زواج فيغارو على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق

19 كانون الأول 2010

أول عرض أوبرالي بكوادر فنية سورية

بدأت الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون أمس السبت 18 كانون الثاني 2010 بتقديم العرض الأوبرالي «زواج فيغارو» على مسرح الدراما، والعرض من موسيقى موتزارت، تأليف بيير بومارشيه، عزف وغناء مجموعة من الموسيقيين السوريين، إخراج كريستيان دوما من فرنسا، قيادة يوليوس كالمار من ألمانيا وميساك باغبودريان من سورية، وهو العرض الأوبرالي الأول الذي يعتمد بكوادره الفنية على غالبية سورية، حيث أن الأوبرالية السورية رشا رزق تلعب فيه دور البطولة، بالإضافة إلى المغنين السوريين بيير خوري، نهى زروف، إياد دويعر، ميراي بيطار، مكسيم أبو دياب، ناجي حمود، كما تقدم شخصية الكونتيسة المغنية الفرنسية المخضرمة كاترين ماناندازا. ويستمر العرض يومي20 و22 من الشهر ذاته على مسرح الدراما، الساعة السابعة مساء. والجدير ذكره بأن هذا العمل يأتي بالتعاون بين دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق مع المركز الثقافي الفرنسي ومعهد غوته بدمشق والسفارة الايطالية بدمشق، وبدعم من صندوق الإليزيه الفرنسي الألماني.

يدور الحدث المقتبس عن الجزء الثاني من ثلاثية الكاتب المسرحي الفرنسي بومارشيه «حلاق إشبيلية»، «زواج فيغارو»، و»الأم المذنبة» في قصر الكونت ألمافيفا في إشبيلية وذلك بعد مرور عدة سنوات على أحداث مسرحية حلاق إشبيلية.

أصبحت روزينا هنا كونتيسة بعد زفافها من الكونت، رغم معارضة الطبيب بارتولو الذي كان يود الزواج منها في حين كان يحقد على فيغارو حقداً كبيراً كونه ساعد وشارك الكونت في خطف محبوبته. أما الكونت فتحول في هذا الجزء من الثلاثية من عاشق رومانسي إلى رجل ماكر متعجرف ومخادع.


من عرض زواج فيغارو

يدور الحدث حول محاولة الكونت الحصول على سوزانا خطيبة فيغارو الذي أصبح رئيس الخدم في القصر، يراوغ الكونت ويحاول تأجيل الزفاف قدر الإمكان لتحقيق مآربه. في الوقت نفسه يحاول فيغارو وخطيبته والكونتيسة إحباط مخطط الكونت الذي يسعى لتزويج فيغارو من امرأة تكبره سناً هي مارشلينا التي سبق أن استدان منها فيغارو مبلغاً من المال، لكن الجميع يكتشفون فيما بعد أنها أم فيغارو وأن بارتولو أباه.

لأجل الإيقاع بالكونت، تقوم سوزانا بمواعدته ليلاً في الحديقة بعد أن تتفق مع الكونتيسة أن تتبادل الثياب معها. وهكذا تذهب الكونتيسة المتنكرة إلى الموعد مع الكونت الذي يقع في الفخ ويكتشف الجميع خداعه. ولكن كما يحدث في المسرحيات الكوميدية عادة، تنتهي الأوبرا بحدث سعيد، وهو زفاف سوزانا من فيغارو واستعادة الكونتيسة لحب زوجها الكونت.

«اكتشف سورية» التقى الدكتور نبيل أسود المشرف العام على المشروع حيث قال عن العرض: «ربما يعرف الجميع هذا العرض، إن لم يكن بشكل كامل فربما يكون قد سمع أغانيه، إنه عمل ممتع يجذب المتلقي بسهولة وهو مناسب ليكون العمل السوري الأول من إنتاج دار الأسد للثقافة والفنون بالنسبة لفن الأوبرا».

وتابع قائلاً: «ستقدم الدار هذا العمل بشكل دوري كل عام كجزء من الخطة التي وضعتها لنفسها اعتباراً من بداية العام المقبل».

وأضاف: «الهدف من هذا المزج الفني بين الكوادر الفنية في هذا العرض هو أن تستفيد الكوادر الوطنية من خبرة الضيوف، خاصة ونحن نفتقد بعض اختصاصات الأوبرا».

وأنهى حديثه بالقول: «كان من المفترض أن تؤدي دور الكونتيسة المغنية السورية لبانة قنطار لكن ظروفاً طارئة منعتها من المشاركة، ونتمنى أن تكون ضمن الفريق في المرات القادمة».

من جهته قال المايسترو السوري ميساك باغبودريان لـ «اكتشف سورية»: «يبدو أن الأوبرا بشكل عام هي آخر شكل من أشكال الفن يدخل إلى مجتمعنا، كون السينما والمسرح دخلت إلينا منذ فترة ليست بقريبة، وكذلك الفن التشكيلي الذي تطور عندنا بشكل ملحوظ، وأصبح لديه جمهوره ورواده، هكذا يبدو لي بأن الأوبرا هي آخر الفنون التي دخلت إلينا».

وأكمل بالقول: «أعتبر الأوبرا رأس الهرم بالنسبة لبقية الفنون لأنه فن صعب يعتمد على أدوات كثيرة منها: الديكور، التمثيل، الإضاءة، الموسيقى، الصوت الغنائي المتميز..الخ، وبالتالي هي حصيلة عدة فنون مجتمعة معاً».


من عرض زواج فيغارو

وأضاف باغبودريان: «لا أنكر بأننا قد تأخرنا في إدخال الأوبرا إلى مجتمعنا، ولكن تبقى هذه الخطوة جيدة بأن نقدم عملاً أوبرالياً يعتمد في تسعين بالمئة من مكوناته على الكوادر السورية، وأتمنى أن نستطيع في الفترة القادمة الاعتماد على الكوادر السورية بشكل كامل، هذا يحتاج إلى قليل من الوقت لأن هناك بعض الاختصاصات غير الموجودة عندنا مثل الإخراج الأوبرالي، الذي يختلف تماماً عن الإخراج المسرحي، ولذلك تم الاستعانة بمخرج فرنسي، ولكن من ناحية أخرى الموسيقيون بالكامل هم سوريون، أما القيادة ففي عرضين سيتولاها أستاذي المايسترو الألماني يوليوس كالمر، والذي درست قيادة الأوركسترا تحت إشرافه لمدة خمس سنوات في إيطاليا، وشرف كبير لي بأن أكون بعده في اليوم الأخير من العرض الذي يصادف 22 كانون الثاني الجاري».

وأردف قائلاً: «لدينا أصوات كبيرة ولولا انشغال السيدة لبانة قنطار، ما كنا جلبنا مغنية فرنسية لتلعب دور الكونتيسة لأن صوت قنطار يليق بهذا الدور. أما الطلاب المشاركون في هذا العرض فهو فرصة لهم لصقل ما يأخذونه في المنهاج الدراسي للمعهد».

وتابع بالقول: «الموسيقيون جميعهم من الفرقة السيمفونية الوطنية السورية، وطيلة الشهور الماضية قبل مجيء المايسترو الضيف كنت أعمل معهم ومع مدرب الصوت ليكون العرض جاهزاً».

وأنهى حديثه بالقول: «سأحاول بكل جهدي أن أضع أسلوبي الخاص في القيادة رغم الصعوبة لأن ذلك سيكون بعد عرضين للضيف مباشرة».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

من عرض زواج فيغارو على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون

من عرض زواج فيغارو على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون

من عرض زواج فيغارو على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق