الفرقة السيمفونية الوطنية السورية تتألق في مهرجان الموسيقى الكلاسيكية بالجزائر

02 كانون الثاني 2011

ميساك باغبودريان يقود فرقة موسيقية قوامها 17 دولة

بينما كان جزء من الفرقة السيمفونية الوطنية السورية مشغولاً بتدريبات العمل الأوبرالي الأول في سورية وهو «زواج فيغارو»، كان الجزء الباقي مسافراً إلى الجزائر للمشاركة في فعاليات مهرجان الموسيقى الكلاسيكية هناك، بتشكيلة كانت الثانية من حيث العدد بعد الفرقة السيمفونية للدولة المضيفة، واختتم المهرجان بأداء لفرقة سيمفونية ضمت موسيقيين من كل الدول المشاركة في هذا المهرجان. المميز في هذا الحدث كان اختيار قائد الفرقة السيمفونية الوطنية السورية المايسترو ميساك باغبودريان لقيادة هذه الفرقة، ولأهمية هذه المشاركة واختيار موسيقي سوري من بين موسيقيين عالميين ليقود حفل الختام، التقى «اكتشف سورية» بالمايسترو ميساك باغبودريان ليضعنا في أجواء هذا المهرجان العالمي.

حبذا لو تحدثنا عن زيارتكم والفرقة إلى الجزائر؟
الحدث هو المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزائر، وشاركت فيه الفرقة السيمفونية الوطنية السورية كثاني تشكيلة من حيث الحجم في هذه الفعالية، أما التشكيلة الأولى عدداً فكانت الفرقة الجزائرية الوطنية. شاركت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بعدد من أعضائها وصل إلى خمسة وعشرين موسيقياً، وقدمنا عملاً بعنوان «بيتر والذئب» بمشاركة راوٍ جزائري وهو الممثل عبد الحليم كشكل لمشاركة سورية جزائرية، واخترنا هذا العمل لأنه غريب عن الجمهور الجزائري وهو مفيد ليس للأطفال فحسب بل لكل الفئات العمرية، فالعمل يعرّف بالآلات الموسيقية، ما يعتبر حفلة تثقيفية وتوعوية للجمهور الجزائري.


جانب من الحضور

لهذه الأسباب فقط تم اختيار هذا العمل؟
إضافة للأسباب التي ذكرتها، فالعمل مناسب لتشكيلة خمسة وعشرين عازفاً، فلم يكن هناك عدد كافٍ لتقديم عمل سيمفوني آخر، ففي العام السابق شاركنا بالتشكيلة الوترية، ولكي لا أعيد عرض الوتريات ذاته، فكرت بأن هذا العمل السيمفوني يحتاج إلى أقل عدد من العازفين، وفي الوقت نفسه هو عمل تثقيفي يعرّف المتلقي بالآلات الموسيقية فضلاً عن قصة تجذب الحضور وهذه الأشياء مهمة جداً.

قدمت هذا العمل سابقاً مرتين في دمشق مع راوٍ سوري هو الممثل كفاح الخوص، ألم يتغير التعامل من شخصية إلى أخرى، خاصة وأن الراوي يعتبر جزءاً مهماً من هذا العمل؟
طبعاً، لكل ممثل شخصيته وطريقته في الأداء،حاولنا أن نتعاون لكي نقدم العمل بشكل معقول وبوجهات نظر متقاربة، ورغم وجود شيء مختلف، لكن العمل بقي هو «بيتر والذئب».

الفرقة السيمفونية السورية تقدم بيتر والذئب

ألم يكن هناك تأثير على أداء الموسيقيين؟
لا، للموسيقيين دور مختلف عن الراوي، وباعتقادي يمكن أن يأخذ البعض القصة بطريقة كوميدية والبعض الآخر قد يقدمها بجدية أكبر، لأن طريقة السرد مختلفة من شخص لآخر وهذا يعطي تنوعاً للموسيقى وزخرفة لها.

قدمتم هذا العمل أكثر من مرة هنا في دمشق مع أوركسترا الطلاب التابعة للمعهد العالي للموسيقى ومع الفرقة السيمفونية الوطنية السورية وفي الحالتين كانت العروض للأطفال، أما في الجزائر فقد كان غالبية الحضور من الكبار، فكيف تفاعلوا مع العمل؟
العمل في الأصل ليس للأطفال، بل هو قصة موسيقية كتبها بروكفيف، ولكنه يقدم للأطفال لأنه تعليمي، والموسيقى الكلاسيكية جديدة على الجمهور الجزائري لغاية اليوم، فهو يشبه جمهورنا، ولا يعرف الآلات الموسيقية والأعمال الموسيقية الكلاسيكية بشكل واسع، وهذا هو حال كل المجتمعات العربية، فعالم الموسيقى الكلاسيكية غريب عليها، بعكس المجتمعات الأوربية التي تعرفت على هذه الموسيقى منذ أكثر من أربعمئة عام.

قيادتك لفرقة مشتركة مع عازفين من سبع عشرة دولة في هذا المهرجان، ماذا يعني لك؟
بالنسبة لي كانت تجربة مهمة جداً، وكنت سعيداً وفخوراً باختياري لقيادة هؤلاء الموسيقيين بوجود العديد من قادة الأوركسترا، وأعتقد بأنه تم اختياري نتيجة إعجاب القائمين على المهرجان بما قدمناه في العام الماضي ضمن نفس الفعالية بتشكيلة الوتريات في الفرقة السيمفونية الوطنية.
هذه التشكيلة العالمية ضمت حوالي مئة عازف من كل الدول المشاركة، واستطعنا أن نهيئ البرنامج خلال أربعة أيام، لدرجة اندهش منها الموسيقيون ذاتهم، وهذه السرعة في تجهيز هكذا برنامج تعود إلى تبادل الآراء والتفاهم الذي قام بين قائد الأوركسترا وعازفي الأوركسترا، فعندما تفتح أبوابك أمام الآخرين غالباً ما تستقبل الذي تريده، كما يجب على القائد أن يخلق ذلك السحر والتفاهم بينه وبين الموسيقيين ليؤدوا مهامهم بسهولة وليقدموا ما هو صعب بكامل مجهودهم.

المايسترو ميساك باغبودريان
في مهرجان الموسيقى الكلاسيكية في الجزائر

شاهدت فيلم فيديو عن هذا الحفل، وأعتقد بأن عدد الكمنجات كانت كبيراً، ألم يؤثر هذا على الأداء وخاصة أنه في الأعمال الكلاسيكية يحدد عدد الآلات الموسيقية؟
بشكل عام نحن في سورية وبسبب نقص بعض الآلات لا نقدم الأعمال بعدد آلات كامل، مثلاً سيمفونية برامز ينبغي أن يتواجد فيها على الأقل اثنا عشر عازف كمان أول، ومشكلتنا هنا في نقص الموارد، أما هناك في هذه الفعالية التي تقام في الجزائر فكان هناك العدد الكافي بحضور موسيقيين من سبع عشرة دولة، ولذلك حافظنا على عدد الوتريات المطلوب، 20 كمان أول، 18 كمان ثاني، 14 فيولا، 12 تشيللو، 8 كونترباص، وكذلك الآلات النفخية كانت تناسقها كالمطلوب، بالإضافة إلى الصوت الجيد والمسرح عموماً والذي ساعدنا في خلق توازن بين الأصوات.

ما هي الأعمال التي قدمتها في هذا الحفل؟
«شهرزاد»، كما أنه وبوجود كورال في الجزائر مرافق لفرقتهم السيمفونية ما زال في العام الأول من عمره، أراد القائمون على المهرجان أن يشارك هذا الكورال في الحفل، فقدمنا عملاً معهم لبرودين وقطعتين جزائريتين من التراث الجزائري مكتوبتين للأوركسترا، وأنهينا الحفل بالمقطوعة الأولى من «كارمينا بورانا».

كم كان جميلاً بأن تقدم قطع لبعض الموسيقيين السوريين؟
في الحقيقة اقترحت ذلك على إدارة المهرجان، ولكنها لم توافق لكي لا يطلب كل المشاركين تقديم موسيقى من بلدانهم، وبهذا لا تكفينا عشر حفلات، واقتصروا على التراث الجزائري باعتبار الجزائر الدولة المضيفة.


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

باغبودريان والعازف الأول في الفرقة السيمفونية الوطنية السورية في مهرجان الموسيقى الكلاسيكية في الجزائر

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية تقدم بيتر والذئب في مهرجان الموسيقى الكلاسيكية في الجزائر

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية تقدم بيتر والذئب في مهرجان الموسيقى الكلاسيكية في الجزائر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق