دراسات في الموسيقى

حسن دركزنللي

ولد الموسيقي الكبير حسن دركزنللي في دمشق عام 1921 وقد نشأ في بيت محب للموسيقا والغناء، حيث شجعه والده على التعلم على آلة العود، ثم تعلم العزف على الآلات النفخية بمختلف أنواعها، وبعد انضمامه إلى فرقة موسيقا الجيش الفرنسي، انكب على الدراسة وأكمل علومه الموسيقية.  ثم عمل  في المعهد الموسيقي الشرقي كمدرس لمادة  "القراءة الصولفائية" حتى تم إغلاقه. وبعد الجلاء أسس أول فرقة "جاز" في سورية وعن طريقها أخذ يعلم المنتسبين فنون الموسيقا الشرقية والغربية. وقد وزع عدداً من الأغاني للمطرب الكبير محمد عبد الوهاب والتي نالت طريقته في توزيعها استحساناً كبيراً. وله مؤلفاته في الموسيقا الراقصة، وعدد من المارشات الحماسية التي ألفها إبان عهد الوحدة. توفي حسن دركزنللي في دمشق عام 1968 تاركاً وراءه إرثاً مهماً من الأعمال الموسيقية الرائعة.

شكري شوقي

يعتبر الفنان شكري شوقي واحداً من أعلام الموسيقيين العرب السوريين، وقد اكتسب شهرته من وراء عزفه المبهر على آلة الكلارنيت، حيث تعدت شهرته في العزف حدود الوطن العربي إلى العالمية. ولد شكري شوقي في دمشق عام 1922، وقد مال إلى الموسيقا منذ طفولته. دفعته مصاعب الحياة إلى الانخراط في فرقة الدرك الموسيقية، وفيها تعلم العزف على آلة الكلارنيت التي أحبها وبرع في العزف عليها لدرجة الإعجاز، وقد اندفع بعد ذلك لتعلم العلوم الموسيقية الغربية من خلال أهم المؤلفات الشهيرة لآلتي الكمان والبيانو ثم درس تحت إشراف البارون الروسي بللينغ، ليصبح من كبار العازفين على الآلات الغربية بشهادة الموسيقيين الغربيين قبل العرب. وقد ترك قبل وفاته عام 1989 عدداً جماً من المقطوعات الموسيقية الأوركسترالية التي لم ترَ طريقها إلى العزف حتى الآن.

عدنان ايلوش

ولد عدنان ايلوش في دمشق عام 1929 في أسرة شعبية تمتهن التجارة، إلا أن عدنان ايلوش اتجه بميوله إلى الفن، فتعلم العزف على العود في سن مبكرة ثم انتسب للمعهد الموسيقي الشرقي عام 1947 وتخرج منه عام 1955، عمل بعد ذلك مدرساً في مدارس دمشق الثانوية والمعاهد المتوسطة والمعهد العربي للموسيقا والمعهد العالي للفنون المسرحية إلى أن أحيل إلى التقاعد عام 1989. وقد ساهم في تأليف العديد من الفرق الموسيقية وبخاصة فرقة المعهد للموسيقا العربية التابعة للمعهد العربي للموسيقا. وله إنجازات في تعديل العود من حيث عدد أوتاره ونوعها، وقد قدم عدداً من المؤلفات الهامة حول الموسيقا العربية والغربية وله عدة مقطوعات موسيقة وأوبريتات بالإضافة إلى الأغاني والتسجيلات التي حازت على اهتمام عالمي.

عبد الفتاح سكر

يصح تسمية الفنان عبد الفتاح سكر بفنان الأغنية الشعبية الدارجة، إذ استطاع من وراء أغانيه التي أعطاها لمطربين سوريين لم يكونوا معروفين قبلاً أن يجعل منهم نجوماً مرموقين على مستوى الوطن العربي، ولكن هؤلاء ـكما يبدوـ لم يقدِّروا ما فعلت ألحانه لهم، فلووا أعناقهم عنه ليرتعوا بعض الوقت في أضواء الشهرة التي أتاحتها لهم تلك الألحان

عدنان قريش

ولد الفنان الكبير عدنان قريش في حي المهاجرين بدمشق عام 1911 ومال إلى الموسيقا منذ يفاعته، وقد زاول هوايته سراً في مطلع شبابه لأن تقاليد ذلك الزمان لم تكن تحبذ الفن والفنانين. تقلب عدنان قريش في عدد من الأعمال قبل أن ينصرف كلياً إلى مزاولة الفن والاتصال بكبار الفنانين فتتلمذ على يد كبارهم أمثال فؤاد محفوظ، سعيد فرحات، مجدي العقيلي، وعازف الكمان التركي المعروف شوقي بك زوربا، فتعمق بالتراث وضروبه المختلفة. ساهم عدنان قريش في تأسيس معهد أصدقاء الفنون ثم دعي للعمل في إذاعة راديو الشرق من بيروت وإذاعة دمشق فشارك في الأعمال الموسيقية لهاتين الإذاعتين. كما كان من أوائل العاملين في الإذاعة السورية بعد الجلاء. وقد كون عدنان قريش فرقة موسيقة كانت بمثابة إحياء للتخت الشرقي، وأسندت إليه رئاسة الدائرة الموسيقية في الإذاعة والتي ظل يعمل فيها حتى تقاعده عام 1975.  ساهم الفنان عدنان قريش في كتابة عدد كبير من التمثيليات الغنائية والمسلسلات الإذاعية، كما اهتم بكتابة الأغاني الضاحكة وقدم لكل من "حكمت محسن" و "أنور البابا" أجمل أعمالهم التي التصقت بذاكرة الشعب السوري.

نجيب السراج

ولد نجيب السراج في حماة عام 1923، ودرس في بدايته العزف على العود، ثم نزح إلى دمشق فتتلمذ على يد الشهيد طارق مدحة ودرس على يديه أصول التدوين الموسيقي. بعد ذلك عمل نجيب السراج في الغناء والتلحين واشتهر على المستوى الشعبي من وراء الأغاني الشعبية الخاصة بمنطقة حماة. ثم خاض الملحن والمغني نجيب السراج في مختلف أنواع الغناء العربي ولحن أول قصيدة له وهي "بسم الفجر" من ألحان الشاعر الكبير مدحة عكاش. وقد عالج نجيب السراج في ألحانه مختلف أنواع الموسيقا العربية فلحن في الموشحات والمواليا والمونولوغ والقصيدة وحاول أن يكسبها جميعاً طابع الحداثة، وأن يغنيها بالتوزيع الموسيقي وأن يعطيها مسحة رومانسية حالمة فنجح في ذلك نجاحاً طيباً. كما لحن نجيب السراج لعدد من المطربين والمطربات مثل مها الجابري وماري جبران ومصطفى فؤاد وغيرهم. ويمكن اعتبار لحنه لأغنية "فينا ننسى" التي غنتها مها الجابري من أجمل ما أعطى من ألحان. توفي الملحن والمغني الكبير نجيب السراج في دمشق عام 2003 بعد أن أغنى المكتبة الموسيقية العربية بأجمل الأعمال.

محمد محسن

ولد محمد محسن واسمه الحقيقي "محمد الناشف" في حي شعبي من أحياء دمشق عام 1922 وبدأ حياته هاوياً للفن وتعلم العود على يد الفنان الكبير صبحي سعيد. وهو شقيق الفنان التشكيلي الكبير صلاح الناشف الذي درس الفن في إيطاليا.  أعجب محمد محسن بعد احترافه للفن بمحمد عبد الوهاب، فأخذ ما وصل إليه فن الأغنية الحديثة من تطوير في مصر، وحاول أن يطبق ذلك على الأغنية السورية، فنجح في بعض ما غنى وأخفق في البعض الآخر حيث عاب عليه بعض المشتغلين في الغناء أنه خرج عن فن الأغنية السورية. أدرك محمد محسن أنه كمغني لا يستطيع منافسة أصحاب الأصوات القوية على الساحة الفنية فاتجه لاحتراف التلحين، فنجح فيه نجاحاً كبيراً، حيث دفع بأصوات كثيرة إلى الأضواء والشهرة، ومن هؤلاء الفنانة الكبيرة سعاد محمد التي لحن لها رائعتها الشهيرة "دمعة على خد الزمن"، وقد غنت سعاد محمد فيما بعد أجمل أغنياتها من ألحان محمد محسن، ومنها قصيدة "جلونا الفاتحين" للشاعر الكبير بدوي الجبل، كما لحن عدداً كبيراً من الألحان الشعبية التي اكتسبت شهرة كبيرة وغناها عدد من المطربين كالمطربة الكبيرة نجاح سلام ومنها أغنية "الليلة الليلة سهرتنا حلوة الليلة" وقد غنى من ألحانه محرم فؤاد وماري جبران وفيروز وفايزة أحمد وصباح وسميرة توفيق وكثير من المغنين، مما يجعله واحداً من أهم الملحنين في تاريخ الموسيقا والغناء السوريين. وتوفي الفنان الكبير في دمشق عام 2007.

تيسير عقيل

يعتبر الفنان القدير تيسير عقيل من أبرز الفنانين الذين لعبوا دوراً هاماً في حياة الموسيقا في سورية، ولد تيسير عقيل في دمشق عام 1924. وبدأ حياته الفنية كعازف على العود، وآلة الفيولونسيل، وتنقل في بداية حياته الفنية بين عدد من الأندية والمعاهد الموسيقية  إلا أن طموحه كان يصبو إلى التعمق في دراسة الموسيقا ليصل فيما بعد إلى مرحلة التأليف الموسيقي.  ذهب إلى القدس وعمل في إذاعتها إبان الاحتلال البريطاني لفلسطين، حيث تعلم على يد الموسيقي النمساوي كاجان أصول الموسيقا الغربية، ثم انتقل إلى بيروت بعد هبوب رياح النكسة في فلسطين وأكمل فيها دراسة الموسيقا مع تجدد نشاطه الموسيقي. تمكن تيسير عقيل في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي من تأسيس فرقة موسيقية تضم أفضل العازفين وأسهم من خلال هذه الفرقة في إغناء مكتبة الإذاعة بتسجيلات لأجمل المقطوعات الموسيقية من التراث القديم ومؤلفات المؤلفين الموسيقيين العرب وخاصة بعد أن أسندت إليه رئاسة الدائرة الموسيقية عام 1954. كما عمل الفنان تيسير في عدد من الإذاعات العربية وانتخب عضواً في مجمع الموسيقا العربية التابع للجامعة العربية ومايزال عضواً في هذا المجمع. ومن آخر أعمال هذا الفنان الكبير النشيد الرسمي لدولة قطر.

محمود عجان

ولد محمود عجان في اللاذقية عام 1916 من عائلة تضم عدداً كبيراً من هواة الموسيقا، وتوفي فيها عام 2006، وقد هام بهذا الفن منذ حداثته، وكان صغيراً جداً عندما بدأ يعزف على الكمان والعود، وقد عمل على تأسيس النادي الموسيقي في اللاذقية، وكرس حياته للأبحاث الموسيقية فأبدع في دراساته في مجال "الإيقاع والمقام والمواليا والموشحة" وخصوصاً دراسته المميزة لفاصل "اسق العطاش"، وترك مكتبة كاملة من المؤلفات الهامة في مجال الموسيقا العربية.

محمد ضياء الدين ـ الهاشمي

ولد الفنان محمد ضياء الدين في دمشق عام 1933 وقد تميز بموهبته الموسيقية وقدرته الفائقة على استمزاج الألحان الجميلة وتطويعها لصالح الكلمات، وقد عمل على فن الأغنية الخفيفة الدارجة والمعروفة باسم الطقطوقة واشتهرت على يده أغنية "مهلك مهلك" الذي أخذ إيقاعاتها من لحن هندي، لتصبح على مدى سنوات الأغنية الأكثر شعبية، سافر محمد ضياء الدين فيما بعد إلى القاهرة حيث عمل على فن غنائي لم ينجح إلا في مصر ألا وهو فن "الديالوغ" ، كما استفاد من تجربة محمد فوزي في أغاني الأطفال فألف عدداً من أغاني الأطفال في القاهرة، كما اهتم بالأغاني الفولكلورية الشعبية واشتهرت أغنية "سكابا يا دموع العين سكابا" التي أعاد توزيعها بحيث تشترك في العزف آلات موسيقية من الصعيد المصري. وقد توفي في القاهرة عام 1978.


الإنتقال إلى الصفحة:
< السابق 1 2 3 4 5 التالي >
<< الصفحة الأولى الصفحة الأخيرة >>