لبانة قنطار تغني آهات رخمانينوف وموشحات الشرق

19 آذار 2011

«روح الشرق» كان عنواناً للحفلة الموسيقية التي قدمتها المغنية السورية لبانة قنطار بمرافقة عازف البيانو السوري وسيم القطب في دار الأسد للثقافة والفنون على مسرح الدراما مساء يوم الأربعاء 16 آذار 2011.

في هذه الحفلة التي برهنت فيها القنطار بأنها الصوت الأبرز والأجمل، و بدأت بآهات المؤلف الروسي الشهير رخمانينوف الذي يتحاشها أغلب الموسيقيين لصعوبة أعماله الموسيقية كانت أم الغنائية ولكن أدت هذه الفنانة بصوتها القوي آهات العمل الصعب «فوكاليز» لتكون بمثابة عرض عضلات لطبقات صوتها العديدة وأنهت هذه المقطوعة بجدارة وبدون جهد يذكر، لتنتقل إلى المؤلف الفرنسي شارل غونو لتغني «آريا جويل» من عمله «آريا المجوهرات»، وأتبعتها بأغنية «أنا قادمة إليك يا طفلي الحبيب» من أوبرا الراهبة الصغيرة للمؤلف جياكومو بوتشيني، ومن ثم انتقلت القنطار إلى البولندية ايفا ديللا أكوا وأغنيتها «رأيت السنونو يطير بقربي» التي حملت في دواخلها كل العاطفة والرومانسية، ومن ثم فانتازيا مقام دو دوييز ومازوركا من مقام لامينور، كما قدمت أغنية من اوبرا نورما لبيلليني، وأنهت القسم الأول من الحفلة بأغنية فتيات من «الكاديكس» للمؤلف ليو دوليب، ليقدم عازف البيانو السوري د.وسيم القطب بعض المقطوعات الارتجالية على البيانو معتمداً على تكنيكه العالي ومخزونه الكبير.


المغنية لبانة قنطار والموسيقي وسيم القطب

وبدأ القسم الثاني من الحفل بمختارات متنوعة من الأغاني والموشحات العربية الشهيرة بالإضافة إلى الأغنية الشهيرة «جاءت معذبتي» وأغنية «ياغزالي» من إعداد الفنانة رشا رزق، حيث وضعت القنطار تكنيكها في الغناء الأوبرالي في خدمة الأغنية العربية لتقدمها بشكل جميل محافظة على لحنها الأساسي مع الخصوصية التي أسستها طيلة مشوارها الفني، ورافقها موسيقياً في القسم الأخير إلى جانب القطب كل من فراس حسن: إيقاع، وسام الشاعر: اوكرديون، هكذا تكون قد قدمت هذه الفنانة الكبيرة أمسية غنائية للذكرى، مختلفة في تنوعها وشكلها الفني.

وما ميزت هذه الأمسية أيضاً هو المبادرة الفريدة التي تم فيها ترجمة الأغاني وسيرة مؤلفيها على شاشة سينمائية كبيرة في صدر المسرح.

التقى «اكتشف سورية» بعازف البيانو الدكتور وسيم القطب ليتحدث عن الحفل قائلاً: «هذه الحفلة كانت من الحفلات المميزة بالنسبة لي لأنها تضمنت مقطوعات شرقية التي تم توزيعها على الآلات المشاركة، كما أن الحفل أظهر إمكانيات آلة البيانو في العزف مع الموسيقى الشرقية».

وتابع: «البرنامج سيعاد في تركيا قريباً ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي السوري هناك تحت رعاية كريمة من د.رياض عصمت وزير الثقافة الذي سيرأس الوفد، وغالباً سنوزع فيه البرنامج العربي وسنضيف أغنية ياطيور».
وعن قطعته التي عزفت في الحفل أنهى القطب حديثه قائلاً: «القطعة التي قدمتها من تأليفي بعنوان "ارتجالات" هي مستوحاة من بعض السلالم الموسيقية التركية تضمنت نوع من الصوفية والتأملية وفيها أيضاً محاكاة للموسيقى الشرقية بشكل عام».

الفنانة لبانة قنطار في دار الأسد

كما التقى «اكتشف سورية» بالمغنية لبانة قنطار لتتحدث عن الحفل قائلة: «هذه الحفلة جاءت كمقدمة للحفل الذي سنقدمه في اسطنبول التركية ضمن أسبوع ثقافي سوري، وقدمناه هنا في سورية لنرى وجهة نظر المتلقي لننقل هذه النظرة إلى المتلقي التركي بأريحية».

وعن تقنيات الصوت في الموسيقتين الغربية والشرقية تابعت: «التقنيات التي تحويها الموسيقى الغربية تبحث عن تركيبة الرنين الصوتي ومصدره وبالتالي ينشأ عند المرء السمع الدقيق وخصوصاً عند الذين تعمقوا في هذا المجال والخبرة التي كونتها عن الغناء الأوبرالي فسحت لدي التعمق في مصدر الصوت في أي مجال من الموسيقا وهذا يساعدني في تدريس الغناء الشرقي هذا من جهة، فإن المخزون الثقافي الغنائي والسمعي تكوّن لدي بالفطرة بالنهاية هو ما تربينا على سماعه».

أما التأثيرات على الحبال الصوتية بالنسبة للغناء الشرقي من الغناء الأوبرالي أو العكس قالت: «يكون التأثير سلبياً في المراحل البدائية للدراسة حيث لا يجوز دراسة هذين الاختصاصين في آن واحد، لأن لكلا الاختصاصين أسلوباً مختلفاً عن الآخر تقنياً، لذلك أنصح طلابي دائماً بعدم التساهل باستخدام الصوت بطريقة غير مدروسة فالتعامل مع الحبال الصوتية تعامل دقيق جداً».

وأنهت حديثها قائلة: «أتمنى أن نكون قد أمتعنا الحضور في هذه الحفلة التي حاولت فيها أن يكون برنامجها منوعة بين الغربي والشرقي».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من حفلة مغنية الأوبرا لبانة قنطار في دار الأسد

من حفلة مغنية الأوبرا لبانة قنطار في دار الأسد

من حفلة مغنية الأوبرا لبانة قنطار في دار الأسد

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق