ملتقى «من وحي الجلاء» للنحت والتصوير الزيتي بقلعة دمشق
18 نيسان 2014
.
تحت عنوان «من وحي الجلاء» انطلق ملتقى النحت على الخشب والتصوير الزيتي لفئة الشباب بقلعة دمشق الأثرية ولكن هذه المرة كان موضوعه جلاء المستعمر عن أرضنا، فتنوعت أعمال الفنانين الشباب المشاركين دون أن تخرج عن الموضوع، هذا الملتقى نظم من قبل وزارة الثقافة وتحت رعايتها ليكون جزءاً من الفعالية التي تقيمها الوزارة بمناسبة عيد الجلاء.
نماذج مصغرة
حددت الوزارة مجموعة من الشروط يجب توافرها لدى المتقدمين، أولها أن يكون المشترك من فئة الشباب، وتمت الدعوة بنشر إعلان للفنانين الشباب الراغبين بالمشاركة على أن يقدم كل فنان مشارك بملتقى النحت عملاً نحتياً مصغراً بالألوان لما سينفذه في الملتقى، أما المشارك بملتقى التصوير الزيتي يقدم ثلاثة نماذج مصغرة عن الأعماله التي سينفذها أيضاً. بدوره مدير الفنون الجميلة عماد كسحوت والمسؤول عن الملتقى قال لـ«الوطن»: «ما نراه اليوم بالقلعة من ملتقى للتصوير الزيتي والنحت جزء من فعالية كاملة تحت رعاية وزارة الثقافة وهناك بالإضافة للملتقى معرض رسوم أطفال وأنشطة أخرى كلها تحت تسمية من وحي الجلاء، تقدم للمشاركة بالملتقى نحو ثلاثين عملاً وقع اختيارنا على ثلاثة عشر عملاً، سبع لوحات زيتية وستة أعمال نحتية، ومن خلال النتاج سنرى رؤية الفنانين الشباب ليوم الجلاء هذه المناسبة الوطنية التي تمثل جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية وكيفية تعبيره عن هذه الفكرة بشكل مباشر أو غير مباشر، والهدف من هذا الملتقى هو تسليط الضوء على هذه المناسبة»، كما أشار إلى أهمية مكان الملتقى قلعة دمشق الرمز الوطني ولاسيما في هذه المناسبة.
حوار ثقافي
ويتابع كسحوت كلامه بأن هذا الملتقى يختلف عن غيره بأنه لم يكن حراً، مؤكداً أن الملتقيات تعكس التنوع الثقافي والحضاري وتساهم في تنمية التجارب، إذ يطلع كل فنان على تجارب زملائه من الفنانين الأمر الذي يخلق نوعاً من الحوار الثقافي بينهم من جهة وبينهم وبين الزوار من جهة أخرى. صدرت نتائج تحكيم الأعمال المتقدمة للمشاركة في الملتقى يوم الثلاثاء 1 نيسان، أي قبل يوم من بدء الملتقى الذي سيستمر لغاية 15 نيسان، فتم اختيار ثلاثة عشر فناناً.
بيّنت الفنانة ديما سليمان خريجة معهد الفنون التطبيقية، بأن هذا الملتقى هو الفرصة الأولى لها لتثبت نفسها بالوسط العملي والفني من خلال تقديمها لكتل نحتية كبيرة، قائلة: «خدمت فكرة الملتقى بطير عبرت به عن الجلاء والحرية وقمت بنحت الطير بطريقة تجريدية بشكل يظهر به بأنه مستعد للطيران بعد إطلاق سراحه، وحاولت أن أرمز بشعلة النصر بجناح الطائر».
أما منحوتة الفنانة سيلفانا الريس فكانت على شكل بوق، فتقول: «يرمز البوق ببداية ونهاية الحرب فصوت البوق في الماضي كان له هيبة»، مؤكدة أهمية المشاركة بمثل هذه الملتقيات التي تتيح الفرصة لكل فنان مشارك باكتساب مهارات وأساليب غيره من الفنانين.
طائر العنقاء
من جهته قال الفنان ثائر سليمان خريج معهد الفنون التطبيقية: «هذه ليست المشاركة الأولى لي، إذ شاركت سابقاً كنحات مساعد بالملتقى الدولي ونحات فردي بملتقى الشباب، والماكيت الذي قدمته لهذا الملتقى عبارة عن قطعة تجريدية تعبر عن طائر الفينيق أو طائر العنقاء بالعربية، فهذا الطائر إحدى الأساطير الإغريقية يعبر عن الولادة الجديدة، وبتصوري إن طائر الفينيق بحد ذاته هو فينيق سوري للبلد إذ انتقلنا من حياة معينة لحياة حضارية أخرى جديدة ومختلفة، فأحببت أن أصور المناسبة بطائر الفينيق، ومشاركتي هذه مهمة تتيح لي اكتساب خبرة التحكم والتعامل مع الخامات والأدوات والقطع الفنية والفكر الفني، بالإضافة لخلق حوار فني بين الفنانين المشاركين بالثقافات المختلفة والأدب المختلف، وأيضاً وجود الفنانين الكبار وإضفاء لمستهم على الملتقى وتعليماتهم وتوجيهاتهم له دور كبير في صقل خبرات ومعلومات والثقافة الفنية للفنان المشارك.
أشار الفنان حسام جنود خريج كلية الفنون الجميلة ومدرس بالكلية إلى أن هذه المشاركة الأولى له، وعن عمله الذي قدمه بالملتقى قال: «منحوتتي فيها طرح مباشر لهذا الموضوع من خلال السارية والعلم السوري، فالناحية التشكيلية طاغية على فكرة الورشة وعملي عبارة عن سارية ممثلة بعنصر هندسي وحضوره واضح وقوي بالإضافة للراية القطعة القماشية البسيطة التي تحمل رمزية الوطن، فالعنصر الهندسي القوي المتين هو السارية الممتدة لعمق الأرض وتنطلق للفضاء وينسدل عليها العلم السوري»، ويتابع حديثه بأنه من الجميل أن يكون هناك عملية تزاوج بين أفكار ورؤى الفنانين المشاركين لما لها من صدى راق وعميق.
لوحات زيتية
قدم كل فنان مشارك بملتقى التصوير الزيتي لوحتين، تحدثت الفنان روان غرز الدين خريجة كلية الفنون الجميلة عن عمليها قائلة: «أسلوبي بالأساس تجريدي تعبيري ولوحتي الأولى تعبير عن الجندي وارتباطه بالأرض والوطن والسماء وتفكيره المستمر بالشهادة، أما لوحتي الثانية فهي مشهد من قلعة دمشق حافظت على أسلوبي بالرسم ولكن فكرة اللوحتين هي من وحي الجلاء، وأرى أن العمل ضمن ملتقى يخدم العمل فعندما يشاهد الفنان لوناً صافياً من الشجر والأرض باللاشعور ينقلها للوحة هذا الشيء الذي لا وجود له بالمرسم إذ يبقى الفنان محصوراً بألوان معينة».
أما الفنان سامي الكور خريج كلية الفنون الجميلة فقال: «قدمت بالملتقى لوحتين الأولى بيوت دمشقية قديمة وجامع وكنيسة تدل على اللحمة الوطنية والتآخي، أما اللوحة الثانية فتضمنت ضريح الجندي المجهول وجبل قاسيون، وأسلوبي يندرج تحت الأسلوب التعبيري سعيت للتركيز على الإضاءة القوية والعناصر القريبة والرماديات بالخلفية»، ومن جهة أخرى بيّن أن مشاركته بالملتقى ليست الأولى إذ سبق أن شارك بملتقى الشباب في الصيف الماضي، كما عبر عن أهمية الملتقيات بأن الفنان عادة يعمل بمرسمه والناس والفنانين والنقاد يرون العمل جاهزاً أما في الملتقى فهم يطلعون على مراحل تنفيذ اللوحة.
عنصر اللون
يرى الفنان حسان جربوع خريج كلية الفنون الجميلة أنه لا وجود للمباشرة في الفن الحديث، وبرأيه اللوحة عبارة عن أحاسيس يتم التعبير عنها باللون والسطح والتكوين، والاعتماد يكون على الرمز المخفي نوعاً ما، ويضيف أن طبيعة العمل كتقنية يأخذ حيزاً كبيراً من أهمية العمل، فيقول: «موضوع الجلاء فكرة مقدسة، واللون عنصر أساس باللوحة بالإضافة للمكونات الباقية أي الجوانب الفنية التي هي أساسات اللوحة، واختياري اللون الأحمر قد يكون فقط لأنه يتناسب مع اللون الأخضر الذي اعتمدت عليه باللوحة لما يرمز بتجدد الحياة وانبعاثها وخصوبة الأرض والوطن، اللون له علاقة مباشرة مع المتفرج غير المختص الذي يجب مراعاته».
أما الفنان إياد الحموي فيعمل بأسلوب الكليشات والذي طبقه بلوحاته، قائلاً: «حاولت أن أرسم شيئاً يوحي بمناسبة الجلاء فاخترت الخيول، ومشاركتي بالملتقى مهمة فوجود أكثر من فنان واختصاص يساعد على تبادل الخبرات».
نتاج الملتقى
سيتم عرض نتاج الفنانين خلال معرض ينظم في قاعة العرش بقلعة دمشق ويقدم في نهاية الملتقى لكل فنان مشارك شهادة تقديرية تشجيعياً ودعماً له، وبالنسبة لملكية الأعمال الفنية المنفذة ستكون لوزارة الثقافة، حسب ما أشار إليه مدير الفنون. ملتقى جديد نظم في قلعة دمشق بعيداً عن المراسم والصالات المغلقة وبمناسبة عيد الجلاء بدءاً يوم الأربعاء 2 نيسان ليستمر لغاية يوم الأربعاء 15 نيسان، عكس معه تجارب وخبرات الفنانين التشكيليين الشباب ورؤيتهم الفنية.
الوطن