عمر النقشبندي

1910ـ1981

عازفو العود الذين اشتهروا في القطر العربي السوري قلة، وأشهرهم على الإطلاق "عمر النقشبندي" قامت شهرته على البراعة في العزف، والإبداع في الارتجال ـ التقاسيم ـ والفنان "عمر النقشبندي" المولود في حماة عام 1910، نزح إلى دمشق مع أسرته التي قطنت في المهاجرين. استمعت إلى "النقشبندي" لأول مرة في منتصف سني الثلاثينيات في بيت دمشقي عريق. كان آنذاك يملك صوتاً لا بأس به، ويهوى أغاني محمد عبد الوهاب ويؤديها ببراعة متناهية. وقد عرفته دمشق كلها من وراء عزفه القوي، ومن خلال السهرات الخاصة في بيوت أهل الطرب التي كان يغني فيها بمصاحبة عوده أغاني "الهوى والشباب، ويا شراعاً، ويا جارة الوادي" وغيرها من أغاني محمد عبد الوهاب، وقد أدخل على قصيدة "يا جارة الوادي" إضافات لحنية وغنائية اعتمدها محمد عبد الوهاب عندما استمع إليها من النقشبندي في العام 1932 عند زيارته الأولى لدمشق، وسجلها على اسطوانات بيضافون وفق التعديلات التي غناها بها النقشبندي.
وعمر النقشبندي يجيد العزف بالأسلوبين المتعارف عليهما في ضبط أوتار العود، وأعني بهما الأسلوب التركي، والأسلوب العربي، وقد سخر الأسلوبين لخدمة عزفه حتى تفوق على غيره، واحتل مكانته بين عازفي العود العرب عن جدارة.
والعود بين يدي النقشبندي لا يعرف الراحة، أو بالأحرى لا يجد الراحة إلا بين أنامله التي لا يدري أحد كيف يستخدمها، ولعل هذه البراعة في تكييف الأنامل وفق ما يريد، هي التي جعلته يخلص للعزف من دون التأليف أو التلحين، فإذا أضفنا إلى هذا فهمه العميق للمقامات الشرقية، أدركنا البراعة التي يسحر فيها مستمعيه من خلال ارتجالاته ـ التقاسيم ـ التقليدية غير المبدعة ـ التي قد تستمر ساعات دون أن يمل المستمع من الاستماع والاستمتاع، ودون أن يمل الفنان "عمر النقشبندي" من العزف.
وعمر النقشبندي الذي نشأ في بيئة شعبية، ظل مخلصاً لهذه البيئة، ويمكن للمرء أن يكتشف ذلك بسهولة من خلال مؤلفاته القليلة التي نحى فيها منحى شعبياً يختلف ويبتعد كثيراً عن طريقة ارتجاله التقليدية مثال ذلك نجده في رقصاته الشعبية التي اشتهرت منها بنوع خاص "رقصة ستي" التي اقتبس واستوحى ألحانها البسيطة من السهرات الدمشقية القديمة الخاصة بالنسوة، والتي عايشها بنفسه مذ كان طفلاً، ورقصة "ستي" ينسب تأليفها خطأ إلى النقشبندي، ومؤلفها مجهول، وهي إرث شعبي حفظه الأبناء عن الأجداد، وأحياها النقشبندي وقدمها للناس في أواخر الخمسينيات.
وعمر النقشبندي الذي مضى في رحلة العمر في أيار من عام 1981 ظل رغم تقدم السن فيه، يمارس العزف على العود، ويلقن تلامذته من العازفين حتى البارعين منهم الشيء الكثير من علوم هذا الفن الرفيع الذي مارسه أكثر من ستين عاماً.
مؤلفاته:
تحتفظ مكتبة الإذاعة في دمشق بعشرات الأشرطة الخاصة بأعماله وعزفه، وأشهر مؤلفاته الموسيقية التي لا تقدم إلا لماماً، لأن أغلبها مسجل على العود هي: نشوة الصباح، ليالي استامبول، رقصة لحور، أحلام عاشق، قلب عذراء، إلى جانب عدد كبير من ارتجالاته الموسيقية على العود ـ تقاسيم ـ من كل المقامات المعروفة في الموسيقا الشرقية تقريباً.



[1]كان عمر النقشبندي رحمه الله، يستخدم خلال عزفه وضعاً معكوساً ليده اليمنى في بعض الأحيان، فتزحف أنامله على الأوتار من الجهة العليا للعود عوضا عن الجهة السفلى للعود المعروفة، وقد يقوم بالأمرين معا في المقطوعة الواحدة أو التقاسيم للتدليل على براعته في العزف.


صميم الشريف

الموسيقا في سورية|

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

غالب نعامنه:

انا ادرس الموسيقى القديمه في سوريا وخاصه عن الفنان الكبير عمر النقشبندي كل من لديه معلومات او تقاسيم له او اعماله الفنيه الرجاءارسال ذلك على الايميل وبحسب معلوماتي فان الممثله القديره سلمى المصري هي حفيدة الاستاذ عمر النقشبندي من يستطيع مساعدتي في الحصول على الايميل الشخصي للممثله سلمى او رقم الموبايل لها فله كل الشكر مني
nahawand_4@hotmail
فلسطين

فلسطين

رامي نقشبندي:

الله يرحمواأستاذ بكل معنى الكلمة شكل صورة فريدة للموسيقى الشامية على وجه الخصوص والعربية بشكل عام ******

سورية