مهرجان الموسيفى العربية يختتم فعالياته في دار الأوبرا بدمشق
22 كانون الأول 2014
.
حقق مهرجان الموسيقا العربية الذي أقيم في دار الأسد للثقافة والفنون- أوبرا دمشق بين 14- 18 كانون الأول 2014 نجاحاً كبيراً حيث أعاد الروح إلى الدار من حيث الجمهور الذي تدفق بشكل ملحوظ إلى شباك التذاكر وامتلأت الصالة الكبيرة «الأوبرا» في أغلب فعالياته، وقد أحيا حفل الختام فرقة طارق صالحية التي قدمت بعض المقاطع التراثية السورية والعربية منها «سماعي من وحي الأندلس للموسيقي السوري حسين سبسبي، لونغا نهاوند لوانيس وارطانيان، تانغو محمد عبدالكريم»، إضافة إلى مجموعة من الأغاني العربية تنتمي إلى زمن الموسيقي الجميل، وذلك على آلة الغيتار بصحبة عدد من الآلات الأخرى، كما قدمت جوقة شام بقيادة مؤسسها الموسيقي حسام بريمو بمرافقة أوركسترا ندى مجموعة واسعة من الأغاني الجماعية باللغتين العربية والآرامية، نذكر منها «بالفلا جمال ساري لرفيق شكري، أريج الزهر لشارل خوري، ياشجرة الليمون لمحمود عجان، يامسافرة بالبحر لأنطون الحلبي، ياساكنين قبالنا لعبد الفتاح سكر، بالأمس كانت لسهيل عرفة..» إضافة إلى أغنيتين من التراث الأرامي «ليا يا شمو، باعيلا تشليخ».
هذا وقد شارك في المهرجان خيرة الموسيقيين والمغنيين السوريين من مختلف المناطق السورية.
مع اكتشف سورية
حضر اكتشف سورية كل فعاليات مهرجان الأغنية العربية والتقى بعض الحضور والمشاركين وكانت البداية مع الموسيقي حسام بريمو الذي قال: «جمع المهرجان العديد الفرق التي تعنى بالموسيقا والغناء العربي وبأساليب مختلفة وبالتالي هو فرصة لتبادل الخبرات، ونحن كعائلة جوقات لونا شاركنا بجوقة شام التي هي مجموعة مغنين هواة يعملون في مجالات غير موسيقية أحبوا التراث الغنائي العربي، يبحثون عنه بكافة أشكاله لتأكيد حضوره في وجدانهم وفي آذان متابعيهم».
وقال أيضاً: «حاولنا في هذه المشاركة أن نقدم برنامجاً سورياً لكبار الموسيقيين السوريين، كي تبقى هذه الأغاني في أذهان الناس ويتم أرشفتها بأي شكل من الأشكال».
أما عازف الكمان شادي علي قال: «مهرجان الموسيقا العربية هو المهرجان الاول الذي يحصل بسورية، فهوحدث موسيقي مهم بامتياز لكل مغني وموسيقي سوري، وكنا بحاجة لهذا المهرجان لإتاحة الفرص للعديد من الموسيقيين والمغنيين للعمل بوضع الظروف الصعبة التي نعيشها».
وأضاف: «فكرة المهرجان خطوة جبارة بهذه الفترة لرفع الذائقة الفنية والثقافية لدى الجمهور السوري ونحن نحتاجها بهذا الوقت، ولا بد أن أشكر لوزارة الثقافة وعلى رأسها السيد وزير الثقافة لدعمه مهرجان الموسيقا العربية واهتمامه، والشكر موصول لمدير دار الأسد الدكتور جوان قرجولي لاهتمامه بالموسيقا العربية وتقديره الكبير للفنانين الذين شاركوا بهذا المهرجان».
وبدور قال عازف الكمان مهدي المهدي: «إقامة مهرجان كهذا وبهذه ظروف التي تمر بها بلدنا الحبيبة هي بادرة طيبة، وهذه المهرجانات هي دليل تمسك شعبنا بالحياة بالأخص نحن الفنانين، فالفن هو حياتنا وهو هاجسنا، وهو الأمل، إننا اليوم بأمس الحاجة إلى الفن الراقي، بأمس الحاجة إلى الموسيقا التي تطهر الأرواح».
وأضاف: «كان في مهرجان الموسيقا العربية مجموعة فرق موسيقية قدمت أمسيات جميلة، ولم يكن الهدف فقط هو الطرب وإنما هذا المهرجان يسعى لتطوير موسيقانا العربية والنهوض بها لتكون موسيقا عالمية، رغم عتبي على بعض الفرق الأخرى التي لم تحقق المعايير المطلوبة».
ومن جانبها قالت لنا المغنية ليندا بيطار: «كمغنية أشارك فرقة طرب بقيادة ماجد سراي الدين منذ ما يقارب عشرة سنوات، أما بالنسبة لمشاركتي هذه حيث تم اخيار ما اديته بالتعاون مع المايسترو سراي الدين».
وقالت أيضاً: «ضم المهرجان أسماء موسيقية سورية كبيرة، ووجودهم في سورية ضمن هذه الأزمة مهم جداً لأن الثقافة والفن هما من أساسيات صمود بلدنا العزيز وبالتالي إقامة هكذا مهرجان له أهمية كبرى، وهذا دليل على رقي أستاذ جوان قره جولي بتفكيره بتأسيس مهرجان تعنى بالموسيقا العربية الجادة التي كانت الشقيقة مصر السباقة في هذا المجال».
وأنهت بيطار حديثها بالقول: «أتمنى من كل الموسيقيين وفي المهرجانات القادمة أن تكون توجهاتهم الموسيقية هي سورية بحتة».
وقالت المغنية عبير البطل عن مشروعها الذي تتعاون فيه مع الموسيقي إياد عثمان: «مشروع شغف هو وليد العهد، ويعمل على تقديم أغاني عربية "ممتدة من فترة السيد درويش إلى الفترة الحالية" برؤية عصرية والحفاظ على أصالتها. كما يتيح المشروع تقديم رؤية شخصية للأعمال الغنائية ضمن فكرة جديدة من خلال استخدام جديد لآلة البزق بدوزان مختلف، يمكّنها من أداء أكّوردات مرافقة للحن الأساسي الذي تؤديه المغنية بالإضافة إلى التلوين الصوتي وإضافات شخصية لإبراز الخصوصية مع الحفاظ على أمانة اللحن الأصلي، وكنا من المحظوظين بانطلاقتنا من هذا المهرجان الجميل».
وقال عازف البزق والموسيقي إياد عثمان: «قدم مشروع شغف برنامج في هذا تضمن أغنية يا فجر لما تطل كأغنية بداية على مقام البيات وكتأكيد على وجود اللحن السوري والأغنية السورية الأصيلة الباقية ليومنا هذا، الأغنية الثانية "أهوده الي صار" من فترة السيد درويش التي وضعها المشروع كنقطة بدء لمستوى اغانيه، كما انتقى مشروع شغف أغاني للموسيقار محمد عبد الوهاب ليطلع المستمع على الفن الأصيل والثقيل ولكن بفكرة جديدة لا تقل قيمة عن النسخة الأصلية ولكن تعطي الطابع الحديث والقريب لأذن المستمع، برز هنا دور المغنية التي تغني دون استناد للحن الأساسي أو لإيقاع مرافق وقد نوعت بالتطريب وتميزت بعربها الموزونة والمدروسة، وأيضاً أغنية أنا لحبيبي التي أحبها الجمهور وعبر عن ذلك بتصفيق».
وأنهى حديثه قائلاً: «أشكر باسم مشروع شغف دار الأوبرا على احتضانه لتجربة جديدة غير مطروقة سابقا والشكر أيضا للأستاذ محمد عثمان الذي أحب الفكرة وأشرف على المشروع بفترة التحضير الأخيرة والقصير جدا قبل الحفل، ونطمح للتقديم الأفضل دائما وللسعي لإنتاج أغانينا الخاصة في المستقبل البعيد نسبيا».
وأخيراً قال لنا الاعلامي حسين خليفة: «نحن الذين نعيش دمشق منذ ان دقت الحرب أبوابها كدنا ننسى أن في المدينة التي تستفيق على وقع اصوات القصف والانفجارات وعويل سيارات الاسعاف، أن في المدينة متسع للموسيقا، كدنا نتحول لكائنات لا تبحث سوى عن أمان مفقود. السينما، المسرح، الموسيقا، القصائد..، كل هذه الأشياء التي كانت رئة المدينة وروحها، باتت حلما منسياً، أو كادت».
وأضاف: «امسيات اسبوع الموسيقا العربية أعادتنا إلى بعض هذا الحلم، أعادت الى دمشق الق الفن وعذوبة الموسيقا وهي تجذب هذه الحشود الى ساحة الامويين، لتستمع الى فرق قدمت وأطربت وأعادتنا الى ناصية الحياة، الحياة التي كادت أن تنزاح لصالح عيش يومي، هؤلاء المهووسون بأسطوانة الغاز ولتر المازوت وساعات مجيء الكهرباء القليلة جاؤوا الى دار الأوبرا ليكتبوا قسطهم في توق الناس والمدينة الى حياة اجمل، في مقاومة الموت وصناعه».
وأضاف: «اكثر ما لفتني في الامسيات التي حضرتها حسن التنظيم واتقانه، وكان جليا الجهد المميز لإدارة الدار، والتحضير الجيد للفرق المشاركة، اطربتنا فرقة نظير مواس في استعادة اغاني الزمن الجميل، وفي الكمان الذي كاد ينطق وهو يتنقل بين اغاني عبدالحليم وام كلثوم، فرقة شام لحسام بريمو ايضا في ترنيماتها الهادئة واحياء الغناء الارامي».
وأنهى خليفة حديثه قائلاً: «الاخرون كلهم كانوا مميزين ومنحوا للمدينة الحالمة بالخروج من براثن الموت املاً وضوءً قريباُ، قريبا جدا كهذه الوجوه، كنوافير الامويين».
إدريس مراد
اكتشف سورية
من حفل ختام مهرجان الأغنية العربية بدار الأوبرا- دمشق |
من حفل ختام مهرجان الأغنية العربية بدار الأوبرا- دمشق |
من حفل ختام مهرجان الأغنية العربية بدار الأوبرا- دمشق |