مشروع إدارة النفايات الصلبة بريف دمشق تتجاوز كلفته 5 مليارات ليرة

11 كانون الثاني 2012

يتضمن إحداث 15 محطة نقل و4 مراكز لمعالجة النفايات

يبرز واقع النظافة في محافظة ريف دمشق كإحدى أهم الأزمات التي تعاني منها المحافظة على ضوء الزيادة الكبيرة في عدد السكان والناشئة عن الهجرات السكانية غير المنظمة من أبناء العاصمة والمحافظات الأخرى واتساع المساحة الجغرافية للمحافظة وانتشار التجمعات السكانية العشوائية فيها.

وتؤكد دراسات مشروع إدارة النفايات الصلبة في ريف دمشق ان كمية النفايات الصلبة الناتجة في المحافظة تبلغ كميتها في اليوم الواحد ما بين 5ر787 إلى 1213 طنا حيث تجمع وترمى في مكبات عشوائية لاتتوافر فيها الشروط الصحية والبيئية.

وتقدر هذه الدراسات كمية النفايات الطبية الناتجة عن المستشفيات والمراكز الصحية في محافظة ريف دمشق بـ 330 طناً سنوياً حيث ينتج عن السرير الواحد كمية من النفايات الطبية قدرها 53ر0 كيلو غرام يومياً مع الإشارة إلى أن هذا النوع من النفايات يجمع ويرمى مع غيرها من باقي أنواع النفايات حيث لا يوجد إدارة للنفايات الطبية في جميع المشافي والمراكز الطبية الخاصة والعامة في المحافظة.

كما لا توجد إحصائيات دقيقة لكمية النفايات الصناعية في ريف دمشق يصعب تحديدها على وجه الدقة وجميع النفايات البلاستيكية والمعدنية والنسيجية يتم إعادة تدوير مخلفاتها داخل المنشأة.

وعلى ضوء هذه المعلومات يحظى مشروع إدارة النفايات الصلبة في ريف دمشق والذي انطلقت أولى مراحله عام 2007 بأهمية بالغة لأنه يقوم على دراسة واقع النفايات في المحافظة وإحداث محطات لمعالجة النفايات وفرزها إلى جانب معالجة النفايات الطبية الخطيرة.

ويقول المهندس حسان الأسدي مدير الخدمات الفنية بريف دمشق إن وزارة الإدارة المحلية قامت مؤخراً بوضع إدارة مكبات النفايات الصلبة بدمشق وريفها تحت إدارة موحدة بإشراف إدارة دمشق للاستفادة منها في إزالة وترحيل النفايات ووضعها في مكبات نظامية مشيرا إلى إمكانية الاستفادة منها في تأمين واستخراج الطاقة البديلة على ضوء الدور المتعاظم الذي ستلعبه هذه الطاقة في السنوات القادمة.

ويؤكد المهندس كفاح الشيباني مدير إدارة المشروع أن محافظة ريف دمشق تعاقدت مع شركة الاستشاريين للتنمية المستدامة لإعداد الدراسة اللازمة وفق المخطط التوجيهي المعد مسبقا من قبل شركة تريفالور الفرنسية لتنفيذ مشروع الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة والذي يتضمن إحداث أربعة مراكز لمعالجة النفايات في الرمدان وجيرود والغزلانية ورخلة.

وبين الشيباني ان لهذه المراكز 15 محطة نقل تجمع النفايات فيها ضمن حاويات ضخمة ومن ثم تنقل بشكل يومي إلى مراكز المعالجة حيث خصص لكل مركز عدد من محطات النقل لافتاً إلى الكلفة التقديرية لإنجاز المشروع اكثر من خمسة مليارات ليرة.

ويوضح الشيباني أن مخطط المشروع يراعي قيام كل محطة نقل بتخديم عدد من الوحدات الإدارية بحيث تتراوح المسافة بين محطة النقل والوحدة الإدارية بين 10- 15 كيلومتراً لتقوم الوحدات الإدارية بترحيل نفاياتها إلى محطات النقل والتي بدورها تقوم بترحيل النفايات الصلبة إلى مطامرها الصحية حيث يتم في كل مرة ترحيل اكثر من 40 متراً مكعباً من النفايات بوساطة سيارات كبيرة وحاويات معدة لهذا الغرض.

ويقول الشيباني ان الدراسات أكدت الفوائد الكثيرة الناجمة عن مشروع إدارة النفايات الصلبة لدى إنجازه من حيث التخلص من المكبات العشوائية والحد من تلوث المياه الجوفية ومعالجة للمياه الراشحة وتخفيض الروائح الكريهة الصادرة عن هذه المكبات والحد من التأثيرات البصرية لأكوام النفايات واستعادة المعادن والحديد وإعادة تدوير الكرتون والبلاستيك والورق ودفن ما تبقى بالمطمر الصحي المعزول بمادتي الغضار والبولي إيتلين.

كما تنتج مراكز المعالجة غاز البوتان الذي يمكن استخدامه كغاز طبيعي إضافة إلى إنتاج السماد العضوي ما يحقق ريعا مادياً في مشروع إدارة النفايات الصلبة.

ويتألف مركز معالجة النفايات من عدة خلايا تتمثل بحفر يبلغ طولها 600 متر بعرض 150 وعمق 4 أمتار معزولة برقائق البولي إيتلين حيث تطمر النفايات على شكل طبقات سماكة كل واحدة منها نصف متر وتغطى بطبقة من التراب بسماكة 30 سم كما تتخلل كل خلية شبكة أنابيب لتجميع وتصريف الرشاحة الناتجة إلى حوض تبخير إضافة إلى محطة معالجة لصنع السماد ومعمل فرز للنفايات.

كما يلزم المشروع المشافي بوضع حاويات خاصة للمواد الطبية الملوثة محكمة الإغلاق وغرفة مبردة لتخزين النفايات والبقايا العضوية ريثما يتم نقلها إلى مركز المعالجة حيث خصص مركز الرمدان لمعالجة النفايات الطبية وتعقيمها.

واشار الشيباني للمراحل التي قطعها المشروع لغاية تاريخه حيث أنجزت دائرة النفايات الصلبة محطات لنقل النفايات في عدرا وصيدنايا وحران العواميد التابعة لمركز المعالجة المتكاملة في الرمدان ومحطة ميسلون التابعة لمركز المعالجة في رخلة ومحطة الكسوة التابعة لمركز الغزلانية ومحطات القطيفة والنبك ومعلولا التابعة لمركز جيرود إلى جانب تنفيذ مشروع مركز المعالجة المتكامل في الغزلانية أما باقي المحطات والمطامر الصحية فتبقى مسؤولية التنفيذ والإشراف على عاتق محافظة دمشق على اعتبار أن التوجه الحالي نحو دمج بين مشروعي النفايات الصلبة في كلا المحافظتين.

ويبين مدير مشروع النفايات الصلبة وجود معوقات تسهم في تأخير تنفيذ المشروع خاصة على ضوء الاعتراضات المستمرة من الأهالي ما ادى الى ايقاف العمل في مطمري جيرود ورخلة لحين إيجاد حلول مناسبة لا تؤثر على تنفيذ مخطط المركز.

وتوضح هالة قدور عضو المكتب التنفيذي لقطاعات الصحة والبيئة والعمل في محافظة ريف دمشق أنه تم إلزام المشافي بوضع حاويات خاصة للمواد الطبية الملوثة محكمة الإغلاق وغرفة مبردة لتخزين النفايات والبقايا العضوية ريثما يتم نقلها إلى مكان المعالجة حيث تم تخصيص مركز الرمدان لمعالجة النفايات الطبية وتعقيمها من خلال جهاز يسمى اوتوكليف.


الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

اسمك

الدولة

التعليق