الفرقة السيمفونية الوطنية السورية تفتتح موسم 2011 في دار الأسد للثقافة والفنون

04 كانون الثاني 2011

فالسات شتراوس تصدح على مسرح الأوبرا

افتتحت دار الأسد للثقافة والفنون (أوبرا دمشق) موسمها في العام الجديد 2011 بحفلة متميزة على مسرحها الكبير (الأوبرا) أحيتها مساء الأحد 2 كانون الثاني 2011 الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة قائدها الأساسي المايسترو ميساك باغبودريان، وقصدت الفرقة وإدارة الدار بأن تبدأ هذه السنة مع جمهورهما بحفلة سارة فاختارتا برنامجاً يتضمن فالسات شتراوس الابن التي أشعلت الصالة حماساً وتفاعلاً، خاصة في القطعة الأخيرة التي طلب باغبودريان من خلالها مشاركة الحضور تصفيقاً بطريقة يبدو فيها المتلقي وكأنه جزء من العمل، فيما تبدو معرفة الجمهور بإشارات باغبودريان دليلاً إضافياً على خصوصية جمهور فرقتنا السيمفونية الذي يرافقها منذ خمسة عشرة عاماً.

بدأت الفرقة حفلها بقطعة معروفة لدى الصغار والكبار من خلال الفيلم الكرتوني الشهير «توم وجيري» وهي افتتاحية أوبريت «الخفاش»، ومن ثم عزفت فالس «دم فيينا»، وبعد هذا الفالس جاء دور عمل شتراوس «بولكا سريعة» مصنف رقم 319 ،وفي أداء يشبه فاصلاً بين فالسات وأعمال شتراوس عزفت الفرقة عملاً مشتركاً بين يوهان وجوزيف شتراوس بعنوان «بيزيكاتو بولكا»، لتعود إلى شتراوس الابن مجدداً من خلال الأعمال التالية: فالس «أصوات الربيع» حركة مستمرة مصنف رقم 257، فالس «الإمبراطور» مصنف رقم 437، ويعتبر هذا الفالس أجمل أعماله في هذا الإطار وكتبه على شرف الإمبراطور فرانسوا جوزيف بمناسبة اعتلائه عرش فرنسا، بولكا «تحت الرعد والبرق»، وأخيراً فالس «الدانوب الأزرق».


الفرقة السيمفونية الوطنية السورية
في افتتاح الموسم الجديد لدار الأسد للثقافة والفنون

ارتبط اسم شتراوس الابن بالفالس وكان يلقب بملك الفالس، غير أن أباه سبقه إلى تأليف مقطوعات الفالس ولقب بمؤسس عصر الفالس، وبرز يوهان الثاني (الابن) بعد وفاة أبيه وورث عنه فرقته التي كان يجول بها العالم لتقديم فالساته، ووحد بين فرقته وفرقة والده وأصبحت أوركسترا شتراوس تعزف أعمال الأب والابن في كل مكان، وأهم ما يؤكد المرتبة العليا التي وصل إليها شتراوس الابن هو إقبال كبار الموسيقيين على عزف فالساته، أمثال برامز الذي كان يعزف فالساته على البيانو بحماسة شديدة، وكذلك ماهلر وفاغنر وليست وروبنتشاين، وكان بعض المؤلفين الكبار يمزجون أعمالهم بقالب الفالس بعد نجاحه، منهم ريتشارد شتراوس الألماني الذي احتوت أوبراه «فارس الوردة» فالساً شهيراً، وشتراوس هذا لا يمت بصلة لعائلة شتراوس المذكورة، وفعلها أيضاً الموسيقي الروسي الشهير تشايكوفسكي في باليه «بحيرة البجع» بالإضافة إلى العديد من الموسيقيين الآخرين.

ويذكر أن الفالس قد نشأ في البيئة الفلاحية في ضواحي فيينا ومناطق من جبال الألب المطلة على النمسا، وبالتالي فالفالس رقصة ألمانية فلاحية، وتؤرخ ولادتها في بداية القرن السابع عشر وكانت حينها تعزف في بلاط هابسبورج، وفي أواسط القرن الثامن عشر أصبحت رقصة الفالس مألوفة في باريس، كما دخلت إلى قصر الأمير ريجنت بلندن في بداية القرن التاسع عشر، ولابد من الذكر بأن في الموسيقى العربية ميزاناً يشبه ميزان الفالس الذي هو 4/3 بميزان «السماعي السربند»، بهذا يكون اختيار الفرقة السيمفونية صائباً ببرنامج نشط يبدأ به موسمه في العام الجديد.

وتحدث المايسترو ميساك باغبودريان لـ «اكتشف سورية» عن هذا الافتتاح قائلاً: «أحبت دار الأوبرا أن يصبح لديها تقليد سنوي لاستقبال العام الجديد في كل مرة بحفل موسيقي للأوركسترا تماشياً مع التقاليد الموجودة في معظم أوبرات العالم، وبعد نقاشات استنتجنا بأن معظم الأوركسترات تقدم فالسات شتراوس، لأنها موسيقى سهلة وممتعة وخفيفة، موسيقى تجعل المرء يحس نفسه أخف وزناً مع إيقاع الفالس، فقررنا أن نكون ضمن قافلة الأوركسترات العالمية التي تقدم هذه الأعمال (الفالسات)، بالإضافة إلى الأعمال التي قدمناه لذات المؤلف مثل افتتاحية أوبرا الخفاش وبعض رقصات البولكا لكسر الروتين والخروج من نمطية الفالسات».

المايسترو ميساك باغبودريان
في قيادة الفرقة السيمفونية الوطنية السورية

وتابع المايسترو باغبودريان: «هدفنا أن نصل إلى شرائح كثيرة من الناس وإلى جمهور مختلف وكل الناس عموماً، هذه الحفلة توفرت لها دعاية جيدة في الأعلام المقروء، وأيضاً على الشريط الإخباري في التلفزيون، وكما رأيت فهناك العديد من القنوات التلفزيونية المتواجدة في الحفل وهذا مهم جداً لكي يصل ما نقدمه إلى الناس لأننا نقوم بنشاط ثقافي واجتماعي في وقت واحد، إذ يترتب علينا واجب تجاه المجتمع لنساعده على تحسين وضعه النفسي في إطار تقديم الشيء الجاد والمعبر».

وعن مشاريع الفرقة في العام الجديد أنهى باغبودريان حديثه بالقول: «لدينا برنامج واضح وضعناه على مدار العام، فهناك مشاركات دولية مثل: أبو ظبي، إيطاليا، ألمانيا، الجزائر، كما أن لدينا مشاريع مشتركة في سورية، أهمها حضور باليه موتيغارلو، وهي إحدى أهم فرق البالية في العالم إلى دمشق خلال شهر آذار القادم لنقدم معاً باليه "شهرزاد" وباليه تخنيس كروليلا رافييل وأعتقد أن الحدث هو الأهم للفرقة خلال هذا العام، لأن باليه موتيغارلو يعد من أهم فرق الباليه من حيث مستواها الفني، وزيارتها لنا وإقامتها حفلين مع الفرقة السيمفونية الوطنية سيكون حدثاً بارزاً بكل تأكيد».


إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان تفتتح الموسم الجديد لدار الأسد للثقافة والفنون بموسيقى شتراوس

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان تفتتح الموسم الجديد لدار الأسد للثقافة والفنون بموسيقى شتراوس

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان تفتتح الموسم الجديد لدار الأسد للثقافة والفنون بموسيقى شتراوس

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق