حلب تبحث عن الفرح على طريقة ذا فويس
17 تشرين الأول 2015
.
بعيداً عن ضجيج الإعلام اللاهث خلف أخبار المعارك والاشتباكات والموت، وعلى مسرح صغير في مدينة تعدّ بين «الأخطر في العالم»، يتنافس 22 مغنياً شابا للظفر بلقب «ذا فويس حلب»، الذي افتتح هذا العام موسمه الثاني ضمن إمكانيات محدودة.
لم يسمع كثيرون بـ «ذا فويس حلب» بسبب عدم تبنّي أيّ محطة سورية للبرنامج. لكنّ منظمّيه مصرّون على المضي بمبادرتهم للعام الثاني، تأكيداً على «استمرار الحياة» في المدينة.
ويوضح وديع سعود رئيس اللجنة المنظمة للبرنامج في حديث لـ «السفير» أنَّ فكرته انطلقت العام الماضي، بالاتفاق مع مطرانية الأرمن الكاثوليك في المدينة، بهدف منح فرصة للأصوات الجميلة.
وقدّمت النسخة الأولى على نطاق ضيق، وضمن مشاركة محدودة، لكنّها حظيت بنجاح كبير، ما دفع المنظّمين لإطلاق نسخة ثانية «أكثر شمولية، إذ فتح باب الاشتراك في البرنامج لكل من يرغب في المدينة، على عكس النسخة الأولى التي انحصرت بالأخويات»، بحسب سعود.
ويضيف: «لا جوائز قيمة في البرنامج، كما لم نتلقَّ دعماً من أيّ جهة، ما نقدمه للفائز هو أغنية من ألحان الملحن السوري سمير كويفاتي».
تقدّم «حلقات» المسابقة على مسرح نقابة الفنانين في حلب الذي لا يتسع لأكثر من 650 مقعداً، وتحاكي برنامج «ذا فويس» الشهير، بالمراحل ذاتها، وطريقة انتقاء الأصوات ذاتها، لكن مع فرق بسيط بنوعيّة الإنتاج.
فالكرسي على مسرح «ذا فويس حلب» لا يستدير من تلقاء نفسه، وإنما هو كرسي بسيط يقوم أعضاء اللجنة بتحريكه ليدور، إضافة إلى الفروق الكبيرة في نوعية المسرح، والإضاءة والتجهيزات.
كل هذا لم يجعل من النسخة الحلبيّة سيئة، فالأصوات الجميلة المشاركة في البرنامج طغت وتمكّنت من تغطية معظم العيوب والنواقص.
باستثناء بعض التقارير حول مسابقة «ذا فويس حلب» على الفضائيّة السوريّة، لم يحظَ البرنامج بإضاءة إعلاميّة كبيرة.
اعتمد المنظّمون على بعض الملصقات الطرقية إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للإعلان.
شارك في هذا الموسم 25 مشتركاً، إلا أنّ ثلاثة منهم انسحبوا بسبب سفرهم خارج البلاد.
رغم ذلك استمر العمل على البرنامج، وبالفعل وصلنا إلى المرحلة النهائية.
واستعاضت اللجنة المنظمة عن فكرة التصويت عبر الموبايل، بالتصويت من قبل الجمهور الحاضر في المسرح، عن طريق انتخابات تشرف عليها لجنة مختصّة، ويحضّرها مندوبون عن كلّ مرشح للفوز، إذ يجري فرز الأصوات في غرفة سرية موجودة في كواليس المسرح.
وكالنسخ العالمية والعربيّة من البرنامج، يجلس أربعة أعضاء للجنة التحكيم على مقاعدهم، ووجههم للجمهور.
ويتوّلى المهمّة نقيب الفنانين في حلب عبد الحليم حريري، والفنانين كابي جابو، وشادي نجار، ورنا معوض، ويقومون بالاستدارة للأصوات الجميلة، ليتم بعدها تحديد الفرق.
جذبت صفحة البرنامج على «فايسبوك» اهتمام نحو 8 آلاف معجب، وتقوم بشكل دوري برفع مقاطع مصوّرة للمشاركين، ولبعض أغنياتهم، وتقدّم موجزاً مفصلاً عن كل مرحلة.
يقول العضو في لجنة التحكيم عبد الحليم حريري لـ «السفير» إنّ «البرنامج رغم إمكانياته الضعيفة استطاع أن يقدم الرسالة المرجوة منه، واستطاع أن يهزم الموت.
لدي في فريقي صوتين من أجمل الأصوات في العالم، سيغدون نجوما في المستقبل».
لم يحصل القائمون على البرنامج على أي تصريح يسمح لهم باستعمال اسم وأسلوب البرنامج، إلا أن سؤالهم عن هذا الأمر يدفعهم للضحك: «فليأتِ صاحب البرنامج ويقوم بتنفيذ نسخة في حلب إن شاء وسندعمه، ما نفعله لا يحتاج إلى ترخيص، نحن نزرع الأمل، ونؤكد أن هذه المدينة مستمرة في الحياة، مقاومة للموت، وستبقى دائماً مدينة للطرب».
ومن المقرَّر أن تنظّم «الحلقة الأخيرة» من البرنامج الأربعاء القادم، إذ سيحدّد «ذا فويس حلب» في النسخة الثانية، وكان قد حصد اللقب العام الماضي الشاب الحلبي عبود أكوب.
علاء حلبي
assafir.com