملاً معيناً في الصعيد الفكر السياسي العربي، وليس على الصعيد الحكومي الدولي، ولكن هذا لا ينفي يوجد هيئات كثيرة تطالب بإعادة إحياء هذا القرار، ولقد تلقيت دعوة من رئيس مركز التواصل والتضامن في لبنان بحضور ندوة عربية سيفتتحها الدكتور سليم الحص في 27 من هذا الشهر، وتتناول موضوع الأبارتايد الإسرائيلي، وكانت هذه الندوة ستعقد في القاهرة، ولكن نظراً لظروف الانتخابات في مصر فقد انتقلت إلى لبنان، وهذه الندوة تشكل مقدمة لمؤتمر سيعقد في جنوب إفريقيا كونه المركز الأول في العالم من حيث الاهتمام بموضوع العنصرية الصهيونية، وذلك في آذار من عام 2012، وسيتناول المؤتمر موضوع الأبارتايد الإسرائيلي، ومدى الارتباط الوثيق بين مكافحة العنصرية الصهيونية، ومكافحة عنصرية الأبارتايد».

ويؤكد الدكتور جبور أن إصدار القرار 3379 جاء نتيجة تراكمات كثيرة بدأت منذ بدء البحث العربي الجدي في موضوع الصهيونية، وأنه قد صيغ بلهجة دقيقة تحدثت عن الصهيونية كاستعمار استيطاني ولم يتناول الديانة اليهودية، فالقرار علماني بالكامل لا يتحدث عن اليهودية ولا يخل باحترام إحدى الديانات السماوية، رغم أن الحجة كانت عند إلغاء القرار بأنه يشجع العواطف الدينية الهائجة والتعصب الديني. ويمثل القرار ذروة الانتصارات العربية في شأن القضية الفلسطينية، ما اقتضى أن تخاصمه جهات أخرى وتضع خطة لإلغائه، وذلك عند انعقاد مؤتمر غير حكومي كبير للأمم المتحدة، ولكن بإذن من الأمين العام للأمم المتحدة. وقد تأجل إلغاء القرار بسبب غزو صدام للكويت عام 1990 فكان إلغائه عام 1991، وكانت إسرائيل ترفض هذا القرار بشدة لأنه يمس سيادتها.

ويتابع الدكتور جورج جبور قائلاً: «لقد كان إصرار المفوض الأمريكي بضرورة العمل على إلغاء هذا القرار كبيراً لدى الأطراف العربية، وتوج هذا الإصرار بالنجاح، حيث اعتقدت القيادة الفلسطينية أنه من الممكن البحث في إلغاء القرار إذا ثبتت نوايا إسرائيل الحسنة في عملية السلام. وكان مندوب الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، دانييل مونيهان وقف إثر إصدار القرار 3379، ليعبر بلغة غير مألوفة ولا معهودة داخل المنظومة الدولية عن سخط حكومته على قرار إدانة الصهيونية بالعنصرية والتمييز العنصري خاصة بعد انتهاء عملية التصويت وفشل آليات التهديد والوعيد الأخرى للحيلولة دون صدور القرار، وقال إن الولايات المتحدة الأمريكية تنهض لتعلن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وأمام العالم أنها لم تعترف ولن تلتزم ولن ترضخ لهذا العمل المشين، و إن الاقتراح الذي أقرته الجمعية العامة بقرارها أن الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري أكذوبة، ولكنها أكذوبة أعلنتها الأمم المتحدة على أنها حقيقة، ولكن الحقيقة الصحيحة يجب أن يعاد إثباتها».

وختم الدكتور جبور أننا نجد من خلال مؤتمرات دربان أن الصهيونية هي عنصرية في طبعها وتقوم بأعمال غير إنسانية وجرائم حربية بحق الشعب الفلسطيني، وتقوم أيضا بنسب التاريخ الفلسطيني لها، وأن فلسطين هي ارض الميعاد وهي أرض إسرائيلية صهيونية ولا مكان فيها للعرب، ولكن فلسطين هي دولة عربية لها تاريخها وهويتها. وأشار الدكتور جبور إلى أن اتخاذ أي قرار يمس الصهيونية يعتبر عنصرياً في نظر الدوائر الغربية، لأن العنصرية بدأت تقاس من جهة المصالح الدولية وبالتوافق الكبير مع العنصرية الصهيونية المماثلة لعنصرية الأبارتايد.


عبد القادر شبيب - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق