الحضارة اليابانية في مهرجان ضمن جامعة حلب

31 آب 2010

من فن الكاراتيه إلى فن الإيكيدو، ومن فن تنسيق الزهور (الإيكيبانا) إلى فن طي الورق (الأوريغامي)، ومن الرسوم المتحركة اليابانية إلى صناعة الورق والكتابة بالحروف اليابانية وغيرها كان يشكل مفردات مهرجان «اليابان» الذي عقد للمرة الثامنة في رحاب جامعة حلب والذي تضمن العديد من النشاطات التي تعبر عن الثقافة والحضارة اليابانية وذلك أمام الطلبة السوريين.

وكان على الزائر أن يطوف تسع أجنحة رئيسية ليحصل على تذكار يمثل الثقافة اليابانية، هذا ما عدا النشاطات الإضافية على هامش المهرجان، حيث يتعرف الزائر للمهرجان على كل من تاريخ الورق الياباني، والمركز الياباني المقام في رحاب الجامعة، إضافة لتعرفه على المِحْسَب الياباني الشهير، والإجابة عن أسئلة تتعلق بتاريخ اليابان، كما ويمكنه أن يتعلم بعض المفردات اليابانية، إضافة إلى معرفة قواعد الخط الياباني الشهير، ويختتم زيارته باكتشاف أسرار طي الورق وسر نجاح أفلام الكرتون اليابانية عالمياً، ومن ثم يشاهد بعض المعروضات اليابانية.

كل ما سبق، هو نتاج تحضير مشترك من قبل طلاب سوريين وأساتذة يابانيين، حيث قدم المهرجان الفرصة الجمهور لاستكشاف الثقافة اليابانية، ويعبر عن ذلك الشاب معتز جبقجي الطالب في السنة الرابعة في كلية الاقتصاد والذي يقول: «مضى لي على تعلم اللغة اليابانية حالياً عام واحد حيث أتممت ثلاثة مستويات حتى الآن. كان سبب دخولي الأساسي ومحاولة تعلمي هذه اللغة هو التشجيع من قبل أصدقائي، وقد أحببت اللغة وتابعت الدراسة لمرحلة متقدمة نظراً لإعجابي بهذه اللغة وحبي لها».

ويضيف بأن البداية كانت صعبة جداً عليه، إلا أنه اعتاد حالياً على الحروف، حيث أن ما لفت نظره في هذه اللغة هو أنها فريدة من نوعها ويضيف: «لم أتعلم اللغة لأجل السفر إلى اليابان لأن فرصتي بالسفر ضعيفة، إنما تعلمتها حباً فيها. وبرأيي فإن غالبية من يتعلم اللغة اليابانية يتعلمها حباً في الرسوم المتحركة اليابانية المشهورة عبر العالم».


كتابة الأسماء باللغة اليابانية

ويتواجد الشاب معتز في قسم «كتابة الأسماء بالحروف اليابانية»، وهو القسم الذي شهد ازدحاماً كبيراً حيث يقول: «عدد الحروف اليابانية هو 46 حرفاً، حيث أكتب الأسماء التي تأتيني كما يلفظها اليابانيون. على سبيل المثال اسم «صلاح» يلفظ في اليابانية «سلاهو» على اعتبار أنه لا يوجد فيها حرفا الصاد والحاء».

وتكتب اللغة اليابانية بطريقتين: الطريقة الحديثة والتي تدعى «الكاتاكانا»، والطريقة القديمة التي تدعى «الهيراغانا». ويجري حالياً استخدام الطريقة الحديثة لكتابة الأسماء كونها تسمح بكتابة الأسماء الأجنبية، أما الطريقة القديمة فيتم استخدمها لكتابة الأسماء اليابانية القديمة. كما تحوي اللغة اليابانية مقاطع صوتية تدعى «كانجي» وهي مؤلفة من أكثر من حرف، حيث تندمج الحروف مع بعضها البعض لتشكيل مقطع صوتي واحد، وتستخدم هذه الطريقة أيضاً ضمن الكتابة اليابانية التقليدية.

بدوره يقول السيد عبد الرزاق بنانه أمين سر المركز الياباني بأن عمر المهرجان يقارب الثماني سنوات، في حين يصل عمر المركز نفسه إلى 15 عاماً حيث يضيف: «الهدف من المهرجان بشكل عام هو تعريف الناس بالثقافة اليابانية، حيث يتضمن عدداً من الفعاليات الثقافية اليابانية. ويجري المعرض بشكل سنوي بمشاركة كل من السفارة اليابانية الموجودة في سورية إضافة إلى وكالة الجايكا اليابانية و جامعة حلب وجامعة كيو اليابانية. أما عن المركز الياباني المقام في رحاب جامعة حلب فالهدف منه توطيد العلاقات الثقافية بين كل من اليابان وسورية حيث تأسس منذ العام 1995، وما يزال يتابع نشاطاته المتنوعة والتي منها تعليم اللغة اليابانية مقابل مبلغ رمزي هو 800 ليرة سورية فقط، من قبل مدرسين مختصين قادمين من اليابان، كما يقدم أيضاً في الوقت ذاته محاضرات تتحدث عن الثقافة اليابانية. وعلاوة على ما سبق، فإننا نقوم أيضاً في كل عام بإرسال عدد من المتفوقين في دورات اللغة اليابانية إلى دولة اليابان كمكافأة لهم على تفوقهم على حساب جامعة حلب وجامعة كيو اليابانية، ونقوم بعدة نشاطات أخرى».

ويضيف السيد بنانه بأن الحضارة اليابانية واحدة من الحضارات القليلة التي ما زالت تحافظ على حالها منذ الماضي وحتى الآن، ويتابع بالقول بأن الحضارة اليابانية هي حضارة مختلفة عن كل حضارات الأخرى وتمتلك سحراً كبيراً جاذباً للناس لكي يحاولوا اكتشافه.


فن طي الورق

وقد التقينا الشاب كمال قاسم يوسف القادم خصيصاً من لبنان لحضور هذا المهرجان، حيث يقول لنا بأنها المرة الأولى التي يحضر فيها هذا المهرجان. وكان الشاب كمال واحداً من الشباب الذين ذهبوا في منحة لزيارة اليابان لفترة أسبوعين حيث يقول: «خلال زيارتي اليوم وجدت نشاطات متعددة وكثيرة. وقد حالفني الحظ بالذهاب إلى اليابان حيث عاينت اختلاف الثقافة اليابانية عن باقي الثقافات. أود أن أقول بأن النشاطات اليوم كانت مميزة للغاية».

يذكر بأن الإحصائيات الحالية المسجلة لدى الدولة اليابانية تشير إلى أن سورية تعتبر من أكثر الدول الموجودة ضمن منطقة الشرق الأوسط اهتماماً باللغة اليابانية مقارنة بدول المنطقة الأخرى، حيث يذهب العديد من الطلاب السوريين كل عام إلى اليابان ضمن منح دراسية. كما تستقبل الجامعات السورية عدداً لا بأس به من الطلاب اليابانيين الذي يأتون للتعرف على الثقافة العربية.

أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

فن طي الورق الياباني

الأغاني والموسيقى اليابانية

الرسوم المتحركة اليابانية

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق