اللغة العربية والأمم المتحدة: محاضرة في ثقافي كفر سوسة

20 كانون الأول 2011

.

أقيمت في المركز الثقافي العربي بكفر سوسة محاضرة بعنوان «اللغة العربية والأمم المتحدة» وذلك يوم الخميس 15كانون الأول 2011 وبرعاية جمعية نادي الإحياء العربي، قدمها الدكتور محمود الربداوي وحضرها الدكتور جورج جبور - رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة - وعدد من المفكرين والأدباء والمهتمين باللغة العربية والصحفيين ورواد المركز الثقافي.

إن للغة قيمة جوهرية كبرى في حياة كل أمة، فهي الأداة التي تحمل الأفكار، وتنقل المفاهيم فتقيم بذلك روابط الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة، وبها يتم التقارب والتشابه والانسجام بينهم.

ويحدثنا الدكتور محمود الربداوي عن اللغة العربية ولأمم المتحدة وعن كيفية إغناء هذه اللغة الام قائلاً: «إن اللغة العربية هي قوام هويتنا، ومستودع تاريخنا ومخزون ثقافتنا، رعاها آباؤنا وأجدادنا، وسلموها لنا نقية خالصة من كل شائبة، فتحتم علينا أن نسلمها لأولادنا وأحفادنا بكل النقاء الذي تسلمناها به، وللغة العربية مكانة سامية، ومنزلة رفيعة في نفوس أبنائها المحبين لها، والغيورين عليها، والعارفين قدرها ومكانتها، وذلك لكونها لغة القرآن الكريم، بها تنزل على محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم)».


جانب من الحضور ويبدو في المقدمة الدكتور محمود السيد والدكتور جورج جبور

ويشير الربداوي إلى إن أهم المفاصل التي أحب أن يتحدث بها ويلقي الضوء عليها في هذه المحاضرة تتعلق بمشاكل اللغة العربية، والتي تحدث عنها مراراً في المراكز الثقافية، ومنها على سبيل المثال: الفصحى والعامية، ضعف الطلاب في اللغة العربية، ويتابع: «عندما طلبت مني جمعية نادي الإحياء العربي أن ألقي محاضرة عن اللغة العربية، اشترطوا علي أن أقدم موضوعاً غير مسبوق، على اعتبار أنني أعمل على كتاب منذ فترة طويلة عنوانه "اللغة العربية في القارات الخمس" وموضوعه يتعلق بكيفية دخول هذه اللغة إلى كل قارة من القارات الخمس، والتحديات التي واجهت دخول اللغة العربية إلى الأمم المتحدة، لأن عدونا الأزلي إسرائيل ومن ورائه الصهيونية العالمية وقفت ضد دخول العربية كلغة سادسة إلى الأمم المتحدة. إلا أن ذلك لم يفلح رغم محاولاتهم المتكررة طيلة أربع سنوات، فدخلت اللغة العربية إلى الأمم المتحدة والمحافل الدولية رغماً عنهم».

أثناء إلقاء المحاضرة

بدوره يحدثنا الدكتور عمر هزيم عما تعانيه اللغة العربية قائلاً: «إن من المؤسف جداً أن تكون اللغة السائدة في المراكز الصحية والمستشفيات وكذلك في الفنادق هي اللغة الأجنبية مع أن غالبية الأطباء والعاملين في تلك المؤسسات والمواقع من العرب، إن المرء يشعر بالألم والحسرة عندما يتسلم وصفته الطبية فيجدها مكتوبة بلغة أجنبية أو فاتورة حسابه في الفندق فيجدها كذلك، بل إن الألم يزداد وتتضاعف الحسرة حينما تبحث عمن يحسن العربية في تلك المواقع فلا تجده».

أما الدكتور الأستاذ عبد العزيز مهران فيقول: «إن من مظاهر عدم الاهتمام باللغة وغربتها بين أهلها ما يلاحظ على بعض معلمي المراحل المختلفة بشكل عام، ومعلمي اللغة بشكل خاص من ضعف في المستوى العلمي، فترى بعض المعلمين لا يحرص على الالتزام بالفصحى أثناء تدريسه للطلاب، بل إنه لا يستخدم إلا اللهجة المحلية، في حين تحتفل الأمم المتحدة بلغتنا الأم».

جانب من الحضور في المركز الثقافي

ويضيف الدكتور مهران: «في إطار دعم وتعزيز تعدد اللغات وتعدد الثقافات في الأمم المتحدة، اعتمدت إدارة الأمم المتحدة لشؤون الإعلام قراراً عشية الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم الذي يُحتفل به في 21 شباط من كل عام بناء على مبادرة من اليونسكو، للاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة، وتقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 كانون الأول كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة المؤرخ 18 كانون الأول 1973 وقررت الجمعية العامة بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة».

ويتابع قائلاً: «لقد كان التوازن بين اللغات الرسمية الست، أي الإنكليزية والعربية والصينية والإسبانية والفرنسية ‏والروسية، شغلاً شاغلاً لكل الأمناء العامين كما قال الدكتور محمود الربداوي في محاضرته، ‏واتُّخذت الأمم المتحدة عدة إجراءات، منذ عام 1946 إلى يومنا هذا، لتعزيز استعمال اللغات الرسمية حتى تكون الأمم ‏المتحدة وأهدافها وأعمالها مفهومة لدى الجمهور على أوسع نطاق ممكن».‏


عبد القادر شبيب - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أجواء محاضرة اللغة العربية والأمم المتحدة في ثقافي كفر سوسة

من أجواء محاضرة اللغة العربية والأمم المتحدة في ثقافي كفر سوسة

من أجواء محاضرة اللغة العربية والأمم المتحدة في ثقافي كفر سوسة

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق