باسل خياط في دردشة مع اكتشف سورية

11 أيلول 2010

واحد من أنشط النجوم في المشهد الدرامي السوري

لعب على وتر الحب والغواية في «الخبز الحرام»، تحملّ نيران ملك الفرس في «القعقاع»، وقاده صوت العقل إلى الجنون في «وراء الشمس»، وتحقق حلمه في تجسيد شخصية الشيخ «أحمد أبو خليل القباني».

فبين «يزدجر»، «زهير»، «عبادة»، و« أبو خليل القباني» جسّد باسل خياط أربع شخصيات سمتها الأبرز؛ الجرأة والحس العالي في الأداء، بإدارة أربعة مخرجين أضفوا بصمتهم المميزة على أعمال هذا الموسم، وهم: المثنى صبح، تامر إسحق، سمير حسين، وإيناس حقي.

وفي أدواره الأربعة أتى أداؤه محكماً، وبعيداً كل البعد عن التكرار. من «زهير»؛ القوّاد الغارق حتى النخاع في الخبز الحرام، والذي يحوله الحب الحقيقي إلى كائنٍ مفعمٍ بالإنسانية، مروراً بـ «يزدجر» ملك الفرس التاريخي صاحب السطوة والجاه، الذي يهزم في معركة القادسية على يد طحّان فقير لا يملك من أمره شيئاً، إلى شخصية «عبادة» وما يواجهه من إشكالية إنسانية شديدة التعقيد، تدور حول مشروعية إجهاض الطفل الذي تتأكد إصابته بخلل جيني يضعه في خانة ذوي الاحتياجات الخاصة، وصولاً إلى الشيخ «محمد أبو خليل القباني» رائد المسرح العربي، والمنظر الأول لفن التمثيل عند العرب.


باسل خياط في دور أبو خليل القباني

«اكتشف سورية» التقى بالفنان باسل خياط أواخر شهر تموز الماضي، في غمرة التحضيرات لهذا الموسم الرمضاني، وكان السؤال الأكبر، كيف يمكن لأداء الممثل أن يكون متفرداً حينما يشارك في أكثر من عمل خلال موسمٍ واحد؟ فأجاب قائلاً: «أتمنى أن أشارك في عملٍ أو عملين خلال الموسم الواحد، إلا أن الشرط الفني الذي أريده قد لا يتحقق تماماً في أحد الأعمال التي أشترك بها، فأسعى إلى تحقيقه في عملٍ آخر، كما أن الأمر يتعلق نوعاً ما بالجوانب المادية».



من مسلسل وراء الشمس

لقاؤنا مع باسل خياط كان في آخر أيام تصوير مسلسل «وراء الشمس»، أثناء تأديته للمشهد الذي يتآمر فيه مع أخِ زوجته على تدبير محاولة إجهاضٍ جديدة لها، مقابل مليون ليرة، وفي ذات الليلة توجه باسل إلى حماة للحاق بفريق عمل مسلسل «أبو خليل القباني». بدا عليه الإرهاق، إلا أن من يتابع هذا المشهد لاحقاً لا يمكن أن يحس بحجم التوتر الذي عاناه باسل في تلك المرحلة، وهذا يعود إلى حرفية الفنان والمخرج في آنٍ معاً.

عن دور «عبادة» قال باسل: «إن هذا الدور لا يحمل تحدياتٍ خاصة على مستوى الأداء، لكن التحدي يقع على فريق المسلسل ككل في إيصال رسالةٍ مفادها أن هؤلاء الناس الذين تطلق عليهم تسمية "ذوي الاحتياجات الخاصة" من حقهم الحياة، في أول مسلسلٍ يتطرق لهذه القضية على هذا النحو».

إلا أن كلام باسل خياط عن عدم وجود تحدياتٍ خاصة في أداء شخصية عبادة، بدا لاحقاً من باب التواضع، لأنه وخلال أدائه لهذه الشخصية جسـّد باقتدار الصراع الذي يمكن أن يعيشه الرجل في مثل هذه الحالة، الصراع الشديد بين العقل والعاطفة، تحت وطأة سؤال شديد الحساسية؛ هل يمكن أن يسمح باستمرار حمل زوجته التي تحمل في أحشائها طفلاً معاقاً؟ خاصة أن مجتمعنا – من وجهة نظره- غير مؤهل لاستقبال مثل هذه الحالات الإنسانية، التي يحكم عليها بالعذاب واستدرار الشفقة، وربما الازدراء مدى الحياة، هذا التناقض يؤدي بـ «عبادة» في نهاية العمل إلى الجنون بعد أن سلك عدة طرقٍ غير شرعية لإجهاض زوجته، ولم يفلح في ذلك. وكثيرة تلك المشاهد التي رصدت محاولاته لإجهاض زوجته «منى» في مسلسل «وراء الشمس»، إلا أن أكثرها تأثيراً ذلك المشهد الذي يقدم فيه كأساً من العصير لزوجته فيه دواء يمكن أن يتسبب لها بالإجهاض، يقدم «عبادة» العصير لزوجته وهو دامع العينين، وأمام ألمها خانه تماسكه الهش ليبكي، ويبكي، ويصرخ: «اطلاع من حياتي»، ذلك كان أحد المشاهد الذي أبدع فيها باسل خياط في المسلسل، والذي سيبقى طويلاً في الذاكرة. مع التنويه بقوة الثنائي الذي اختاره المخرج سمير حسين لتجسيد هذه الحالة، باسل، وصبا مبارك.


أما الدور الأبرز الذي لعبه خياط لهذا العام فهو الشيخ «أحمد أبو خليل القباني»، وبأدائه لهذا الدور تحقق حلم باسل خياط في تجسيد شخصية رائد المسرح العربي، وعن ذلك قال: «لطالما حلمت بأداء هذه الشخصية، لما قرأت عنها، وعن تأثيرها الشديد على الفن عموماً، وفي سورية خصوصاً، بالإضافة إلى الدراما الشديدة التي تتسم بها حياة الشيخ، وأجد نفسي سعيداً بتحقيق هذا الحلم في مرحلةٍ مبكرة من العمر».

باسل تحدث لنا أيضاً عن استعداداته لهذا الدور من خلال القراءة المكثفة لكل ما كتب عن الشيخ «القباني» من دراسات ورسائل كتبها تلامذته، وأضاف قائلاً: «قبل أداء هذا الدور كان لدي هاجس الإحساس بالبيئة الشامية والتقاط مفرداتها، مما جعلني أقيم في أحد الفنادق الدمشقية العتيقة لمدة أسبوع، لأنعم بهذا الجو العريق الذي لم تفسده مفردات الحداثة، وقادني هذا الدور إلى شراء أحد البيوت العربية الصغيرة في قلب دمشق القديمة».


من مسلسل أبو خليل القباني

باسل كان عازماً على إعطاء هذا الدور كل طاقته، ولأن المسلسل لم يعرض إلا على باقة قنوات أوربت المشفرة، والقناة الأرضية للتلفزيون السوري، فلم نتمكن من متابعة تفاصيل أدائه للدور، إلا أن الصور التي التقطت من كواليس العمل أفصحت عن مقاربة موفقة لهذه الشخصية على مستوى الشكل، وكذلك الأمر بالنسبة للمشاهد التي بثها التلفزيون السوري من المسلسل، والتي بدا فيها باسل خياط يؤدي أشهر أغاني «أبو خليل القباني» بصوته ؛ «يا طيرة طيري يا حمامة»، و«صيد العصاري يا سمك يا بني».

الأمر الذي يضعه خياط في إطار مشروعه الفني القائم على ربط الغناء بفن التمثيل، وهذا ما حققه نسبياً في مسلسل «وشاء الهوى»، ليبدو أكثر تبلوراً في مسلسل «أبو خليل القباني» بإدارة المخرجة إيناس حقي.

باسل خيّاط أكد لـ «اكتشف سورية» أن محبة فريق عمل مسلسل «أبو خليل القباني» لهذه الشخصية، مكنته من تجاوز جميع مصاعب أداء هذا الدور الذي أحس تجاهه بمسؤوليةٍ كبيرة، لضخامة العمل، وما يقدمه من مقاربةٍ وثائقية للشيخ المؤسس والمنظر الأول لفن التمثيل عند العرب.

وبانتظار رؤية هذا المسلسل خارج إطار القنوات المشفرة، نوجه التحية للنجم السوري باسل خياط لما قدّمه من أدوار، تصنفه بين أبرز نجوم الموسم الدرامي 2010.


محمد الأزن - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

الفنان باسل خياط في أحد أدواره خلال الموسم الرمضاني 2010

الفنان باسل خياط في أحد أدواره خلال الموسم الرمضاني 2010

الفنان باسل خياط في أحد أدواره خلال الموسم الرمضاني 2010

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

رنا:

بموت عليك باسل خياط

القدس

سلا :

اني من اشد المعجبين بالفنان باسل خياط واعشق تمثيلة وهو يستحق محبة الناس والشكر والتقدير لان اعمالة رائعة الله يحفظة من سلا عاشقة باسل خياط

اليمن

عبدالقادر:

الفنان القدير باسل خياط ,بطل ملحمة عين جالوت في الظاهر بيبرس,و مهندس ملحمة وراء الشمس,أحد أعمدة الدراما السورية و العربية دون منازع, باسل خياط كان في وراء الشمس ليلا تحت الشمس و نهارا بعد المساءات,أوجس في نفوسنا أشباحا بأنياب تتراقص,وشموعا في الدجى صباحنا عتمة و ليلنا عتمة,باسل في وراء الشمس كان كالهدوء الملبد بالخوف أو هادئا كرجع الصدى لرعود بين الجبال و الوهاد. قلنا له حسبك يا أباضة كن رفيقا بزوجتك...عندما أحببت منى أحببناك,ولكنها أوجست منك خيفة,فخفنا منك,حتى سمع منا العويل و الشكوك و الخيالات و القلق و الدهش و التوتر و الخوف من الآتي.أضن هي لوحات فنية ظهر من خلالها شخص الفنان القدير باسل خياط,ولقد وضع كل طاقاته الفنية وقد عودنا هدا الفنان المتواضع في كل أعماله بمثل هده الجدية في الأداء والدقة في اللحن,أهدى لنا ثلاث لوحات فنية,الأولى..ضرب منى بعصى على بطنها بطريقة هتشكوكية ممزوجة بتصوير كأنه الحلم..الثانية كان سببا في سقوط منى من على درج البيت نتصوير كأنه و اقع لكنه تخييل..الثالثة:كان سببا في صعقة كهربائية على منى بطريقة واقعية لكنها تخييل أيضا..اللوحات كانت نقلة نوعية و حداثية و عهد جديد في الدراما السورية,عهدناها في الأفلام الغربية لكن الشيء الدي يلفت أنها كانت دقيقة في التصوبر دات جودة عالية في الصورة مما يعكس بما لا فيه الشك أن آلة التصوير في السبما السورية قد تتطورت تقنيا وتكنلوجيا و هي تنافس الآن السنما المصرية .لوحات فنية دات لحن خطير للغاية منها:اثارة الفلف و النخييل والتوترو انتظار النتائج,زيادة على عمل هدا الفنان الجبل أستعمل الملامح في التمثيل التي تثير الشكوك والريبة حتى جعلنا نقف موقف المدافع على منى والمشفق ,يستحق باسل خياط جائزة الأوسكار دون مجاملة لعمله المتفاني في وراء الشمس سلامي الحار لهدا الفنان المتواضع النثقف باسل خياط و ألى المخرج و مساعديه و المنتج و كاتب النص الجميل ...وراء الشمس..و الفنانين دون أستثناء..تحياتي..

الجزائر