الحكواتي والكركوزاتي في محاضرة عن التراث الشعبي بدمشق

18 أيلول 2011

ألقى الباحث أنس تللو في اليوم الرابع من أيام مهرجان دمشق للفنون الشعبية محاضرة حول التراث الشعبي في دمشق متضمنة حديثه عن السرد الشفهي والقصص المحكية والشعر الشعبي وذلك في قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي العربي في المزة.

وأوضح تللو في محاضرته ان السرد الشفهي تمثل في دمشق عبر الحكواتي الذي يعتبر من المعالم التراثية الدمشقية الهامة لافتاً إلى أن اخر حكواتي في دمشق كان المرحوم عبد الحميد الهواري الملقب بحكواتي دمشق الأول وابو احمد المنعش إذ كان يقدم حكاياه في مقهى النوفرة بالقرب من الجامع الأموي في دمشق والذي مازال يستقطب كثيراً من سميعة الحكايات التي يرويها اليوم أبو شادي.

وأضاف الباحث ان الكراكوزاتي احتل مكانة مميزة في قلوب الدمشقيين حيث كان أكثر تاثيرا على مشاهديه ومستمعيه من الحكواتي لانه إضافة إلى مايفعله الحكواتي كان يعرض صورا لشخصيات قصصه المختلفة ويلون نبرات صوته من وراء الستارة مع كل شخصية وهذا ما كان يسمى بخيال الظل الذي يعتبر فنا مركبا ومعقدا.

والكراكوزاتي ومعاونوه بحسب تللو كانوا ينصبون خيمة الظلال في المقاهي ويعرضون حكايات شخوصها بانماط ثابتة وحبكات مرنة تتمدد بالارتجال والتفاعل مع المشاهدين حيث كان ذلك يقتضي تنوعا وتعددا في المواهب ويحتاج تجهيزات وبراعات تقنية مختلفة.

وأضاف الباحث ان هذا الفن راج قرونا طويلة ولم يصل منه الا النزر اليسير مستغربا اختفاء الاف التمثيليات التي يفترض انها الفت وسجلت وعرضت طوال هذه القرون موضحا ان الأصل الشعبي للاقبال الكبير على مسلسلات مثل حمام الهنا ومقالب غوار التي عرضت في ثمانينيات القرن الفائت ما هو الا امتداد باق في النفوس لتاثير فصول خيال الظل التي لاقت الاقبال نفسه في القرون السابقة.

ويمثل خيال الظل كما يرى تللو تمثيلا دقيقا حياة وتفكير ونفسية السوريين في فترة الاحتلال العثماني الذي كان مسرحا لنكاتهم وتمثيلياتهم حيث دخل هذا الفن إلى القصور لكنه طرد منها وازدهر مع الشعب فعكس الاحداث الهامة والمجريات اليومية لحياته.

وكانت حمامات السوق وما زالت حسب ما قال الباحث من التراث الشعبي العريق بما تملكه من أنماط معمارية خاصة تضم صحونا وإيوانات وجدرانا مزخرفة ظلت على مر الزمن مثالا يحتذى به بجمالية التصميم وقدرته الخدمية العالية.

وعبر تللو عن أسفه لتحول معظم البيوت التراثية العريقة إلى مطاعم أخذت أسماء مختلفة معظمها حمل اسم صاحب المنزل لافتا إلى ان معظم الحارات الشعبية لم تكن تستمد رونقها التراثي من بيئتها فقط بل من اشخاصها ايضا حيث اختفت تلك الشخصيات التي كانت تسمى الزكرتي اوالقبضاي.

وتحدث الباحث عن شخصية أبو صياح التي أداها الفنان العريق رفيق السبيعي والتي تجمع معظم الشخصية التراثية القديمة بين حناياها إذ ترسخ في الأذهان معاني الأصالة والإنسانية والشجاعة لافتاً إلى أن الفنان سبيعي ابن حي البزورية تربى على التراث ونهل منه في مسيرته الفنية تمثيلا وغناء وإعدادا برامجيا وهو بحسب تللو من أوائل الذين أحيوا الفلكلور الدمشقي والغناء في العراضات الشامية والحمامات.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

دنيا:

مقال رائع يحمل معلومات قيمة ساستمدها واجلبها كمثال عند حديثي مع طلابي عن التراث الشعبي فاشكركم على الاضافة والتنوير

فلسطين