أول أمسية موسيقية للثقافي الأمريكي منذ أربع سنوات في حلب: من الجاز إلى الحجاز

27 03

بعد أربع سنوات من الغياب، عادت نشاطات المركز الثقافي الأمريكي إلى مدينة حلب وذلك من خلال الأمسية الموسيقية التي قدمها رباعي «كريس بايرز» الموسيقي، وذلك مساء يوم الأربعاء 24 آذار 2010 على مسرح دار التربية الثقافية.

وقدم الرباعي الموسيقي عدداً من المقطوعات الموسيقية التي تنتمي إلى نمط موسيقى الجاز من بينها مقطوعتان موسيقيتان عربيتا الأصل هما «بالي معاك» و«البنت الشلبية»، واللتان تم إعادة توزيعهما موسيقياً وقدمتا بأسلوب موسيقى الجاز حيث لاقت هاتان المقطوعتان بالتوزيع الجديد استحسان الحاضرين الذي تجلى في التصفيق الشديد في نهايتيهما.

أما مفاجأة الحفل فقد تمثلت في قيام الرباعي الأمريكي بتقديم مقطوعة موسيقية مع عدد من الشباب السوريين عبروا عنها بالقول بأنها «من الجاز.. إلى الحجاز» حيث كان فيها تناغم موسيقي جميل ما بين الموسيقى الغربية الممثلة بموسيقى الجاز والموسيقى الشرقية العربية التي تمثلت بعزف مقام الحجاز الموسيقي، حيث تمت تأدية المقطوعة الارتجالية ضمن الحفلة انطلاقاً من اللقاء الذي تم بين الشباب والفرقة قبل عدة ساعات ضمن ورشة عمل أجراها الفريق في معهد صباح فخري (المعهد العربي للموسيقى سابقاً) التابع لوزارة الثقافة.

عودة إلى الأمسية:
«اكتشف سورية» التقى في البداية السيد عبد الرؤوف عدوان الأخصائي في الشؤون الثقافية بالمركز الثقافي الأمريكي، ومنسق البرامج الإنكليزية في سورية والذي قال لنا عن الأمسية: «كانت أمسية اليوم جزءاً من برنامج حفلات خاصة بالفرقة شمل جولة في عدد من المحافظات السورية هي حلب، حمص، اللاذقية، والتي تأتي ضمن توجهات القسم الثقافي في السفارة المتمثل بالتوجه إلى المحافظات السورية الأخرى وخصوصاً حلب بعد أن كانت أغلب نشاطات المركز الثقافي الأمريكي تتم في دمشق».

ويضيف بأن النشاط الأخير الذي تم في حلب كان في العام 2006، ويختتم قوله بأن الفكرة جاءت من قبل السيدة تريسي روبرت باوندز مديرة العلاقات الإعلامية والثقافية في السفارة والتي اقترحت القيام بالجولة.


رباعي كريس بايرز في حلب

من جهتها تقول السيدة تريسي باوندز صاحبة فكرة التواجد في باقي المحافظات السورية بأنها مسرورة لوجودها في مدينة حلب بعد ابتعاد القسم الثقافي الأمريكي عنها لفترة ليست بالقصيرة مضيفة بأن هناك عدداً من الأنشطة المتنوعة ستتم مستقبلاً في مدينة حلب حيث تختم بالقول: «نخطط خلال الفترة القادمة للتواجد بشكل أكبر في مدينة حلب. الهدف من هذه الجولة كان أن نتعلم المزيد عن السوريين، ويتعلم السوريون أيضاً المزيد عنا، نأمل القيام بالمزيد من النشاطات خارج نطاق العاصمة دمشق وخصوصاً في مدينة حلب وذلك نظراً لأن استجابة الناس وردة فعلهم لما قدمناه كانت إيجابية جداً، كما أننا قدمنا ورشتي عمل في كل من مدينتي حمص وحلب الأمر الذي جعل تجربة الأمسيات هذه أكثر غنى وفائدة للمدن التي زرناها».

أما عن ورشة العمل التي أقيمت ما بين الرباعي الموسيقي والموسيقيين الشباب فيقول عنها الشاب باسل حريري أحد الذين حضروا الورشة وشاركوا الفرقة في العزف على المسرح: «سمعنا عن إقامة ورشة العمل هذه فقررنا الحضور والتواجد والاستفادة من خبرة هذا الرباعي في مجال موسيقى الجاز. ضمن الورشة، قدم الرباعي ما لديه وقدمنا نحن ما لدينا حيث تفاجؤوا بالمستوى المرتفع لدينا، وطلبوا منا نتيجة لذلك أن نشاركهم العزف في الأمسية الموسيقية اليوم والقيام بعزف مقطوعة مشتركة».

ويضيف بأنه تم خلال الورشة أيضاً التحضير لما تم تقديمه اليوم، وتم التدرب على المقطوعة لفترة بسيطة حيث يضيف قائلاً: «مثلت هذه المقطوعة حواراً بين موسيقى الجاز الغربية ومقام الحجاز الشرقي، وهو الحوار الذي وصفوه هم بالقول بأنه حوار تم ما بين دولة عمرها 250 عاماً فقط هي الولايات المتحدة، ودولة ذات تاريخ عريق هي سورية».


جاز وحجاز في حلب

هذا الحوار يعبر عنه السيد كريس بايرز العازف في الرباعي الموسيقي بأنه جاء انطلاقاً من حب جميع المشاركين في المقطوعة للموسيقى حيث يتابع بالقول: «قمنا بورشة عمل مع هؤلاء الشباب وعزفنا لهم وعزفوا لنا. ولما رأينا عزفهم سألناهم: لم لا تعزفون معنا؟ بعد ذلك تدربنا على المعزوفة الارتجالية في الورشة قليلاً حيث حصلنا على فكرة حول عما ستكون عليه المقطوعة وكيف ستكون التجربة».

ويضيف بأن تجربة العزف مع شباب سوريين ضمن الأمسية الموسيقية سبق وأن قام بها الرباعي في مدينة دمشق في الماضي مضيفاً بأنها حلب هي المدينة الثانية التي تشهد هذا الأمر.

وكان الرباعي زار سورية مرتين سابقتين، الأولى كانت في نيسان والثانية في تشرين الأول من العام الماضي حيث يقول السيد كريس عن هذا الموضوع: «عندما تذهب لعاصمة أي بلد، فأنت تتعرف على المدينة. أما عندما تذهب إلى مدن أخرى بخلاف العاصمة، فأنت تتعرف عندها على كامل البلاد. من خلال زيارتنا لكل من حلب وحمص واللاذقية فإننا تعلمنا المزيد عن سورية لأنها مؤلفة من هذه المدن، ووجدنا أن هذه المدن مهتمة بموسيقى الجاز مثلها مثل العاصمة دمشق. كما رأينا كيف أنهم يستمتعون بالموسيقى التي نقدمها ويتجاوبون معها».

وبعيداً عن الموسيقى، كان سؤالنا حول ما سيقوله لأصدقائه وأقاربه في الولايات المتحدة الأمريكية حول زيارته إلى سورية الأمر الذي أجاب عليه بالقول: «إذا ما أردت وصف سورية للأمريكيين فإنني سأتحدث عن الشعب السوري الذي استضافنا وأكرمنا. سأتحدث عن التاريخ السوري العريق، وسأقول بأن هناك الكثير لنتعلمه من سورية لأن الحضارة السورية أقدم من حضارتنا بعشرة أضعاف. كما سأقول أيضاً بأن هناك الكثير من الأمور المشتركة ما بين الشعبين».


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق

عبدالرؤوف عدوان:

أشكر الأستاذ الصحفي المحترف احمد بيطار على عرضة الموجز الهام والذي ينم على الخبرة في الاختزال وتقديم ماهو ثمين وقيِمٌ وموضوعي للقراء. وإنني افتخر بالمستوى الرفيع لأساتذة وطلاب معهد صباح فخري للموسيقى في حلب والمعهد العالي للموسيق في دمشق، ومعهد صلحي الوادي في دمشق. واقف طويلاً لأشيد بجهود الدكتور معاوية عميد كلية التربية الموسيقية في جامعة البعث بحمص على النخبة من الطلاب التي يقوم برفدهم بدعم معنوي ليقدموا ارقى انواع الجاز الشرقي وغيره من الموسيقى الشرقية والغربية. لقد دهشت فرقة رباعي كريس بايرز للجاز لوجود هذه المستويات الراقية من طلابنا الذين سينافسوا الكثيرين في العالم ليصلوا إلى أعلى القمم في مجال الموسيقى الشرقية السورية الأصيلة.

بلاد العرب أوطاني
عبدالرؤوف عدوان

الجمهورية العربية السورية

الجمهورية العربية السورية