الحمامات الدمشقية عبق وتاريخ.. محاضرة في ثقافي جوبر

02 تشرين الأول 2011

أقيمت في المركز الثقافي العربي جوبر، محاضرة بعنوان «الحمامات الدمشقية عبق وتاريخ»، وذلك يوم الأربعاء 28 أيلول 2011، قدمها السيد أنس تللو، وحضرها عدد من الأدباء والصحفيين ومن الأدلاء السياحيين ومن رواد المركز الثقافي.

ويحدثنا السيد أنس تللو عن هذه الحمامات وأثره الكبير في التاريخ القديم والأهمية الكبيرة قائلاً: «إن الحمامات الدمشقية قديمة العهد انتشرت منذ العهد الروماني، حيث قام بعض الأباطرة بإقامة عدد من الحمامات في بعض المدن السورية، وكانت حمامات البيوت صورة مصغرة عن حمامات السوق من حيث عدد المقاصير والأجران واتساع الأقسام من براني ووسطاني وجواني».

فالقسم البراني يحتل جانباً من المطبخ حيث الموقد الذي يساعد على تسخين ماء الحلة، وبالتالي يمكن التحكم بحرارة المياه تماماً كالتنور في القميم، ويوجد فيه بحرة تتمون من حق الدار من مياه المدينة الموزعة بواسطة الطوالع، وفي هذه البحرة هارب يتصل بالحلة، وبالتالي ينقل إليها المياه التي توزع من الحلة على المغطس والأجران بواسطة شبكة قساطل فخارية ممددة في الأرض توزع بدورها المياه، وأما الوسطاني فيمثل ردهة وفي أطرافه مسطبة وفيه تبدأ الحرارة بالإرتفاع، وأما الجواني فيشبه إيوان صغيرأ تتفرع منه مقصورة صغيرة وتكون فيه حرارة المياه عالية جداً.

ويضيف قائلاً: «إن النفوس قد تغيرت ولم يعد صاحب الحمام اليوم كما كان سابقاً، فقد غدا همَّه الأوحد هو جمع المال بعد أن كان أجداده يعتبرون السمعة الحسنة هي الكسب العظيم، كما أن كثيرين من عمال الحمامات اليوم تعوزهم الخبرة في آداب الحمام التي كان عليها أسلافهم منذ ستين عاماً أو أكثر، ذلك أن متطلبات العصر تغيرت».

و إن عدداً من الحمامات قد اندثر اليوم مثل حمام الجسر الأبيض وحمام السلطان، وسمي باسمه لأن السلطان سليم كان كثير التردد عليه، وحمام الرأس وقد كان موقعه عند التقاء شارع السنجقدار في الشارع المؤدي إلى طريق السروجية، وكانت بحرة البراني عبارة عن رأس إنسان ينبثق منه الماء، وتشغل مكانه اليوم عدة محال تجارية.

وحمام منجك شمال شرق الجامع الأموي وحمام القيشاني، ذاك الذي نال حظاً وافراً من الإقبال عليه حتى الآن ولكن جاءه يوماً معلم لم يتحلَّ بخبرة التلطف والتودد لزبائنه، فتراجعت سمعة الحمام، واضطر مالكوه أن يحولوه إلى سوق ومخازن ودكاكين، فأزالوا البحرة الجميلة التي كانت تتوسط البراني، ولا يزال إلى اليوم «البراني» تحيط به أربعة أقواس كسائر الحمامات.

وإن حوادث الحمامات كانت بيئة خصبة لما يسمى بلصوص الحمامات، فقد كان اللصوص يقصدون الحمامات ليسرقوا الثياب على غفلة من المعلم والناطور، لكنهم كانوا يأخذون الثياب الجديدة ويضعون مكانها ثياباً بالية، فلا يتركون الرجل المسروق بلا ملابس.

وأما حمامات النساء ليست كما هي عند الرجال، فالنساء غالباً ما يقمن بالأمور من منطلقهن الخاص، والحمامات لها عندهن طقوس خاصة مثل حمام العرس ويكون قبل العرس بيومين، وحمام الغمرة وهو يعتبر سداداً لدعوة أم العريس لحمام العرس، وحمام الفسخ النفاس هو حمام ما بعد الولادة يجتمع فيه النساء لقد انقضى ذلك العهد ورحل أناسه.
وهناك كثير من الأسر القديمة توارثت العمل في الحمامات منهم آل التيناوي أصحاب حمام الناصري بالمرجة ومنهم آل القطان وعلى رأسهم توفيق القطان الذي كان يدير حمام البكري، وهذا الكلام عمره اليوم أكثر من ستين سنة ومنهم آل كبب أصحاب حمام الملك الظاهر، وآل معتوق أصحاب حمام ملكة سابقاً وآل الموصللي أصحاب حمام الجوزة، وآل الملا وآل المارديني، الحمامات مظهر من المظاهر الصحية، وملتقى للحياة الاجتماعية، فيه الصفاء والأدب والمجاملة ولا بد اليوم من الحفاظ على هذه الحمامات لأنها إرث مهم له علاقة كبيرة بالتراث وعراقة الماضي المجيد.‏

وبدوره يحدثنا السيد عدنان الحموي وهو مؤسس جمعية الأدلاء السياحيين في سورية وعضو غرفة سياحة عن هذه المحاضرة قائلاً: «هذه المحاضرة جيدة ولكن الطريقة الأدبية السردية التي كان يعتمده المحاضر كانت أقرب من الطريقة التاريخية ووهي كدراسة أدبية جيدة لانه تعمق في ذكر الحمامات ولم يتطرأ كثيراً إلى ذكر وقت الإزدهار والرك.

وبدورها تحدثنا الأنسة رغدة ديوب وهي خريجة أدب إنكليزي وخريجة سياحة عن الفائدة الكبيرة من هذه المحاضرة قائلةً: كانت المحاضرة أن الإفادة كانت في ذكر التفاصيل الكبيرة في أوصاف الحمامات ومن خلال ما درسته في المعهد هو عبارة عن معلومات سطحية عن الحمامات كأقسامها الثلاثة ولم نتطرأ إلى معلومات يمكن أن تغني الدليل السياحي وفي هذه المحاضرة تعمقنا أكثر في ذكر الحمامات من حيث القيمة ومن حيث التفاصيل.


عبد القادر شبيب - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق