دراسات في الموسيقى

زكي محمد

يعد الملحن الكبير زكي محمد واحداً من أبرع ملحني القصائد الذين عرفتهم سورية قبل الجلاء وبعده. واسمه الحقيقي "زكي الحموي". ولد في دمشق عام 1925 ، وتخصص منذ احترافه للموسيقا بتلحين قصائد الشعر العربي والتي نال عليها اعتراف كبار الفنانين والموسيقيين ومنهم شيخ الملحنين "زكريا أحمد". تخصص زكي محمد في التلحين للمطربة الكبيرة ماري جبران، فغنت معه قصائد "دمشق، زنوبيا، أحلام الرمال، خمرة الربيع"، وقد أعطى سواها من المغنين والمغنيات، إلا أنه وبعد وفاتها توقف عن التلحين وانصرف إلى وظائف بسيطة تقتصر على التدوين الموسيقي ومثل ذلك من الأعمال، قبل أن توافيه المنية عام 1984 إثر حادث سيارة.

عزيز غنام

كان الفنان عزيز غنام واحداً من أبرز العازفين على العود في الوطن العربي، وقد نأى بفنه عن البلهوانيات في العزف وتفرد بأسلوب خاص به، حول به آلة العود إلى آلة ذات إمكانات وخصائص لم يكن يجيد استخدامها إلا عزيز غنام نفسه، ولد عام 1920 وتوفي عام 1978، وخلال فترة حياته  التي كرسها لدراسة العود وإبداع تقاسيمه تعلم على يد كبار الفنانين كأحمد الأوبري مثلاً، ولكنه أضفى على عزفه وإبداعاته الموسيقية طابعه الخاص الذي يمكن تمييز روعته وفرادته. من أشهر ألحانه حوارية "غادرة"، كما أن أغنية "يا ماريا" لم تكتسب شهرتها إلا بعد أن مرت من بين أنامله.

غالب طيفور

ولد الفنان "غالب طيفور" في حماة عام 1918، وتعلم العزف على العود على أيدي أهل الطرب في بيوتات حماة المعروفة،  وبعد نيله الشهادة الثانوية في الكهرباء والميكانيك سافر إلى إيطاليا لدراسة هندسة الصوت، وهناك اكتشف العلوم الموسيقية التي كان يفتقر إليها، فانصرف لدراسة الموسيقا على أصولها في أحد المعاهد الموسيقية، ثم أكمل دراساته في لبنان، وعمل مع إذاعة الشرق الأدنى، وبعد عودته إلى سورية أسهم مع عدد من الفنانين والموسيقيين في تأسيس إذاعة دمشق، حيث عمل فيها فنياً للصوت ثم رئيساً لشعبة الاسطوانات، مما أتاح له الوقت لتأليف الألحان، ومن أشهرها أغنية "هل شفى قلبك وعد" واسكتش "بائع الورد" إلى جانب عدد كبير من الأغنيات الدارجة وذات الأصل الفلكلوري التي غناها كبار المطربين من أمثال وديع الصافي وكروان وفتى دمشق وياسين محمود. اعتزل العمل الفني في السبعينات ومارس التجارة، وتوفي إثر حادث غامض في هونغ كونغ وهو يزاول تجارته عام 1977.

رفيق شكري

ولد الفنان الكبير رفيق شكري في حي الميدان بدمشق عام 1923، وقد اعتنت أمه بتربيته تربية صالحة بعد وفاة أبيه، وشهد طفولة قاسية عمل بها ببعض المهن لكسب العيش إلا أن حبه لآلة العود قاده لأن يصبح تلميذاً لدى الفنان الكبير صبحي سعيد في العام 1935. ورغم بداياته القاسية والإهانات والنبذ الذي تعرض له من المجتمع المحافظ آنذاك فقد حافظ على سيره في طريق الفن، حتى تبوأ فيه منزلة رفيعة. وقد ارتبط بصداقات عميقة مع كبار الفنانين والمطربين من أمثال محمد عبد الوهاب والفصبجي والسنباطي ومحمد عبد المطلب. صافح صوته الجميل مستمعي إذاعه دمشق منذ بدايتها عام 1943 كما عمل في إذاعة القدس وإذاعة القاهرة وصوت العرب، وله أغنية تلفزيونية وحيدة مسجلة عام 1961 إبان الوحدة بين سورية ومصر وعنوانها "خلي الحبايب يسلموا". من أشهر أغانيه التي سار صيتها بين الناس "بالفلا جمال ساري"، كما غنى قصائد لكبار الشعراء مثل سليم الزركلي وصباح قباني، توفي إثر نوبة قلبية عنيفة عام 1962.

سري طمبورجي

ولد سري طمبورجي الأرمني الأصل واسمه الحقيقي "سركيس طمبورجيان" في مدينة حماة عام 1915، وعاش طفولة قاسية ، إلا أن حبه للفن دفعه لتعلم العزف على الكمان  والعود، ثم أصبح يتردد على "آل الحريري" الأسرة الأرستقراطية المعروفة ، وأظهر لديهم فنه مما أتاح له الفرصة للتعرف على كبار الموسيقيين والمثقفين في دمشق، والذين مدوا له يد الدعم وساعدوه على بلوغ سلم المجد. جلب سري طمبورجي معه من حماة ذكرياته الغنائية التي حفظها من حلقات الطرب الشعبي الفلكلوري وغناها من إذاعة دمشق، وأجملها أغنية "سكابا يا دموع العين سكابا" التي وضعته على طريق الشهرة، وقد نجح رغم كونه أرمنياً في تلحين الشعر العربي تلحيناً خلاقاً فلحن قصائد لكبار الشعراء، كما عمل على المونولوغ فأبدع فيه. توفي عام 1956 وهو في ريعان شبابه  بعد أغنى المكتبة الموسيقية العربية بمؤلفاته الرائعة.

مصطفى هلال

ربما كان الفنان الراحل مصطفى هلال من أكبر فناني الوطن العربي، ولم يعرف القطر العربي السوري مكانته الفنية وأهميته كباحث تراثي إلا من خلال الثروة التي خلفها لنا من أغاني التراث الشعبية العربية. وهو لم يلاق أبداً التكريم الذي يستحقه. ولد مصطفى هلال في دمشق عام 1911  ودرس في مدارسها قبل أن يتولع بالفن حيث مارس التمثيل بدءاً من عام 1927 و اشترك في العديد من المسرحيات أشهرها تلك التي قدمها في نادي الفنون الجميلة، كما تعلم الموسيقا وأبدع من خلال مسرحياته في نادي الفنون والحفلات التي كان يقيمها، أجمل الألحان والأغنيات والمقطوعات الموسيقية من خلال الأوبريتات الغنائية التي تميز بها، توفي في دمشق عام 1967.

عمر النقشبندي

يعتبر الفنان الكبير عمر النقشبندي المولود في حماة عام 1910 من كبار عازفي العود الذين اشتهروا في القطر العربي السوري. نزح إلى دمشق مع أسرته وقطنوا في حي المهاجرين. عرفته الأوساط الثقافية والاجتماعية في دمشق بادئ الأمر من خلال صوته القوي الذي كان يصدح بأغاني محمد عبد الوهاب، ثم من خلال عزفة القوي في السهرات الخاصة في بيوت أهل الطرب والتي كان يغني فيها بمصاحبة عوده  "ياجارة الوادي، الهوى والشباب" وغيرها من أغنيات محمد عبد الوهاب. أجاد النقشبندي طريقتي ضبط العود العربية والتركية، وقد غرف من بيئته الشعبية أجمل الألحان وأعاد إحياء التراث القديمة وخصوصاً  الرقصة الشعبية المعروفة باسم "رقصة ستي" المنسوبة إليه والتي تعود إلى تراث الحارة الشعبية الشامية العريق. توفي عام 1981 وتحتفظ مكتبة إذاعة دمشق بالعديد من أعماله مثل: نشوة الصباح، رقصة الحور، وأحلام عاشق.

فؤاد محفوظ

يعتبر الفنان "فؤاد محفوظ" واحداً من أمهر العازفين على العود في القطر العربي السوري. ولد في معرة النعمان عام 1900، حيث تعلم من أبيه الشيخ "صالح شعبان" وهو من شيوخ الطريقة القادرية الصوفية البارزين، وعلمٌ من أعلام فن الموشحات، وسيد من سادة "الرقص الشيخاني الصوفي" الخاص بالطريقة القادرية التي وجدت لها مرتعاً خصباً في محافظة إدلب وما جاورها، كل ما يتقن من فنون. بعد ذلك  أكمل فؤاد محفوظ تعلم الموسيقا على يد سادتها الذين أذهلتم موهبته وسرعته في تعلم المقامات وعلم التدوين الموسيقي وأولهم الشيخ علي الدرويش وعمر البطش، انتقل بعد ذلك إلى دمشق حيث ذاع صيته كواحد من أشهر معلمي الموسيقا الشرقية، حيث انتسب للنقابة الموسيقية، وعمل على إصدار مجلة موسيقية بعنوان "الثقافة الموسيقية"، كما عمل مدرساً لآلة العود في المعهد الموسيقي، وترأس فرقة الإذاعة الموسيقية، وانتخب نقيباً للموسيقيين، توفي فؤاد محفوظ في دمشق عام 1976.

صبحي سعيد

ولد الملحن وعازف العود القدير صبحي سعيد  في طرابلس الشام عام 1897 وتوفي في دمشق عام 1960. استوطن صبحي سعيد مدينة دمشق عام 1915، وقد اشتهر كعازف عود لا يجارى لدى النخبة المثقفة في دمشق. وفي فترة الثلاثينيات وهي فترة الإضرابات التي سادت القطر العربي السوري ضد الاستعمار الفرنسي بدأ بتلحين مونولوغات الفنان الشعبي سلامة الأغواني والتي لاقت شهرة كبيرة. غادر سورية إلى اليونان قبل أن يعود إلى سورية فيعمل في تأسيس الإذاعة السورية ثم يستلم رئاستها عام 1948 ثم غادر بعد ذلك إلى مصر حيث ترأس فرقة المغني الشهير محمد عبد المطلب. وإثر عودته إلى سورية بدافع الحنين إلى الوطن، انكب على دراسة الموسيقا، وكتب عدداً كبيراً من المقطوعات الموسيقية في القوالب التراثية مثل "لونغا هيام" وحوالي أربعين مقطوعة أخرى تعد من أجمل ما كتب في هذا الضرب من التأليف التراثي.

محمد عبد الكريم

يعتبر محمد عبد الكريم الملقب بأمير البزق أحد كبار العبقريات الموسيقية النادرة في العزف على آلة البزق، وقد بهر بتقاسيمه المذهلة الشرق والغرب على حد سواء، ووصلت شهرته إلى أوروبا وأمريكا. ولد محمد عبد الكريم في حي الخضر الشعبي بحمص عام 1905 وكان والده من أمهر العازفين على البزق والعود وقد توفي وهو صغير فقام أخوه بتربيته، حيث تعلم العزف على البزق ليصبح واحداً من أساطينه المشهورين. تنقل محمد عبد الكريم بين مصر وأوروبا وزار الولايات المتحدة وحيثما حل كان يسحر الناس بتقاسيمه الخلابة وارتجالاته المبدعة، كما أنه قدم الكثير من الألحان الرائعة للمغنين السوريين ومن أشهرها "يا جارتي ليلى" لماري عكاوي، وما قدمه للمطربة الكبيرة سعاد محمد. وقد اعتزل الفن في أواخر أيامه، إلا من اللعب الساحر على أوتار آلة البزق التي أحبها وأحبته حيث ظل يشدو بها في منزله في عين الكرش حتى وافته المنية عام 1989.


الإنتقال إلى الصفحة:
< السابق 1 2 3 4 5 التالي >
<< الصفحة الأولى الصفحة الأخيرة >>