الدكتور جورج جبور يحاضر في ثقافي المزة

16 آذار 2011

بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنصرية في ثقافي المزة

أقيمت في المركز الثقافي العربي بالمزه، محاضرة بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنصرية من مؤتمر دربن الأول الذي عقد في أيلول عام 2001 إلى مؤتمر دربن الثالث الذي عقد في أيلول 2011، وذلك يوم الاثنين 14 آذار 2011 و قدمها الدكتور جورج جبور وشاركه سعادة سفير جنوب إفريقيا في دمشق، وقد حضرها السيد مارتن اشباخر سفير دولة سويسرا في دمشق، والأستاذ رشيد ماوردي رئيس محكمة الجنايات سابقاً، والدكتور سهيل الملاذي عضو مجمع تمكين اللغة العربية، وعدد من المفكرين والأدباء.

ويحدثنا الدكتور جورج عن العنصرية، والأمور الجديدة التي عقدت في جلسات مؤتمر دربن قائلاً: «إن الخوف من الإسلام يتجلى في أمرين تعقد لهما الجلسات، وأولها في أمريكا بتاريخ 10 آذار 2011، بدأت جلسات استماع عن المجتمع الأمريكي المسلم وميله إلى التطرف وعجز أجهزة الأمن في اكتشاف الجرائم، وثانيها في فرنسا بتاريخ 5 نيسان 2011، سوف يعقد نقاش كبير على الإسلام والعلمانية، ويخشى أن يكون في هذا الأمر ميل إلى القول بان الثقافة الإسلامية لا تتماشى مع الثقافة الفرنسية.


من أجواء المحاضرة
في ثقافي المزة

إن موضوع العنصرية موضوع قديم وله مظاهره وأشكاله في العالم القديم والعالم الراهن، ولكن منذ سنوات ليست بعيدة عند انطلاق الثورات في أوربا أصبح التمييز مرفوض أكثر من قبل، وذلك لما فعلته الأمم المتحدة من منع التمييز، سوى أكان في الدين أو العنصر البشري، وقد توقف التمييز العنصري بوضع قرارات دولية ملزمة لمنعه بجميع أشكاله، ولكن الدولة التي تعاني من التمييز، هي دولة فلسطين المحتلة والذي يقوم بالتمييز هم الصهاينة.

وفي الوقوف أمام العنصرية، عقدت عدة مؤتمرات في جنيف، ولكن أهمها مؤتمر دربن الذي عقد في جنوب إفريقيا، والذي انتهت أعماله يوم 8 أيلول 2001، ولذلك نجد أن هذا المؤتمر لما يلقى متابعة إعلامية، لأنه انتهى قبل ثلاثة أيام من أحداث أيلول في أمريكا، فتحولت جميع وسائل الإعلام إلى هذه الأحداث.

ويؤكد أن أهم أعمال ذلك المؤتمر، هو التعويض عن الاسترقاق، و الاعتذار عن العبودية، ووصفها بأنها جريمة مرتكبة بحق الشعب، فقد تحقق الاعتذار، ولم يتحقق التعويض المالي الذي طالبت به الدول الإفريقية.

وفي نيسان عام 2009 عقد في جنيف مؤتمر مراجعة أعمال مؤتمر دربن الأول، ولم يكن للمنظمات غير الحكومية أثر كبير، وذلك يعود إلى أسباب مادية وسمي بمؤتمر دربن الثاني، والآن يعقد مؤتمر دربن الثالث، بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عشية عيد الميلاد 2010، ولما يحظ بتغطية إعلامية واسعة، ولكن سوف يعقد مرة أخرى في 22 أيلول 2011».

وعن التمييز العنصري يطرح الدكتور جورج بعض من الأمثلة، ومنها أن الاتحاد الأوربي سمح بحرية التنقل للمواطنين الأوربيين، في الدول الأوربية دون تأشيرة، ولما يسمح للغجر بذلك وهم مواطنين أوربيين أيضا، مما يدل على العنصرية.

وعندما قتل الفرنسيين رجل من سورية وهو سليمان الحلبي، وقاموا بتعذيبه قبل موته ولم يتألم عليه أحد من العالم، ولم يعرفوا معنى العذاب والعنصرية، ثم إن الدكتور شاكر مصطفى، العالم بالشؤون الفرنسية قال في بعض كتبه، انه زار متحف في فرنسا فوجد فيه قفصاً زجاجياً بداخله جمجمة، كتب عليها جمجمة مجرم وإذا هو سليمان الحلبي، ورأى جمجمة أخرى في قفص آخر كتب عليها جمجمة عبقري وإذا هو ديكارت، وقد استنكر لذلك الأمر الدكتور شاكر، وقام بنشرها إعلامياً وأخذت أصداء كثيرة في الخمسينات.


الدكتور جورج جبور في محاضرته بثقافي المزة

وبدوره يحدثنا سعادة سفير جنوب إفريقيا، عن العنصرية التي وقف المجتمع الإفريقي بوجهها قائلاً: «لقد أصبحت المساواة والحرية في جنوب إفريقيا، والتي نعرفها اليوم وليست قديمة وقد عانينا كثيراً وضحينا لأجل ذلك، حتى وصلنا إلى هذه المرحلة.
فإن الحرية والديمقراطية التي نتمتع بها الآن، جاءت بعد أن اسقط النظام وقتل العديد من أفراد المجتمع لذلك. فعلينا أن نحترم ذكرى نضالنا وتضحياتنا، ونحن نحتفل بيوم 21 آذار، على أنه يوم حقوق الإنسان في إفريقيا، وتاريخه كان عام 1960، عندما قتلوا المواطنين برصاص الشرطة.

وكان المواطنون السود في جنوب إفريقيا، يجبرون بحمل بطاقة اسمها رخصة سفر، لتنقل من مكان إلى مكان، وإذا كانت هذه الرخصة ليست موجودة، فسوف يوضعون في السجن، والسبب الوحيد لحمل هذه الرخصة هو اللون السود، وهذه هي العنصرية, وأنا أذكر ذلك لأنني أرى الشعب الفلسطيني كيف يعاني، وهي رؤية مشتركة بيننا.
وقد تحدث عن النساء لأن 8 من آذار هو العيد المئوي للمرأة في إفريقيا، وكان تاريخه والمصادقة عليه عام 1910، ويعد مؤتمر للمرأة والهدف الأساسي منه احترام حقوق المرأة في الاقتراح وفي المناصب السياسية، ومن الأهداف الأساسية عدم التمييز العنصري ضد المرأة، التي أجمع عليها المناضلون في جنوب إفريقيا، وإن الديمقراطية لا يمكن الوصول إليها إلى إذا تحررت المرأة من كل أنواع الطغيان.

وفي الختام لا يمكن أن تتحرر الشعوب إلى بالوقوف أمام الطغاة، وفتح باب المساواة بين الرجال والنساء، والوقوف أمام الصهاينة من أجل تحرير فلسطين من التمييز العنصري، وتسليط الضوء على المؤتمرات التي تهتم بمكافحة العنصرية والتمييز».


عبد القادر شبيب - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق