أحمد أبو زينة يحاور متلقي لوحاته بالشكل واللون

31 تشرين الأول 2013

.

تستطيع لوحات الفنان أحمد أبو زينة أن تضعك أمام آفاق واسعة من التأمل بما تمتلكه من حضور قوى للون توازيه في الكثافة الأشكال والحروف بحيث يأتي التضاد اللوني مع الأشكال متمازجاً مع حيوية الخطوط وحريتها ليكون حالة خاصة لهذا المبدع السوري.

وتبدو لك أعمال هذا الفنان في معرضه الذي افتتح أمس بصالة الشعب وكأنها مالات للحلم وتجسيد لخواطر إنسانية عبر خصوصية لونية آسرة تقيم جسورا متينة مع المتلقين ولاسيما أن المساحة الكبيرة للوحات تعطي فسحة إضافية للغوص في شفافية الألوان وروحانية الخطوط التي تكسو القماش بحيث تأتي ضمن تكوينات معمارية أنيقة وصلبة في الوقت ذاته.

وقالت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة في تصريح للصحفيين إن الفنان أبو زينة فنان متميز والاحتفاء به في وطنه واجب علينا جميعاً كما أنه جدير بذلك مضيفة أن التجريدية الواضحة في لوحاته عبرت عن الأسى العميق الذي يعيشه المواطن السوري والأمل الذي يتطلع إليه الفنان في المستقبل.

ودعت مشوح جميع الفنانين التشكيليين إلى المشاركة في معارض الربيع والخريف السنوية التي تقيمها الوزارة فسورية «بحاجة لأبنائها ليعيدوا بناءها فكرياً وثقافياً واجتماعياً واقتصادياً».

وأوضحت وزيرة الثقافة أن الأبواب مشرعة لكل من يود العودة إلى حضن الوطن الأم فسورية لكل أبنائها وخاصة المخلصين منهم الذين يقدمون العطاء بأبدع صوره وهو ما فعله الفنان التشكيلي أحمد أبو زينة عندما قرر العودة إلى الوطن في خضم الأزمة ليكون مع إخوته في العمل وبناء الوطن مشيرة إلى ضرورة تكريم جميع الفنانين المميزين من خلال معرض الخريف السنوي ومن ضمنهم الفنان أحمد أبو زينة.

وفي ختام المعرض كرمت الدكتورة مشوح الفنان أحمد أبو زينة وقلدته شهادة تقدير ورمزاً تذكارياً كما قام الفنان بدوره بإهداء وزارة الثقافة لوحة متميزة من مجموعته الفنية.

الفنان أبو زينة أوضح أن اللون في لوحاته هو المحرض الرئيس لدرجة أنه يبدو معقداً في بعض الأحيان لكنه يعمل فى الوقت ذاته على إثارة المشاعر لدى المشاهدين ولاسيما أنه يضع الألوان على اللوحة مباشرة ويلجأ عادة إلى اللون الصريح ولا يمزج الألوان مع بعضها لانه يبتعد عن فكرة انسجامها مع بعضها وغالبا ما يلجأ غلى حوار الألوان الصريحة على القماش مباشرة.

وأضاف أن المشهد الذي يبحث عنه موجود في ذاكرته وعاطفته وهو عبارة عن أفكار ومشاعر وألوان مأخوذة من الحياة المشرقة والبعيدة عن الكآبة والحزن وكل ما يعكر النفس البشرية متمنيا أن تكون هذه المحاولات في هذا المعرض قادرة على خلق قاعدة صلبة روحانية المشاعر في نفس المتلقين.

وقال أبو زينة: «إن نجاح تجربتي الفنية يعتمد على التوازن وقدرتي على خلق عمل فني ناجح لأن همي في النهاية هو التوجه لقيم الآخرين لوضع علاقة بين التضاد بمفاهيم روحية وواقعية إنسانية ومخاطبتها بألوان ومساحات لونية تصادمية متضادة وممزوجة بواقعية تبسيطية شفافة لخلق حوار حضاري انساني عبر الشكل واللون والحالة الدرامية بينهما».

بدوره قال رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين الدكتور حيدر يازجي: «تتمثل تجربة الفنان أبو زينة بالفترة الاخيرة بأنه مد حقيقي للحداثة ممارسة وفعلاً حيث أنه يؤكد على مسائل عدة في تجربته الملونة وهو خلاصة سنوات طويلة فيها الرسم والحرف وكذلك استفادة واضحة من الغرافيك والإعلان».

ولفت الى أن تميز تجربة هذا الفنان السوري ينبع من كونها تؤكد على لغة الحميميات في التفاصيل لأنها لم تخرج من رحم المكان الذي هو فيه لذلك جاءت خصوصيته اللونية متحركة ومتسارعة ولا تنضوى تحت إيقاع لون واحد بل جملة من الألوان فيها الجرأة والبحث.

وأوضح يازجي أن في هذا المعرض كلاماً كثيراً عبر الألوان التي لملمها أبو زينة ودمجها مع الحروف والخطوط والمستقيمات مشكلاً رحلة لونية مليئة بالدفء والحيوية وخاصة أن مسامات لوحته تتنفس أوكسجين الحياة ولاسيما أنه أجاد في تعامله مع الأشكال والألوان.

من جهتها بينت الفنانة التشكيلية المعاصرة تانيا ولسكي على بروشور المعرض أن السمة البارزة والمميزة للوحات أبو زينة تتمثل فى تعقيد الوانها وتشابك تفاصيلها لدرجة أن أعماله تشبه الزخرفة ذات التصاميم التصويرية المحيرة والتي تأتي كأحجية تبعث في النفس مشاعر الروحانية والحكمة.

وأضافت أن الفنان السورى يختار في أعماله التجريد النقي والهندسة المتناسقة ويركز على جاذبية الألوان النابضة بالحياة التي يشكلها ويعيد تحريكها على امتداد أعماله بأكملها مبدعا ضمن منظومته الذاتية التى تغدو فيها الأشكال التجريدية مفهوماً حسياً وفق أحاسيس بصرية يسخرها لخدمته فاتحا أمامها أفقا من الاحتمالات.

يذكر أن الفنان أبو زينة خريج قسم العمارة في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق عام 1970 أقام العديد من المعارض داخل سورية وخارجها وحاز إلى جانب أربعة فنانين جائزة بينالي الخرافي الدولي الرابع للفن المعاصر الذي شارك فيه تسعون فنانا وفنانة تشكيلية من 17 دولة عربية.


بديع صنيج

سانا

Share/Bookmark

مواضيع ذات صلة:

صور الخبر

أحمد أبو زينة يحاور متلقي لوحاته بالشكل واللون

أحمد أبو زينة يحاور متلقي لوحاته بالشكل واللون

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق