رفيق شكري

1923ـ1969

يمكن اعتبار الفنان "رفيق شكري" الفنان الوحيد تقريباً الذي لم يتأثر بالمدرسة المصرية، إلا في حدود الاستماع، على الرغم من صداقته الحميمة لمحمد عبد الوهاب.
ولد رفيق شكري في حي الميدان بدمشق عام 1923، وبعد أربعين يوماً على ولادته مات أبوه، فاعتنت أمه بتربيته وتنشئته نشأة صالحة، اضطر لترك المدرسة في سن مبكرة من أجل مساعدة والدته في الأعباء الملقاة على عاتقها، فامتهن أعمالاً مختلفة، كانت تدر عليه بعض الوفر الذي مكنه من شراء آلة "العود" التي يهوى. وعلى الرغم من الحرج الذي نجم عن اقتنائه لهذه الآلة، فقد تمكن بمساعدة والدته من الاحتفاظ بها، وبعد سنوات من امتلاكه لها، استطاع العزف عليها، ولكنه لم يبرع فيها تماماً إلا عندما تتلمذ على يدي الفنان القدير المرحوم "صبحي سعيد" في العام 1935، وكان آنذاك قد بلغ من العمر اثني عشر عاماً.
بدايات "رفيق شكري" الفنية، كانت بدايات قاسية محفوفة بالأشواك والصعوبات فقد عانى الشيء الكثير في الحفلات التي كان يدعى لإحيائها في القرى المجاورة لدمشق، ولقي ضروباً من الهوان حتى في الحي المحافظ الذي كان يقطن فيه، وتعرض لمختلف أنواع الذل والإهانات بسبب الفن الذي يحب ويعشق، إلى أن استطاع أن يتبوأ المكانة التي وصل إليها.
تأثر "رفيق شكري" منذ حداثته كغيرة من هواة الفن بمحمد عبد الوهاب، ولعل الصداقة التي ارتبط بها مع الفنان الكبير ذات يوم، هي التي جعلته ينصرف إلى تقليده في مرحلة البدايات فيغني أغانيه، ويتأنق، ويتصرف مثله.
ولا نعني بالتقليد هنا، تقليد صوت محمد عبد الوهاب أو محاكاة أسلوبه في الغناء الذي دام فترة قصيرة، وإنما طريقة التلحين الجديدة التي انتهجها، وقادها في مصر، من نصر إلى نصر الفنان الراحل "محمد القصبجي"، وسار على منوالها بأسلوب مغاير "محمد عبد الوهاب".
ومرحلة التقليد في التلحين عند رفيق شكري ـ مارس التلحين مبكراً ـ لم تستمر طويلاً، إذ انصرف عنها إلى استشفاف الروح العربية السورية، والتعبير عنها بلغة موسيقية سهلة، ومن هنا اتسمت ألحانه وأغانيه بالبساطة البعيدة عن التزلف إلا في الحدود الدنيا التي تتطلب فيها أغنية دارجة ذات جذور شعبية ذلك.
نجح "رفيق شكري" إلى حد بعيد في إعطاء الأغنية المحلية الهوية السورية لحناً وأداء، وطبعها من خلال قوالبها الفنية المعروفة، بطابع البيئة العربية السورية، وهو في كل ما لحن وغنى ظل مخلصاً لبيئته، إن في الأغنية الدارجة، أو في المونولوغ والقصيدة، وحتى في الألحان التي غنى لغيره من زملائه الملحنين، وبخاصة في الأغاني ذات الإيقاعات الغربية الراقصة، تصرف بأسلوب أدائه الخاص المعروف عنه، ليكسب اللحن الغربي الراقص طابع البيئة العربية السورية.
صافح صوت "رفيق شكري" المستمعين في دمشق وحلب من وراء ميكرفون إذاعة دمشق الضعيفة التي أنشأها الفرنسيون في العام 1943، وكان ذلك في صيف عام 1943، ومنذ ذلك التاريخ بدأ نجمه يتألق في ميدان الطرب، وأخذ يكتسب الشعبية التي كان يحلم بها.
في العام 1944 دعته إذاعة الشرق الأدنى ـ لندن اليوم ـ ليسجل لحسابها عدداً من أغانيه، وكانت مكاتب هذه الإذاعة آنذاك في مدينة يافا في فلسطين، وهناك ظل مدة ستة شهور أنهى في أثنائها تلحين وتسجيل الأغاني المطلوبة منه، ثم عاد إلى دمشق ليمارس عمله الفني مع إحدى الفرق الموسيقية كمطرب رئيسي في أحد ملاهي دمشق الراقية، وكمطرب متميز في إذاعة دمشق الضعيفة التي قدم منها آخر حفلاته قبل الجلاء في العام 1945.
وبعد الجلاء، وافتتاح الإذاعة السورية القوية الجديدة في العام 1947، كان أول المساهمين بفنه ابتهاجاً بافتتاحها إلى جانب النخبة من المطربين والمطربات.
سافر إلى بغداد بدعوة من إذاعتها، فأقام في ضيافتها أشهراً حفلت بالطرب والسهرات الشيقة، وسجل لحسابها عدداً وفيراً من أغانيه، وعاد منها مثقلاً بالكرم العربي. ثم دعته المملكة الأردنية الهاشمية في أيار عام 1953 ليساهم مع فرقته الموسيقية باحتفالات تنصيب الملك حسين ملكاً على عرش المملكة، وانتهز فرصة وجوده في عمان، فسافر بعد حفلات التتويج إلى "رام الله" بدعوة من إذاعة القدس ليسجل بعض أعماله الناجحة والمطلوبة.
في الخمسينيات، وبعد ثورة 23 يوليو ـ تموز 1952 سافر إلى مصر، والتقى فيها بالفنان العربي السوري "جميل عويس" الذي عرفه على الموسيقار رياض السنباطي، فأبدى هذا إعجابه به، والرغبة في التعاون معه، كذلك احتفى به المطرب محمد عبد المطلب الذي كان قد ارتبط معه بصداقة متينة أثناء زياراته المتعددة لدمشق.
تهيأت "لرفيق شكري" كل أسباب النجاح والشهرة أثناء وجوده في القاهرة، إذ قدم بتزكية من السنباطي ومحمد عبد الوهاب وصلات غنائية من إذاعتي القاهرة وصوت العرب، وكان من الممكن أن يحقق ما يصبو إليه لو أنه استمع إلى نصح الناصحين له بالبقاء في القاهرة، وممارسة عمله الفني فيها، ولكنه آثر العودة إلى دمشق.
شغل "رفيق شكري" إلى قبيل وفاته منصب مدير مكتب نقابة الموسيقيين، والإشراف على البرامج الموسيقية والغنائية التي تسجل لحساب الإذاعة العربية السورية.
في العام 1961، وخلال احتفالات القطر العربي السوري بأعياد 23 يوليو ـ تموز ـ إبان الوحدة بين مصر وسورية، والتي تم فيها افتتاح التلفزيون العربي في إقليمي الجمهورية في آن واحد، قام بتسجيل إحدى أغانيه الشهيرة "خلي الحبايب يسلموا" وهي الأغنية الوحيدة المسجلة له في التلفزيون السوري، إذ بعدها بعام واحد توفي أثر نوبة قلبية عنيفة عن عمر لا يزيد عن الأربعين عاماً.
لحن "رفيق شكري" في كل ضروب الأغنية، ومن أجمل القصائد التي لحن وغنى، قصيدة "دمشق" من شعر "سليم الزركلي" وقصيدة "صوتها" من شعر الدكتور "صباح قباني"، أما أعماله في مجال الأغنية الدارجة، فتعد بالعشرات من أبرزها "بالفلا جمال ساري" و"خلي الحبايب يسلموا".
يمكن القول على الرغم من الأحكام المتباينة التي علق بها النقاد على ألحانه، وطريقة أدائه، أنه ظل ذلك الفنان الذي استطاع أن يقدم من وراء معارفه الموسيقية المحدودة، ألحاناً غنائية، دلل بها عن عمق ارتباطه بالأرض التي عاش تحت سمائها، ورتع في ظل أفيائها وخيراتها وهو حتى في الفيلم السوري الوحيد الذي مثله واضطلع ببطولته "نور وظلام" وعرض في أوائل الخمسينيات ظل ينهل في أغانيه من روح هذا الوطن، ومن بيئته الشعبية. أجمل أغاني هذا الفيلم أغنيتان: "معي الجمال كله" و"خليني وحداني".
ألحانه:
تشير التسجيلات التي تملكها مكتبة إذاعة دمشق الموسيقية إلى أنه لحن وغنى /198/ أغنية، وتنقسم هذه الأغاني حسب قوالبها الفنية إلى أربعة أنواع هي: الأغنية الشعبية الدارجة، القصيدة، الأغنية الدينية، النشيد والأغنية الوطنية والقومية.
أجمل ألحانه الشعبية الدارجة هي: "غيبي يا شمس غيبي، خالي يا خالي، يا خيينا، يا راكبين الخيل، ويا ساكنين الحي، دخل السمار، مها" وكلها من نظم الشاعر الغنائي "عمر الحلبي" كذلك غنى من نظم "شفيق كناني" أغنية "عيني ساهرة" و"لمحمد إسماعيل" أغنية "يا حمام" وغيرها كثير.
أبرز القصائد التي لحن وغنى ثلاث هي: "عذاب" من شعر "مدحة عكاش" و"دمشق" للشاعر "سليم الزركلي" و"صوتها" للدكتور "صباح قباني".
غنى رفيق شكري عدداً كبيراً من الأغاني الدينية منها "يا زائرين النبي، وداع الحجاج، وأهلاً يا رمضان".
من أهم الأناشيد التي لحن وغنى "نشيد الانتصار" من شعر "محمد إقبال" وأناشيد "قسم الشعب، التسلح والشعب" من نظم "مسلم البرازي" ونشيدا "المجد، ونداء الوحدة" لبشير الدروبي، ونشيد "المقاومة الشعبية" "لمازن النقيب" وأغنية "بدنا الوحدة العربية" لمسلم البرازي.
وبالإضافة إلى كل هذا وضع "اسكتشاً واحداً" بعنوان "الذهب الأبيض" من نظم الشاعر "عبد الجليل وهبه".
ولرفيق شكري عدد كبير من الأغاني التي غناها في إذاعة دمشق زمن الاستعمار الفرنسي وأخرى عند تأسيس الإذاعة السورية بعد الجلاء، وأكثرها مفقود وفيما يلي هذه الأغنيات مدونة حسب تاريخ إذاعتها رسمياً.
 






































































































الأغنية

المؤلف

الملحن المغني

تاريخ اذاعتها

أحبك والفؤاد يهواك

أنور البابا

رفيق شكري

20 تموز 1943

غنوا معايا يا حبايب

محمد فريد راضي

رفيق شكري

24 تموز 1943

فكرت أنساك

محمد نذير السروجي

رفيق شكري

10 كانون ثاني 1944

عرفت الحب في ليلى

سعيد الحاج

رفيق شكري

10 كانون ثاني 1944

امتى حتصالح فؤادي

توفيق العطري

رفيق شكري

14 كانون ثاني 1944

يا حبيبي

علي محمود

رفيق شكري

16 كانون ثاني 1944

ذكراكي

حماية المحتسب

رفيق شكري

16 كانون ثاني 1944

أنساه يا قلبي

أنور البابا

رفيق شكري

1 شباط 1944

ليه بتشكيلي أساك

محمد فريد راضي

رفيق شكري

4 شباط 1944

يا اللي شغلت البال عليك

محمد فريد راضي

رفيق شكري

22 شباط 1944

تانجو (ضنيت الفؤاد)

محمد فريد راضي

رفيق شكري

25 شباط 1944

على قد غرامي

عمر الحلبي

رفيق شكري

14 كانون أول 1944

تركت حبك وعشت عزيز

أنور البابا

رفيق شكري

14 شباط 1945

تانجو (مفيش أمل)

أنور البابا

رفيق شكري

14 شباط 1945

دموع العين

توفيق فكرت الحبش

رفيق شكري

7 كانون أول 1947

 


صميم الشريف

الموسيقا في سورية|

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

عزوز الحوري:

بعد التحية و السلام أتقدم بالشكر و التقدير لمن يدير هدا الموقع الدي يعتبر كنزا من المعلومات التي تخلد لرواد الإبداع في القطر السوري الشقيق لقد أعجبت بالمواد المدرجة في الموقع و الدراسات المستشهد بها و التي تنم عن بحث أكاديمي و هدا ليس بغريب على أناس صنعوا و أبدعوا في تاريخ الموسيقى العربية و الشرقية مند القدم أرجو من الساهر على هدا الموقع إدراج بعض الملفات الصوتية لأشهر العازفين و الملحنين المرجة أسماؤهم بكل قائمة و حتى يتقرب القارىء من المقال أكثر و حتى يتسنى له التعرف على ما تختزنه سورية من أعلام الفن الموسيقي في العالم العربي و الإسلامي عاشت سورية حرة و كل سنة و هي بأمن و أمان الأستاد العازف و الملحن عزوز الحوري الإديسي المغربي ـ بلجيكا

بلجيكا

سنان أحمد حقي:

كنا قد استمعنا قديما إلى أغنية روحي يا روحي وأظن انها للراحل رفيق شكري ولكنني لم اجد لها ذكرى في تراثه المدون في مختلف المواقع لذلك أرجو أو يتم كشف مدى عائديتها له من عدمه وطرح إمكانية تحميلها إن أمكن
تقبلوا وافر تقديري

Iraq

ahmad k. mohammed:

جميل جدا ان تكتب سير المطربين القدامى الكبار الذين لا يعرف عنهم الجيل الجديد شيئا . هنا في العراق ، عرفنا سوريا كجارة لنا ولدينا حدود مشتركة معها ولم يكن بأستطاعتنا زيارة هذا البلد دائما الا ان المطرب رفيق شكري قرّب لنا المسافات ، الحانه شرقية بحته وذات انغام عربية اصيلة ......
اود ان اذكر هنا ايضا ان اشهر 3 اغاني له كانت تبث بين فترات متباعدة نسبيا من اذاعة بغداد هي : دخل السمار و بالورد والريحان فارش انا دروبي ، لكن اجمل اغانيه واجملها اطلاقا هي اغنية عندي معك تذكار - المفقودة تماما من كافة الاذاعات العربية ، حتى الاذاعة السورية ! ..... مع كل الاسف - تمنياتي ان يكون هنالك من يحتفظ بها مسجلة لكي يبثها على اليوتيوب او اي موقع اخر لنستمع اليها ويعيدنا بذلك الى ذكريات الزمن الجميل ..... مع كل التقدير والاعتزاز

Iraq

ahmad k. mohammed:

هنالك اغنيه لرفيق شكري حتى سبعينات القرن الماضي كانت لاتزال تذاع من الاذاعات لكنها الان اصبحت في طي النسيان لكنها لاتزال حاضرة في قلوب البعض منا وهي اغنيه يحنيـّنه ويحنيّـّنه - يقول مقطعها الاول : (ياحنيـّنه وياحنيـّنه ...... شو معذبين انتي وانا ...... مالك غنى عن حبك ... وانا كمان مالي غنى) .... يالها من اغنيه جميله وفي المره القادمه ساكتب كلماتها ....

Iraq

حميد عبد المجيد:

ارجو نشر كلمات الاغنيه الرائعه جدا - دخل السمار يابوي- للمطرب رفيق شكري...وتقبلو وافر تقديري

العراق - بغداد