الأبيض والأسوأ براءة للأسود من عنصرية اللون

11 05

لم نؤسس في سورية للكاريكاتير والكاريكاتير السوري دمه ثقيل

فنان سوري مبدع بامتياز، أسّس لموهبته بدراسة أكاديمية تشريحية طويلة، فرسّخ موهبته بمتانة المعرفة، وحرفية الفنان، وتسلّح بمعرفة عالية ومتابعة حثيثة داخلياً وعربياً وعالمياً في سعي دائب إلى تطوير أسلوبه وأدواته، وبتواضع قلّ نظيره يجلس إليك ليستمع إلى نقدك ويحترم رأيك وإن خالفته، وبشجاعة نادرة يشير إلى ندرة الرسوم المدهشة التي يبدعها الفنان، بهذه الصفات وغيرها تميز الفنان الكاريكاتيري الدكتور فارس قره بيت، فذاع اسمه، وعُرفت رسومه على المستويين العربي والعالمي، فحصل على جوائز عالمية، وكرّمته الهيئات الدولية لإسهاماته ونجاحاته.
الدكتور قره بيت يقيم معرضه الجديد في صالة الشعب بدمشق، وفي مقر جريدة «الوطن»، جريدته التي اختارها منبراً لإبداعه منذ اليوم الأول لصدورها، كانت هذه الجلسة احتفاء برسام الوطن، ومبدع سوري طرق أبواب العالمية بخصوصية ومثابرة.
الأبيض والأسوأ (2003-2007)
«معرضي الحالي الذي يبدأ اليوم الأحد 11/5 يضم سبعين لوحة بقياس موحد 30×40 ويغطي ما بين عامي 2003 و2007، وذلك لأسباب عديدة، منها أن ما قبل 2003 غُطّي في معرض سابق، وأن عام 2008 بداية مرحلة جديدة لم تنته، وكان لا بد من تحديد مدة زمنية، فكان هذا التحديد، والمعرض يضم سبعين لوحة لأغلبها طابع سياسي في متابعة الأحداث السياسية، ونسبة قليلة جداً تندرج تحت ما يسمى تجوّزاً الجانب الاجتماعي.
«متابعة الحدث الآني لا يفقد العمل الفني قيمته كما قد يُظن، لأن الحدث غالباً مستمر عبر الزمن، لذلك نجد متعة في قراءته ومتابعته، وخاصة أن الحدث السياسي لا ينتهي آنياً، فله نتائج وتبعات، خذ مثلاً الرسوم التي تتابع القضية الفلسطينية، وإن كانت تتابع الحدث، فهي لا تزال مستمرة، وكذلك على المستوى العربي والمستوى العالمي، ومرة أخرى أقول إن الحدث الذي كان آنياً ممتدٌ ولا يزال موجوداً.
«إضافة إلى ذلك فإن الكاريكاتير يرتكز في الأساس على الحدث الذي يبنى عليه، ولولا الحدث الذي يجري سياسياً أو اجتماعياً، يفقد الكاريكاتير الكثير من عنصر الإدهاش، فالحدث مادة الكاريكاتير، ومع مرور الزمن تتعمق قراءة الكاريكاتير».
مفارقة فكرية منطقية
«حمل المعرض اسم «الأبيض والأسوأ» فهناك علاقة قديمة بين الأبيض والأسود، وهناك دوماً عنصران متضادان أحدهما الأبيض والآخر هو الأسود، لكن الأبيض من الناحية المنطقية لا يقابله الأسود، فالأسود فيه عناصر جمالية جعلته سيد الألوان، وهو قيمة لونية مهمة، ومن هنا اختير عنوان المعرض، فالأبيض والإيجاب قليل، والأسوأ هو الأكثر انتشاراً في الحياة، والأسوأ قد يعبر عنه بأي لون، وهنا أردت تبرئة اللون الأسود من حمل تبعات السوء وسلبياته في حياتنا، وحاولت التخلص من عنصرية اللون تجاه اللون الغني الأسود.
«بطريقة أخرى كان الأبيض الإطار للحديث والحدث، ليس باتجاه المعنى اللوني، بل باتجاه الفكر لاكتشاف الأسوأ وكشفه، وهو لا يحتاج إلى جهد لكشفه لأنه الأكثر في حياتنا على كل الصعد».
بعدان وابتعاد عن خداع القارئ
عن اعتماده الخطوط في الكاريكاتير أشار الفنان قره بيت إلى السبب، ولخصه: «إنني أمام سطح واحد، ولا يمكن خداع القارئ بثلاثية الأبعاد، لذلك يتم الاعتماد والعمل على بعدين. التحجيم قضية قديمة ولغة بائدة لا تصلح اليوم، لذلك ألجأ إلى الخطوط، لأنها الأصدق روحياً، وأنا أرى أن الفنان يشبه خطوطه، ويمكن أن تعرف الفنان من خطوطه، لأن الخطوط مستمدة من الفنان وداخله، لكل فنان أسلوبه، لكنني اخترت هذه الطريقة لأنها تناسب رؤيتي وتقترب مني أكثر».
الكاريكاتير آنية وقيمة فنية
عن الكاريكاتير وقيمته الفنية والآنية يقول الفنان قره بيت «الكاريكاتير فن، لكنه لا يحمل سوى قيمة الكاريكاتير، والكاريكاتير فن يرتبط ارتباطاً عضوياً بالإعلام، فهو في دورية أو جريدة، ويتابع حدثاً يجري على أرض الواقع، ويهم القارئ، والقارئ ينتظر كاريكاتيراً قد يكون مسانداً لحدث يجري، وقد يكون أقوى من تحليلات طويلة، لأنه رأي وقراءة.
«إن الكاريكاتير في هذا الإطار يجب أن يرتبط بقيمته، وكل من يرسم الكاريكاتير في عموميات لا ترتبط بالحدث يمارس الهرب، ولا يمارس رسم الكاريكاتير حسب الوظيفة التي وُجد من أجلها، ارتباط الكاريكاتير العضوي بالصحافة جعلَه فناً يومياً ضمن إطار الحدث لمشاركة القارئ في أحاسيسه وقراءاته وتأثره بالحدث».
الوجوه هوية وتعبير
«في رسومي الكاريكاتيرية أعتمد الحدث والفكرة، والتعبير قد يكون بالجسد أو الوجه أو المحيط، ففي أحد الرسوم الذي يحلل سوء النيّات بين المعارضة والموالاة في لبنان عبّرتُ عن جَسّ النبض بسماعة طبية تنتهي بخنجر، وهذا الخنجر وسيلة التعبير وليس أي شيء آخر، لكن الوجوه هي التي تعطيني التعبير عن الحدث المرتبط بفاعلِين على الساحة السياسية سواء أكانوا من الأبيض أو الأسوأ.
«أما في البطاقة والمُلصَق والكتاب، فكان اعتماد الوجوه حلاً إخراجياً وُظف لتخليص مقولة الأبيض والأسوأ، لكون الوجه أكثر تعبيراً ومصداقية. الجسد حاضر والحدث هو الذي يقتضي وجود الجسد أو غيابه».
متى تكون اللوحة مدهشة؟
«رسام الكاريكاتير الملتزم بصحيفة، وأنا منهم، هو رسام محترف ملتزم بتقديم عمل شبه يومي، أو ربما أكثرَ من عمل في اليوم، والرسام المحترف المنطقي يجب أن يعترف بأنه لا يمكن أن يكون بمستوى واحد، أي لا يمكن أن يكون مدهشاً دوماً.
«غياب الإدهاش يعود إلى أسباب عديدة، منها طبيعة العمل اليومي المرهق، ومنها الحدث الفقير الذي قد لا يسعف الفنان، ومنها الكلمة التي قد لا تعين الفنان.
«في سورية تحديداً، وفي العالم العربي عموماً يفتقد الفنان للتفرغ الذي يساعده على التجلي والإدهاش، وقد التقيت برسام الغارديان الذي يقدم ست عشرة لوحة في الشهر، وهو متفرغ تماماً، فيتقاضى مبالغ مذهلة، ومع ذلك فإنه من خلال ما رأيت لم يكن مدهشاً.
«أشير إلى أن القارئ المتابع هو الذي يَحكم على إدهاش اللوحة الكاريكاتيرية، وهو قادر على قراءة إرهاق الفنان وتعبه من خطوطه، وقد أشرت إلى أن الخطوط تستمد من الفنان.
«باختصار من الطبيعي أن يكون الكاريكاتيري في حالات من التجلي أحياناً وفي حالات من الإخفاق، ومن يظن نفسه مدهشاً دوماً لا يستطيع تطوير نفسه وأدواته وفكره، وإلا فبماذا أفسّر اختيار سبعين لوحة من عمل أربع سنوات يومياً؟
الكاريكاتير والعبارة
«قد لا يوفق الكاريكاتيري في اختيار العبارة المناسبة المرافقة للرسم، وهناك مدارس في الرسم الكاريكاتيري، فبعضهم يفضّل عدم وجود عبارة، وبعضهم يفضل الكتابة. والرسم في الجريدة من دون تعليق قد يصل إلى نتائج غير محمودة: أولاً سيجد نضوباً في الأفكار التي لا تحتاج إلى تعليق، فالحدث لا يسعف كثيراً، وهنا قد يعمد الفنان إلى اقتباس أعمال غيره وتذييلها بتوقيعه، وثانياً العمل اليومي يعتمد الخبر، ولا بد أحياناً من وجود الكلام لبناء الفكرة، وقد يكون العمل منقوصاً من دون وجود تعليق أو كلام، وأنا أرى أن الكلام يقرّب الفنان من القارئ».
الكاريكاتير السوري والشارع
يرتبط الكاريكاتير ارتباطاً وثيقاً بالإعلام، وفي سورية هناك ندرة في المنابر الإعلامية لذلك لا يجد الفنان مكاناً، وما هو موجود حكرٌ على الفنانين الموجودين، وهنا أشير إلى أن الكاريكاتير السوري لا يمثل نبض الشارع، لأن عدد الصحف وعدد الرسامين لم يشكل علاقة جيدة مع القارئ ولذلك أسبابه: مع أن الحرية غير موجودة بالمطلق، إلا أن هامش الحرية عربياً نضيّقه بأيدينا وأنا مع توسيع الهامش، وأعمل عليه، وأرى أنه ما من سلطة تضع معايير صارمة ومحددة، والمبدع قادر على معرفة ما يمكن وما لا يمكن، ذلك من جهة، ومن جهة ثانية قلة عدد الصحف وعدد الرسامين بالنتيجة لم يخلق حالة تواصلية مع القارئ السوري، ففي سورية وتركيا مثلاً هناك المئات من الرسامين، أما في سورية فلا يزال عدد الكاريكاتيريين الذين خلقوا تواصلاً مع القارئ لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، هناك مواهب، لكنها غير معروفة ولا تملك منبراً، منجهة أخرى أغلب فناني الكاريكاتير في سورية ينظرون إلى الكاريكاتير على أنه تشويه للشكل أو الرسم لعدم اعتمادهم على أرضيات أكاديمية، وأستثني الفنانين الكاريكاتيريين المؤسسين الأكاديميين الذين كانوا على تواصل مع القارئ مثل علي فرزات، ويوسف عبدلكي، وعبد الهادي الشماع، وأخيراً فإن الكاريكاتير السوري دمه ثقيل، وربما كان السبب هو من طبيعة السوري الجدية في الحياة، وطريقة تعاطيه مع النكتة، فلو سمعنا أو قرأنا أي نكتة سورية فلن نجدها مطواعة كما هي عند المصريين مثلاً، ولذلك علاقة بطبيعة السوري وحياته».
الكاريكاتير العربي الفقير
يفاجئك فارس قره بيت بوضوحه، وفي حديثه عن الكاريكاتير العربي قال «الكاريكاتير عمل فني لا يُقتنى إلا نادراً، وازدهاره يرتبط بالحالة الثقافية عامة والسياسية خاصة، والإعلامية مباشرة، وفنان الكاريكاتير يعيش حياته اعتماداً على الصحافة، وكلما ازدهرت وسائل الإعلام وجدنا تنافساً وإبداعاً في هذا المجال وتجد المواهب الحقيقية طريقها إلى القراء.
«على المستوى العربي هناك أسماء رُسّخت عبر سنوات طويلة، ولا أجد أسماء جديدة في فن الكاريكاتير، وهي حالة عربية عامة تتعلق بالصحافة وحريتها وعددها، لكنها تتعلق بالدرجة الأولى بتعاطي الصحافة مع الكاريكاتير فأغلب الصحف العربية تتعامل مع الكاريكاتير على أنه ديكور وملء فراغ، وهذا المناخ لا يخلق أسماء ومواهب، نعم إن الكاريكاتير العربي اليوم متخلف جداً، وفي الخمسينيات والستينيات كان المناخ الإعلامي أفضل».
الكاريكاتير واللون
«أنا لا أختار الرسم بالأبيض والأسود أو الألوان، بل طبيعة الصحيفة هي التي تفرض اللون، وغير صحيح أن الأبيض والأسود أجمل، لكنه تعوُّد النظر وما تقرره الصحيفة، هناك موضوعات تفرض الأبيض والأسود ولو كان الحيّز ملوناً، وهناك موضوعات تأخذ جمالياتها من اللون، ويساعد اللون في وصولها إلى القارئ، كلاهما جميل: الأبيض والأسود، أو الملون، المهم استخدام التقنيات بشكل سليم، ووجود الموهبة الكاريكاتيرية».
المحاور السياسية المطروقة
«الكاريكاتير، لارتباطه بالصحافة، يتناول جانبين: الجانب السياسي والجانب الاجتماعي، وأنا أرسم الكاريكاتير في الجانبين، لكنني أركز عادة على الجانب السياسي، وفي معرضي الحالي هناك محاور سياسية محددة، وتنقسم إلى ثلاثة محاور: المحور اللبناني الذي يتناول بالرسم الكاريكاتيري ما يجري من أحداث في لبنان، وهو قراءة لتأثير مجريات الأحداث في المنطقة، وليس قراءة لمجريات داخلية، والمحور الفلسطيني وهو المحور الذي يمثل هاجس الكاريكاتير السياسي منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي، وهذا المحور له تأثير سابق، وتأثير حالي، وتأثير مستقبلي، ومحور السياسة العالمية والهيمنة الأميركية، وهنا تتداخل المحاور للعلاقة المباشرة للسياسة الأميركية بما يجري في العراق وفلسطين ولبنان.
«هنا أشير إلى أنني أقدم قراءتي الخاصة، وبما أنني ابن المنطقة، وابن سورية، فإن قراءتي تتقاطع مع قراءات السوريين المتعددة، وهي نابعة من موقف إنساني أكثر من كونها نابعة من موقف سياسي، ورغم ذلك، حين أرسل رسوماتي إلى صحف خارج سورية أجد من يعترض بأن الرسم يمثل وجهة النظر السورية في القضية، وهذا أمر طبيعي، ويعني أنني إنسان يحمل الهم الإنساني والوطني حتى خارج سورية».
فارس قره بيت والتكريم
«مع أنني سعيد بحياتي، إلا أنني أشير إلى أن فنان الكاريكاتير لدينا بحاجة إلى من يعتبره قيمة وطنية كما يتم التعامل في الدول الأخرى مع فنانيها، وأنا أتمنى أن يكون التواصل أكبر مع القارئ السوري، وكما يحزّ في النفس، فإنه يسعدني ما حصلت عليه من جوائز ذات مستوى عال، لكن أكثر ما أسعدني التقدير الذي تجاوز الحدود العربية، وأعني تقدير اليونيسيف، فقد اختارتني اليونيسيف مع فنانَين اثنين من آسيا بمناسبة مرور ستين عاماً على تأسيسها، لأنني عالجت قضايا تتعلق بالموضوعات التي تهتم بها اليونيسيف، وهذا الاختيار أسعدني بما حققته من سمعة دولية أكثر من أي جائزة».
فارس قره بيت فنان سوري، وأكاديمي مثقف صدّرناه، وحين برزت قيمته أعدنا استيراده، لكنه في الحالتين بقي الفنان السوري المنتمي في الداخل والخارج، والمهموم بفنه وبالمواهب السورية التي يحاول أن يأخذ بيدها لترسيخ فن كاريكاتيري عربي وسوري.
الصحف تتعامل مع الكريكاتير على أنه مَلء فراغ
فارس قره بيت هو من مواليد دمشق 1963 ورئيس قسم الغرافيك والتصميم الداخلي في الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا، وأستاذ في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، ويحمل دكتوراه في فلسفة الفن بتخصص رسوم متحركة
الكاريكاتور
نُشرت أعماله في العديد من الصحف المحلية والعربية مثل تشرين والثورة والكفاح العربي والناقد ومجلة الوسط والأهرام العربي ومجلة كاريكاتير وصحيفة الوطن السورية والراية القطرية والنهار الكويتية، كما نشرت أعماله في مجلة التاريخ الأمريكي وموسوعة الكاريكاتور السياسي عام 1993 وفي كتاب صدر مؤخراً للناشر داريل كاجل في أمريكا أيضاً، كما نُشرت بعض من أعماله في مجلة شتيرن الألمانية عام 2007، واختير من قارة أسيا ممثلاً عن فن الكاريكاتور للمشاركة في ورشة عمل أقامتها اليونيسيف بمناسبة مرور ستين عاماً على تأسيسها في ألمانيا، شارك في العديد من معارض الكاريكاتور في العالم وأقام عدة معارض فردية، صدر له ثلاث مجموعات عن فن الكاريكاتور، نال جوائز عدة من أهمها جائزة نادي دبي للصحافة عن فئة فن الكاريكاتور لعام 2005.
الرسوم المتحركة
قام بإخراج عدة أفلام وشارك بها في المهرجان الدولي لسينما الأطفال في القاهرة سنة 1998 كما شارك في مهرجان الفيل الذهبي في الهند سنة 1999، عمل في مجال رسوم الأطفال و نَشر في العديد من مجلات الأطفال المحلية والعربية مثل ماجد والعربي الصغير وباسم وأحمد وعلاء الدين وأسامة وسامر وتوتة.
صدر له مؤخراً عن دار الأوس مجلد «الأبيض والأسوء»، ويحتوي الكتاب على أربعمائة رسم كاريكاتوري، يتناول فيها المواضيع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في سورية، وهي بعض من نتاجه منذ عام 2003 حتى الآن.
يأتي إصدار هذا المجلد بالتزامن مع المعرض الفني الذي يقيمه فارس قره بيت في صالة الشعب للفنون الجميلة في دمشق بين الحادي عشر والثاني والعشرين من أيار 2008.


الوطن|(بتصرف)

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق