جمعية التعليم ومكافحة الأمية تطلق برامج رائدة على مستوى حلب

04 أيلول 2010

مشروعا لا للأمية وكفالة طالب لتعزيز قيمة العلم لدى أهالي المدينة

«لا للأمية»، «كفالة طالب»، «زوّادة رمضان»، «وعلى رزقك أفطرت»، «هيا بنا نقرأ»، و«بسمة العيد». كل ذلك مشاريع خاصة بجمعية «التعليم ومكافحة الأمية»، وهي إحدى الجمعيات التي تعمل في مدينة حلب في مجال العمل الخيري والإنساني، حيث قام المشرفون على هذه الجمعية بالتعريف بهذه المشاريع في حفل السحور الذي أقامته الجمعية خلال شهر رمضان الحالي. وقد أطلقت الجمعية خلال حفل السحور هذا حملتين هما «لا للأمية» و«كفالة طالب» حيث شكلت الأمسية مناسبة لتعريف أهالي حلب بهذين المشروعين الجديدين.

ويقول الشاب سعد الدين مؤقت، أحد أعضاء الجمعية وأحد المسؤولين عن مشروع «لا للأمية»: «تقول الإحصائيات بأن نسبة الأمية وصلت إلى 24% من تعداد سكان مدينة حلب وذلك وفقاً لإحصائيات صادرة عام 2004، الأمر الذي يعني أن حلب تقع على قمة لائحة المدن التي تعاني من الأمية»، ويضيف: «الهدف من المشروع هو العمل على محو الأمية، ورفع سوية التعليم، والعمل على التقليل من تسرب الأطفال من المدارس من خلال التواصل مع الأطفال والأهالي. أما بالنسبة لآلية عمل المشروع، فقد قررنا التركيز على مدينة حلب فقط دون الريف على اعتبار أن دائرة "تعليم الكبار" تقوم بهذا الأمر في الريف».

ويضيف بأن الجمعية ستعمل على التواصل مع السكان ضمن الأحياء إضافة إلى العمال ضمن المعامل من أجل تحقيق النتيجة المرجوة، مضيفاً بأن المشروع سيعتمد على نجاح التجربة التي قامت بها الجمعية في محو أمية منطقة الصاخور حيث يتابع بالقول: «بالنسبة لموضوع المعامل، سنعمل مع أصحاب المعامل لكي يقوموا بإعطاء العامل فترة ساعة ونصف يومياً خلال فترة دورة محو الأمية لكي نقدم دروساً لهم، وسنحاول التواصل مع كل المعامل الكبيرة. أما بالنسبة لسكان المدينة، فسنقوم بتقسيم المدينة إلى عدة مناطق، والمنطقة نفسها سنقسمها إلى محاور، حيث قمنا بذلك في منطقة الصاخور والتي قسمناها إلى "صاخور1" و"صاخور2" و"صاخور3" وذلك لكي نقوم بمسح حقيقي للأمية في المنطقة. هذا التقسيم أدى وقتها إلى معرفتنا بوجود 200 أمي. أما على صعيد المشروع الحالي فنعمل على التعاون مع "دائرة تعليم الكبار" والتي ستعمل بدورها مع مديرية التربية لكي يتم فتح المدارس مساء أمام تقديم دروس محو الأمية لمن نكتشف أنهم يعانون منها».


توزيع الورود من قبل الأطفال على الموجودين

كما يضيف بأن الجمعية قامت بعدد من حملات الإشهار لنشاطاتها (مثل قيامها في كل عام، وتحديداً في اليوم العالمي لمكافحة الأمية 9 أيلول) بحملة للتوعية بأهمية محو الأمية للناس العاديين في الشوارع والساحات، إضافة إلى التعاون مع الجهات الرسمية من محافظة ومجلس مدينة وغيرها.
ويتابع الشاب مؤقت: «هناك العديد من الجهات التي قامت بجهود كبيرة في مجال دعم فكرة محو الأمية، حيث قامت السلطات بتخفيض مدة الخدمة الإلزامية ثلاثة أشهر لكل من يحمل شهادة محو أمية (لتصبح عاماً وتسعة شهور كسائر المتعلمين بدل عامين)، إضافة إلى تقديم التسهيلات للجمعية لمتابعة مهمتها»، مضيفاً بأن الجمعية عملت على تدريب أناس مختصين للقيام بمحو الأمية ووضع مناهج خاصة. ويختم بالقول بأن الجمعية استطاعت تحقيق نجاحات مميزة في مجال مكافحة الأمية منذ إعادة هيكلتها في العام 2005.

كفالة طالب، الكفالة للطلاب الفقراء المتفوقين:
أما المشروع الثاني فهو مشروع «كفالة طالب» الذي تقول عنه السيدة منال مراد مديرة المشروع بأنه يهدف إلى دعم الطلاب المتفوقين ضمن المناطق الضعيفة الدخل، وبالتالي رفع المستوى المعيشي لأهالي الطلاب المتفوقين حين يتخرج هؤلاء الطلاب من الجامعات ويساهمون مادياً في تعزيز دخل الأسرة: «كانت هناك مرحلة تحضيرية بدأت عام 2008، حيث قمنا بوضع أسس المشروع، وأخذ آراء جميع المعنيين والخبراء من مديرية التربية إلى سكان منطقة الصاخور وغيرهم. وبدأنا بتجربة كفالة 20 طالب "كفالة جزئية"، و5 طلاب متوفقين "كفالة شاملة" حيث كانت الكفالة الشاملة هي لطالبين في كلية الطب و3 طلاب في الصف التاسع. أما حالياً، فقررنا إطلاق مشروع "كفالة طالب" للعام الدراسي 2010 - 2011 حيث سنعمل خلال هذا العام على كفالة 100 طالب في كل من مناطق الصاخور، حي هنانو، الحيدرية، والشيخ خضر حيث قام مجلس مدينة حلب باقتراح هذه المناطق للمساعدة في تحسين أوضاع سكانها. وسنحاول خلال العام التالي 2011 – 2012 كفالة مئة طالب آخر من مناطق أخرى مثل أحياء صلاح الدين واختيار 25 طالباً من ريف حلب. كما سنقوم بفتح باب كفالة طلاب الدراسات العليا».


كورال جمعية التعليم ومكافحة الأمية

أما عن مواصفات الطلاب مستحقي الكفالة فهي أن يكون الطالب متفوقاً، وأن يكون قادراً على التحصيل العلمي، وأن يكون ذا خلق وذا دخل محدود، مضيفة بأن الجمعية طورت ورقة مفاضلة وضعت فيها نموذج معايير للتقييم مع وجود علامات منها للتفوق الدراسي، ولمستوى الدخل، والإعاقة والحالة الاجتماعية والتميز، مضيفة بأنه تجري بعدها مفاضلة تجاه المعايير التي ذكرتها قبل قليل.

أما عن مبلغ الكفالة فهو يبدأ من 12,000 ليرة سورية سنوياً بالنسبة لطلاب التعليم الأساسي الحلقة الأولى، ليصل إلى 35,000 ليرة سورية سنوياً للطلاب الجامعيين و50,000 ألف ليرة سورية لطلاب كلية الطب.

وتختم السيدة منال كلامها بالقول بأن خطوات العمل في المشروع ستبدأ مع إجراء مسح للطلاب المتفوقين ضمن جميع المدارس في مناطق التدخل، ومن ثم زيارة الطلاب في منازلهم لإجراء كشف اجتماعي على أوضاعهم، ومن ثم تقييم هذه العمليات واختيار مستحقي الكفالة، وأخيراً ربط الطالب مع المشرف لكي يتابع حالة الطالب الدراسية والاجتماعية.


حفل إطلاق مشاريع الجمعية

دخلت كلية الطب بسبب الجمعية:
من جهتها تقول الطالبة سحر الموسى الطالبة في السنة الثالثة في كلية الطب بأن مجموعها في الثانوية العامة كان 237 درجة، وبأنها لم تفكر بدخول كلية الطب لولا دعم الجمعية المادي الذي ساهم في تحمل مصاريف الكلية، وتتابع بالشكر للجمعية على دورها المميز في مساعدتها على الدخول ومتابعة الدراسة في الكلية التي رغبتها.

أما السيدة أم يزن والدة الطالب مهند الحسن الذي يدرس في كلية الطب أيضاً، فتقول بأن مجموع ولدها كان في الثانوية العامة 239 درجة، وبأن العائلة كلها شعرت بالحزن على اعتبار أن وضعها المادي لا يكفي لمساعدة ولدها للدخول إلى كلية الطب: «بحمد الله كانت الجمعية موجودة، حيث قامت بكفالة ابننا أثناء دراسته في الكلية. هذا الأمر دفع إخوته الأصغر منه إلى أن يحاولوا الدراسة أكثر لكي يحصلوا على الكفالة الدراسية ذاتها التي حصل عليها أخوهم. شكراً للجمعية على ما قدمته لنا من دعم».


حضور رسمي ممثلاً بالسيد محافظ حلب

معلومات عن واقع الأمية في حلب:
بدوره قدم محافظ حلب، المهندس علي أحمد منصورة معلومات عن واقع الأمية والطرق التي تعتمدها المحافظة لمكافحتها، حيث يقول بأن الجهود التي تقوم بها دائرة «تعليم الكبار» في المديرية جهود كبيرة، حيث قامت خلال العام الماضي على سبيل المثال بإقامة أكثر من 1600 صف للتحرير من الأمية على مستوى المحافظة، كما يجري العمل لتحويل حلب إلى مدينة خالية من الأمية: «نحن كدولة نعمل مع الجمعيات والمجتمع الأهلي لأن الوصول إلى الهدف لا يتطلب فقط إنفاقاً مادياً ولكن علينا أيضاً أن نعلم أين يسكن هؤلاء، ومن هم، وكيف نصل إليهم، وكيف نتواصل معهم. هذه هي المهمة الكبرى التي نعمل عليها حالياً، وقد بدأنا في مشروع ضخم من أجل الوصول إلى هذه الحقائق، حيث نعمل على إجراء إحصائية حقيقية على مستوى المحافظة لمعرفة عدد الأميين في مدينة حلب بهدف أن نفهم جدياً أين هو هذا الأمي؟ ومن هو أبو وأمه؟ وما هي الشريحة العمرية التي ينتمي إليها؟ وهل هو مريض أو معاق؟ كل ما سبق يؤدي إلى أن نضع برامجنا من أجل أن نبدأ العام القادم بمشروع كبير ومركزي. أما هذا العام فنحاول التوجه إلى المناطق الأكثر ضعفاً، ونحاول مكافحة الأمية في عدد من قرى محافظة حلب وبشكل منهجي».

يذكر بأن جمعية «التعليم ومكافحة الأمية» هي جمعية أهلية تأسست في عام 1947، وتم إشهارها في عام 1960، حيث تعمل على محو الأمية في مدينة حلب وفق برامج متميزة وكادر شبابي متطوع. وتعمل هذه الجمعية في المناطق السكانية الفقيرة بهدف الرفع من مستوى الوعي والثقافة فيها. كما قامت الجمعية بعدد من دروات محو الأمية في اللغة العربية واللغة الإنكليزية والكمبيوتر وخرجت ما يزيد عن 1367 طالباً وذلك بعد إعادة هيكلة الجمعية في العام 2005، وحتى العام الحالي 2010.

أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق