معرض توثيقي لحسين المدرس وأوليفيه سالمون

18 04

حول الفرانسيسكان في حلب

افتتح مساء يوم الأربعاء 14 نيسان 2010 فعاليات معرض الباحثين حسين المدرس وأوليفيه سالمون بعنوان «الفرانسيسكان في حلب» وذلك بمناسبة مرور 800 سنة على تأسيس الرهبنة الفرانسيسكانية في مدينة حلب، وقد تضمن المعرض عدداً من الكتب والمخطوطات والصور القيمة التي تجسد تاريخ الرهبنة في بلاد الشام بشكل عام وفي سورية وحلب بشكل خاص، وذلك كما يقول الباحث الأستاذ حسين المدرس الذي يتابع قائلاً: «إن هذا المعرض هو بمناسبة مرور800 سنة على تأسيس الرهبنة الفرانسيسكانية في العالم والتي بدأت على يد القديس فرانسوا الأرسيزي في إيطاليا، ومن ثم انتشرت إلى بقية أنحاء العالم بما فيها الشرق الذي كان يدعى "المشرق" وقتها. كان هؤلاء الرهبان يعرفون باسم "حراس الأراضي المقدسة" وذلك ضمن فلسطين وكل المناطق التي زارها السيد المسيح حيث قاموا ضمن هذه المناطق ببناء أديرتهم ومدارسهم التعليمية وغيرها».

ويضيف الباحث الأستاذ حسين المدرس بأن دور هؤلاء الرهبان في سورية كان كبيراً جداً حيث قاموا ببناء المدارس والمؤسسات التعليمية والمعاهد، كما كان لديهم في حلب مؤسسة كبيرة وهامة جداً هي «مدرسة الشيباني» والتي أعيد ترميمها حالياً وتم تحويلها إلى مركز نشاطات وفعاليات وإشعاع حضاري في منطقة المدينة القديمة في حلب، كما تم الاحتفال خلال العام الماضي بمناسبة مرور 150 عاماً على نشأة هذه المدرسة. ويتابع الأستاذ حسين: «من أهم الأمور التي قام بها هؤلاء الرهبان في بلاد الشام كان موضوع التعليم حيث كانوا يساهمون في فتح الطريق أمام بقية المدارس الخاصة بالتعليم إضافة إلى قيامهم بعدد من الأعمال الخيرية وجمع التبرعات من الميسورين وصرفها على العملية التعليمية»، ويضيف قائلاً بأن المعرض مقسم إلى عدد من الأقسام منها ما يتحدث عن القديس فرانسيس مؤسس الرهبنة وحياته في كل من الغرب والشرق الذي زاره لاحقاً، أما القسم الثاني فيضم أعمالهم في فلسطين والأديرة التي قاموا بإنشائها وتلك المسؤولين عنها مثل كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم بالتناوب مع بقية الطوائف المسيحية؛ ويحوي القسم الثالث إنجازاتهم في مدينة حلب مثل مدرستي الشيباني والرم، كما يضم المعرض ـكما يقول الأستاذ حسين- عدداً من المؤلفات التي قدموها مثل المعاجم ومعلومات عن الشرق وسورية: «إن جزءاً كبيراً من المعلومات الموجودة هنا تمثل أجزاء من الكتاب الذي نعمل عليه أنا والسيد أوليفيه يتحدث عن الفرانسيسكان في مدينة حلب والدور الذي لعبوه في نشر العلم والثقافة حيث سيصدر هذا الكتاب في أواخر العام القادم».

ويعتبر هذا الكتاب جزءاً من مجموعة مؤلفات وكتب يعمل عليها الباحثان منذ ما يزيد عن خمسة سنوات ضمن مشروع سلسلة «حلب في أدب الرحالة الأجانب» حيث يقول الأستاذ حسين المدرس عن هذا الموضوع: «نعمل أنا وأوليفيه سالمون ضمن مشروع قائم منذ عام 2006 على مشروع سلسلة من الكتب تتحدث عن سورية من خلال أدب الرحالة الأوروبيين وتحديداً مدينة حلب وكيف تم توصيف هذه المدينة من خلال أدب هؤلاء الرحالة. نحاول نحن توصيف هذه المدينة وما كتب عن سورية ومدينة حلب وبلاد الشام بشكل عام وما كتبه الرحالة من وصف وما شابه ذلك. وهذه التجربة المشتركة بيننا هي تجربة التقاء الشرق والغرب حيث إن هذا المشروع هو إبراز لما كتبه الأجانب عن سورية».

من جهته يقول الأب جورج أبو خازن رئيس طائفة اللاتين في حلب بأن هذا المعرض يأتي في سياق ذكرى مرور 800 سنة على تأسيس الرهبنة الفرانسيسكانية في العالم حيث يتابع قائلاً: «تم الاعتراف بهذه الرهبنة في العام 1209 حيث تم إرسال الرهبان ليعيشوا في منطقة الشرق الأوسط مع الأديان الأخرى الموجودة فيها انطلاقاً من رغبة مؤسس هذه الرهبة وهو مار فرانسيس في التعايش السلمي ونبذ الحروب. وعندما وصل هؤلاء الرهبان إلى بلاد الشام في العام 1219، طلبوا الملك الكامل بمصر الإذن للتواجد في الشرق والأماكن المقدسة ومن ذاك الوقت ونحن موجودون هنا بصورة مسالمة وكان لنا دور كبير ثقافي ضمن هذه المنطقة». ويضيف بأن الهدف من هذا المؤتمر هو العودة لتاريخ الوطن الذي تشكل الرهبنة الفرانسيسكانية جزءاً صغيراً منه.

والتقينا من الزائرين الباحث الدكتور محمود حريتاني الذي أشار إلى أهمية المعرض التي تكمن في أنه يشكل ملحقاً للندوة الخاصة بتاريخ الفرانسيسكان التي ستجري لاحقاً مضيفاً بأن كل الباحثين والمشاركين في الندوة ستتسنى لهم الفرصة للاطلاع على المعلومات التي وردت في المعرض حيث يضيف قائلاً: «إن المعرض عملياً يوضح فكرة الندوة، كما أن الندوة أيضاً ستوضح فائدة المؤتمر، وبالتالي الطرفان متلازمان».

يذكر بأن المعرض سيترافق مع مؤتمر خلال الفترة ما بين 15-17 نيسان الحالي بعنوان «800 عاماً ومازال فرانسيس حياً فينا» سيتم التطرق فيه إلى دور الرهبان الفرانسيسكان في بلاد الشام وذلك بحضور مفتي الجمهورية العربية السورية وعدد من الباحثين والأساتذة والمهتمين.

أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

جانب من حفل افتتاح المعرض التوثيقي الفرانسيسكان في حلب	حضور كثيف في حفل افتتاح المعرض التوثيقي للباحثين حسين المدرس وأوليفييه سلمون	جانب من الحضور في معرض الفرانسيسكان في حلب

بقية الصور..