جمال العباس يلخص تاريخ الحركة التشكيلية في السويداء

25 07

ألقى الفنان التشكيلي والناقد جمال العباس في صالة اتحاد الكتاب العرب في السويداء محاضرة بعنوان «تاريخ الحركة التشكيلية في السويداء» تحدث فيها بدايةً عن عملية التأريخ وما يواجهها من صعوبات ويواجه العاملين فيها، خاصةً وأنّ العباس يُعدُّ من أوائل الذين وثقوا وأرّخوا للحركة التشكيلية في المحافظة، والتي بدأت تتبلور معالمها منذ نهاية الخمسينات وبداية الستينات.

العباس بدأ التأريخ الموثق بالأسماء التي تخرجت من كلية الفنون الجميلة التي أُنشأت عام 1959-1960، وكان هو أول خريج أكاديمي من أبناء السويداء ممن تخرجوا منها، ثمّ تبعته أسماء مثل فؤاد أبو سعدة وعبد الكريم فرج، ليتوسع العباس في محاضرته ويشير إلى ما يعتقده مواطن الجمال والإحساس في الحركة التشكيلية ضمن محافظة السويداء، وهي كما ذكر البنية العمرانية للبيوت في المحافظة والتي تمتاز بحجارتها السوداء ثم تلاقيها مع التربة الحمراء البركانية التي تحقق شكلاً من الانسجام اللوني، إضافةً إلى الخضرة الدائمة التي تميز أشجار البيئة. كلّ هذه العوامل التي أثرت في الحركة التشكيلية في السويداء. أما المؤثرات الأخرى بحسب تسلسلها التاريخي يبدأها الفنان جمال العباس من فترة ما قبل الوحدة ويذكر هنا أثر الفنانين المصرين الذين قدما إلى المحافظة في فترة قبل الوحدة وأثناءها ويعتبر لهم دوراً بارزً في تشكيل نواة لحركة تشكيلية في السويداء، خاصةً بعد استقطابهم للشباب من خلال تأسيسهم نادي الفنون الجميلة عام 1959 الذي عمل على التعريف بالفن التشكيلي وخلق حالة وعي بين الشباب المهتمين بهذا المجال. واستمر نادي الفنون الجميلة يزاول نشاطه حتى عام 1970 لينشأ بعدها مركز للفنون التشكيلية في المحافظة عام 1974.

ويعتبر العباس أنّ الفن التشكيلي في المحافظة شهد تطوراً ملموساً منذ الستينات حتّى اليوم، خاصةً من الناحية الكميّة إذ تملك السويداء أكبر عدد من الفنانين التشكيليين بالنسبة إلى عدد السكان بين محافظات سورية كلها.

يعود العباس في محاضرته ليذكر أسماء أساتذة ممن لهم أيادٍ بيضاء على الحركة التشكيلية في السويداء، فيذكر الأخوين فريد وسمير الجميّل الذين قدما من لبنان وساهما في إرساء تقاليد معارض الفن التشكيلي في السويداء، كما كان للأستاذ سعد الدين الشواربي الذي قدم من مصر مع مجموعة من الأساتذة المصريين دور أساسي في غرس روح الفن التشكيلي لدى عدد من طلابهم في ذلك الوقت، ولا ينسى العباس أن يذكر الفنان والأستاذ خالد جلال ابن الفنان محمود جلال والفنان محي الدين طالو والفنان محمود نويلاتي ممن قدموا من دمشق إلى السويداء وعملوا في مدارس المحافظة.

كما يستذكر الفنان جمال العباس في محاضرته جزءً مما أسماه الرسامين الشعبيين في المحافظة، والذين برزوا باستعمالهم أقلام الفحم والرصاص في رسم الطبيعة والوجوه التي زينت بيوت أهالي السويداء في أيامٍ قديمة، وهنا يذكر التجربة الفريدة للفنان الشيخ حمد سنيج (1903-2005) والذي برزت موهبته منذ عام 1930 في رسم الوجوه بأقلام الفحم والرصاص.

ويعتبر العباس أنّ للحضارات التي تعاقبت على السويداء من يونانية، وهلنستية، ورومانية، ونبطية، عظيم الأثر على طبيعة اللوحة وكيفية تشكلها لدى فناني السويداء.

أما أسباب تأخر الحركة التشكيلية في الظهور يردها العباس إلى عدم وجود المدينة على خطوط المواصلات المفتوحة، وضعف التعليم في المراحل الفائتة، وضيق الاحتكاك والطبيعة الفلاحية التي كانت سائدة لدى أبناء المنطقة.

يذكر أن المحاضرة أقيمت ضمن مجموعة الفعاليات الثقافية في مهرجان الجبل الأول.

الفنان المحاضر جمال العباس في سطور:
جمال العباس الفنان التشكيلي المعروف المولود في مدينة السويداء (1941). ‏
هو أول فنان تشكيلي من محافظة السويداء تخرج في كلية الفنون الجميلة . ‏
مثّل سورية في بينالي (طرابلس ـ ليبيا ـ 1980). ‏
درّس الفنون في مدارس الجزائر (1981 ـ 1987) أقام العديد من المعارض الفردية والجماعية في كلّ من (سورية، طرابلس، الجزائر، بغداد، موسكو، برلين، قبرص). ‏
كاتب ومحاضر في التشكيل.
عضو اتحاد عام الفنانين التشكيليين العرب. ‏
متفرغ للعمل الفني والكتابة التشكيلية والمحاضرات الفنية.

عمر الأسعد

اكتشف سورية