غالب طيفور

حماه 1918 ـ هونغ كونغ 1977

ولد الفنان "غالب طيفور" في حماة عام 1918، وتعلم العزف على العود على أيدي أهل الطرب الذين كان يعقدون مجالس الأنس في بيوتات حماة المعروفة، معتمداً في ذلك على حاسة سمعه فقط، دون علم موسيقي يرشده، أو معلم معروف يأخذ بيده، فلم يتجاوز في عزفه حدود الهواية.
التحق غالب طيفور، بعد نيله الشهادة الابتدائية بالمدرسة الثانوية الصناعية في حلب، واختص فيها بالكهرباء والميكانيك، وكان يأنس في أوقات فراغه إلى أهل الفن، وتمكن بسليقته، أن يلم بعض الشيء بفن الموشحات وموسيقا التراث.
سافر "غالب طيفور" إلى إيطاليا بعد نيله شهادة الثانوية الصناعية ليتابع دراسته فيها، واختار فرع هندسة الصوت، وكان من الفروع الحديثة آنذاك، وأثناء دراسته اكتشف العلوم الموسيقية التي كان يفتقر إليها، وأدرك أن عليه أن يبدأ من الصفر، ولما كانت مدة دراسته قد انتهت وأضحى مهندساً للصوت، فقد عمل على تجديد فترة إقامته لينصرف إلى دراسة الموسيقا، ونجح في مسعاه، وانتسب إلى أحد المعاهد الموسيقية التي تقبل من هم في سنه من المبتدئين.
درس غالب طيفور "الصولفيج" ـ غناء المدونات الموسيقية من تمارين وما إليها ـ وتعلم قراءة التدوين الموسيقي وكتابته، وظل مواظباً على الدراسة في المعهد إلى أن اندلعت الحرب العالمية الثانية عام 1939 فغادر إيطاليا إلى لبنان، ليعمل عازفاً على الناي في الفرقة الموسيقية التابعة لإذاعة راديو الشرق التي أنشأها الفرنسيون في بيروت، وانتهز فرصة وجوده في بيروت فانتسب إلى الأكاديمية اللبنانية الخاصة التي يرأسها الأستاذ "ألكسي بطرس"، وفيها تعلم العزف على يدي الفنان الأرمني "قارنيك قازانجيان".
أمضى "غالب طيفور" في الأكاديمية اللبنانية مدة ثلاث سنوات، وبعد تخرجه في العام 1941، تعاقد مع إذاعة الشرق الأدنى ـ لندن اليوم ـ كعازف على آلتي الناي والأكورديون. وبعد فترة قصيرة، أصبح مساعداً لرئيس القسم الموسيقي، ومن ثم شغل وظيفة رئيس القسم الموسيقي في الإذاعة المذكورة، بعد استقالة شاغلها المعلم القدير الفنان "وديع صبرا"، ومن خلال عمله هذا احتك بعدد من الموسيقيين الألمان الذين كانوا يعملون في الإذاعة المذكورة. فاكتسب منهم كثيراً من الخبرات..
عاد "غالب طيفور" إلى القطر العربي السوري بعد انتهاء عقده مع إذاعة الشرق الأدنى، ليسهم مع غيره من الفنانين والفنيين بتأسيس الإذاعة السورية الجديدة التي تم إنشاؤها بعد الجلاء، وقد عين بموجب شهادته فنياً للصوت، وظل يشغل هذه الوظيفة مدة سبع سنوات، ثم انتقل منها ليشغل وظيفة "رئيس شعبة الاسطوانات" ومن ثم مراقباً فنياً للقسم الأجنبي. وفي تلك الفترة من حياته ونتيجة لاحتكاكه بالموسيقا الغربية وخاصة الراقصة منها التي شاعت وانتشرت بفضل إيقاعاتها المحببة، انصرف إلى التأليف فيها، واعتمد في ذلك على الاقتباس منها. وهكذا ولدت له عشرات الألحان من "تانغو" و"رومبا" و"باسودوبله" وغيرها، وقد اشتهرت منها بنوع خاص مقطوعة "ماريانا" التي وضعها على إيقاعات "الباسودوبله".
لم تدم موجة الألحان الغربية الراقصة عنده طويلاً، إذ أنه ومنذ تعيينه مراقباً فنياً للقسم الموسيقي العربي، انصرف إلى التأليف في قوالب التراث، واستطاع أن يثبت جدارته في الوقت الذي تقلص فيه كثيراً دور هذا النوع من التأليف الموسيقي الصعب، فكتب عدداً من السماعي واللونغا، منها سماعي حجاز كار، ولونغا ميمي وغيرها.
عندما تولى رئاسة الشعبة الخاصة بالاسطوانات والتسجيلات في الإذاعة السورية، أتاحت له هذه الوظيفة فراغاً طيباً تمكن فيه من التأليف بعيداً عن الأعباء الفنية كفني ومهندس صوت، وطوال المدة التي شغل فيها هذه الوظيفة ـ سبع سنوات ـ أغرق المكتبة الموسيقية بعشرات من مؤلفاته الموسيقية والغنائية، ومن أبرز تلك المؤلفات موشحة "هل شفى قلبك وعد" التي نظمها الأديب المعروف "حسيب الكيالي" وغناها الفنان القدير "وديع الصافي"، واسكتش "بائع الورد" واسكتش آخر قومي بعنوان "العودة" وهذا الاسكتش من نظم الأخوين رحباني. كذلك كتب مجموعة من الأغاني الشعبية ذات الأصل الفولكلوري اشتهرت منها أغنية "يا واردة عالعين" وأخرى من الأغنيات الدارجة، إلى جانب عدد من الأغنيات التي صاغها في القوالب التراثية، وقد غنى جل أغانيه هذه كل من "وديع الصافي" و"كروان" و"فتى دمشق" و"ياسين محمود".
اختير الفنان الراحل غالب طيفور ليدرب ويشرف على فرقة التلفزيون العربي الموسيقية منذ إنشائها في تموز عام 1960، وقد أتيح له بحكم عمله الاحتكاك بالفنانين المصريين، فسافر إلى مصر عدة مرات إبان الوحدة، وقام بتسجيل عدد من مؤلفاته للإذاعة المصرية منها "سماعي حجاز، ورقصة المعبد، وبنت الراعي".
استقال غالب طيفور من منصبه في نهاية العام 1962 واستقر في بيروت أسوة بعدد من الفنانين السوريين كمحمد محسن صابر الصفح، ورغم الاستقرار الذي نعم به، فإن الحنين كان يدفعه دائماً إلى العودة إلى دمشق، وكانت آخر ألحانه التي سجلها خصيصاً لإذاعة دمشق مقطوعة "ليالي المعرض" الموسيقية التي كتبها خصيصاً لتعزف في مدينة معرض دمشق الدولي.
يعتبر غالب طيفور بصورة عامة من الموسيقيين الوسط، ويذهب بعض النقاد، إلى أنه تعدى على هذه المهنة وحشر نفسه فيها بوسائل مختلفة، وهو يعتمد في ألحانه ومؤلفاته على اقتباس ألحان غيره من الأعلام في الغرب والشرق على حد سواء، كما أن الارتجال هو الطابع الذي يسود ألحانه التي كانت تمليها عليه الرغبة في العطاء السريع.
اعتزل غالب طيفور العمل الموسيقي، وانصرف إلى العمل التجاري عندما أدرك بأنه لم يعد يستطيع مواكبة الحياة الموسيقية الجديدة، وعندما اختارته الإذاعة اللبنانية عام 1974 ليكون مراقباً موسيقياً لديها، اندفع وراء عمله الجديد بنفس النشاط والحيوية والرغبة في العطاء التي كان عليها في الأربعينيات. ولكنه لم يستطع الاستمرار، لأن جيل الأربعينيات، غير جيل السبعينيات، وما يتطلبه جيل السبعينيات غير ما كان يرضى به جيل الأربعينيات، وهكذا أقلع نهائياً عن الموسيقا التي أحب، وانصرف نهائياً إلى العمل التجاري الذي قاده إلى "هونغ كونغ" التي قضى نحبه فيها عام 1977 إثر حادث غامض.
ترك غالب طيفور وراءه حوالي خمسين ومائة لحن وأغنية، أغلبها عادي وفوق الوسط.


صميم الشريف

الموسيقا في سورية|

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

محمد طيفور:

الله يحيي كل ال طيفور في الاردن وسوريا وفي كامل بقاع الارض

الاردن

محمد خير طيفور:

انا من الاردن وأفتخر بكل آل طيفور في الأقطار العربية كلها وياريت نتعرف على اقربائنا في سوريا .

الاردن

الاردن

مازن عادل ياسين اغا طيفور:

اهلاوسهلا بزوار ال طيفور في مدينه ابي الفداء

حماه سوريا

حماه سوريا

محمود ياسين عبر الرحمن طيفور:

رجائي من الله العلي القدير بجمع الشمل لهاذه اللقبيلة العريقة ذات الجزور العميقة والقواعد المتينة

ارجو من الاقرباء والاصدقاء من ال طيفور بلم الشمل عبر المراسلة على الاقل

[email protected]
009710552578792

سوريا اللاذقية مقيم الامارات

فريد طيفور:

الله يرحمك يا عمي.. يا ريتني كنت عايش بأيامك

سوريا