اختتام فعاليات المهرجان المسرحي الشبيبي الثامن والعشرين في حلب

2010/24/03

اختتم مساء يوم الثلاثاء 23 آذار 2010 فعاليات المهرجان المسرحي الشبيبي الثامن والعشرين في مدينة حلب والذي أقيم خلال الفترة 15-19 آذار 2010، حيث تضمن يوم الثلاثاء إعلان نتائج الفرق المسرحية المشاركة في المهرجان.

وتضمن المهرجان المسرحي 7 أعمال مسرحية مقدمة من قبل 5 روابط شبيبية في مدينة حلب إضافة إلى عرض قدمته مدرسة المناشط الشبيبية. وقد تم عرض عدد من النصوص لكتاب كبار أمثال الكاتب وليد إخلاصي الذي تم عرض عرضين مسرحيين مستمدين من تأليفه، الأول بعنوان «الصراط»، أما الثاني فكان «الجنون متأخراً»، في حين تم عرض عمل للكاتب الكبير محمد الماغوط بعنوان «المهرج».

ولم ترق مستوى العروض المقدمة إلى تطلعات لجنة التحكيم حيث يقول الدكتور وانيس باندك رئيس لجنة التحكيم في المهرجان عن مستوى العروض المقدمة هذا العام: «في الواقع، فإن مستوى العروض هذا العام لم يكن على القدر المتوقع منها. صحيح أن هناك عروضاً لا بأس بها، ولكن هناك تدنياً في مستوى العروض بشكل عام».

ويضيف الدكتور باندك، الكاتب المسرحي والمخرج ومدير المسرح المدرسي، بأن سبب هذا الضعف يعود في أحد وجوهه إلى تراجع مستوى الممثلين والفنانين المتواجدين في هذه العروض مضيفاً بأن العديد من المؤسسين لهذا المسرح والمساهمين فيه تخلوا عنه بمجرد أن لاحت لهم فرصة أفضل في مكان آخر حيث يتابع بالقول: «من الطبيعي أن يسعى الإنسان لمجالات أفضل، ولكن من الخطأ ترك المسرح الشبيبي أيضاً. برأيي أنه كان يجب عليهم التوفيق ما بين المسرح الشبيبي ومجالات عملهم الأخرى التي أتيحت لهم».

ويضيف بأن النصوص المقدمة هذا العام كانت نصوصاً كبيرة إنما المعالجة الإخراجية لها لم تكن بالمستوى المتوقع حيث يتابع قائلاً: «للمخرج دور كبير في إنجاح العمل المسرحي، فقد يقع بين يديه نص عظيم فيقوم بتحويله إلى نص صغير، أو قد يحدث العكس ويكون عنده نص صغير فيحوله إلى عمل مسرحي كبير. كما أن للمخرج دوراً إضافياً يتمثل في إعداده للكادر التمثيلي المشارك في العمل حيث لم تكن عملية إعداد الممثلين المشاركين في الأعمال المقدمة جيدة للأسف».

ويضيف بأنه تم تقديم عملين للكاتب الكبير وليد إخلاصي هذا العام أحدهما كان جيد المعالجة فيما لم يكن الآخر كذلك لأن مخرج هذا النص كان صاحب تجربة بسيطة جداً، ويتابع: «ما يجب القيام به لإعادة المهرجان لألقه هو أن يعاد النظر بموضوع الاهتمام بالمسرح بشكل عام في اتحاد شبيبة الثورة، وتحديد أسباب التراجع بشكل موضوعي. لا يكفي أن نقوم بإطلاق بضع كلمات فيما يخص هذا الموضوع، بل يجب أن نعد دراسة كاملة وواسعة حول هذا الأمر. النوايا الطيبة لا تكفي لتقديم مسرح شبيبي ناجح، بل يجب توافر كل الإمكانيات الضرورية من معنوية ومادية وتشجيعية حتى ينهض هذا المسرح وإلا سيتراجع أكثر وقد ينتهي ويختفي إلى الأبد».

أعمال ضعيفة إخراجياً:
المخرج المسرحي والتلفزيوني حسام حمود يقول بأن الضعف في عروض هذا العام إنما يعود إلى الناحية الإخراجية في مجمله حيث يضيف قائلا: «شاركت قبل عدد من السنوات في المهرجان وقبل احترافي للإخراج المسرحي. رأيي في عروض المهرجان هذا العام أن هناك ضعفاً في الناحية الإخراجية حيث لم تكن هناك رؤية مثالية وكافية للأعمال المطروحة، إضافة إلى عدم قيام المخرج بالبحث والقراءة والمثابرة لتقديم هذا العمل بشكل ناجح. بمعنى آخر، إن الأعمال التي تقدم حتى وإن كانت لكتاب كبار، هي أعمال قدمت مسرحياً من زمن بعيد وعلى مدار العشرين عاماً الماضية حيث كان يجب اختيار أعمال جديدة لعرضها بدل الدخول في مغامرة المقارنة والتي لم تكن في صالحهم قطعاً للأسف».

ويتابع بالقول بأنه يعتب على مخرجي العروض المسرحية هذا العام وذلك لعدم قيامهم بالعمل والتحضير بشكل كافي مع أداتهم الأساسية في العمل المسرحي وهي «الممثل» حيث يعلق على هذه النقطة بالقول: «لا أقصد بكلامي هنا مخرجاً محدداً أو عملاً معيناً وإنما أتحدث هنا بكلام عام. لم يعمل أي من المخرجين المشاركين في المهرجان على الممثل من ناحية الحركة المسرحية على الأقل، إضافة إلى أنه كان هناك ضعف كبير في موضوع الرؤية البصرية وعملية تحليل النص بالنسبة لكل الأعمال تقريباً».

ويضيف بأن هناك عدداً من العوامل التي أدت إلى تراجع مهرجان الشبيبة فنياً تبدأ من اختيار الممثل وتنتهي بالمخرج حيث يعلق على هذه النقطة بالقول: «عند عملية اختيار مخرج محدد لعمل مسرحي ما، فإنه يجب علينا أن نسأل أنفسنا السؤال التالي: هل للمخرج خبرة أو كان قد أخرج سابقاً عملاً ما أو خضع لدورات إخراج؟ أعلم أننا نحن في الشبيبة مخرجون هواة، ولكن عندما آتي بمخرج إلى هؤلاء الممثلين الهواة، فإنه يجب أن يكون على درجة من الخبرة ليقدم العمل المسرحي بالشكل الذي يليق به. برأيي أن مهرجان الشبيبة أصبح مكاناً للتجارب وهذا الأمر ليس خطأ ولكن برأيي أنه عندما أقوم بعملية التجربة، يجب أن يكون لدي على الأقل بعض الخبرة وأتحدث هنا عن الناحية الإخراجية وبشكل عام».

ويتابع بأنه من الأعمال التي لفتت نظره كان عمل «إيقاعات متبقية» والذي يقول بأنه امتلك صدىً مغايراً لبقية العروض، إنما وقع بعدد من الهفوات التي لا يعرف لها سبباً، حيث يقول: «كان مهرجان الشبيبة في الماضي مهرجاناً له وزنه وتاريخه حيث كنا نقدم في المهرجان ما بين 14 إلى 16 عملاً مسرحياً ضمن المهرجان الواحد، أما حالياً فهي فقط ستة أو سبعة أعمال وليست على هذا القدر من الأهمية».

ويتابع بالقول بأنه لكي يعود المسرح الشبيبي لمستواه فإنه يجب القيام بنهضة مؤسساتية كاملة وشاملة له يعدد أسسها بالقول: «يجب إعادة التفكير بهذا المهرجان وتقديم رؤية جديدة له ومنطلق آخر لأجله، كما يجب التحضير له عبر كامل السنة مع توفير الميزانية المناسبة واللازمة لإنجاحه. كما يجب انتقاء الأعمال بشكل مناسب ومتابعة هذه الأعمال من قبل لجان مختصة منذ بداية التحضير له حتى عرضه. كما يجب أيضاً أن يتم القيام بعروض جماهيرية قبل عرضها على لجان التحكيم ما يؤدي إلى تلافي الأخطاء التي قد تقع فيها هذه المسرحيات وتحسين مستواها مع مرور الوقت».

من جهته يقول السيد غسان مكانسي مدير المهرجان بأننا يجب أن ننظر إلى الجانب الإيجابي في المهرجان والمتمثل في تخريجه لعدد من المواهب المسرحية المتميزة الشابة حيث يضيف قائلاً: «نحن نصقل مواهب شابة ونقدم مواهب للوطن. إذا حصلنا على موهبتين حقيقيتين في كل مهرجان، فإننا نكون قد حققنا إنجازاً. هناك العديد من الممثلين السوريين المعروفين انطلقوا في الأصل من المسرح الشبيبي، وهناك حالياً الكثير من المواهب الجميلة والمميزة ولكن بحاجة إلى عمل وصقل لكي تبرز أكثر على اعتبار أن الموهبة لوحدها لا تكفي».

ويضيف بأنه لا يمكن مقارنة المهرجانات الشبيبية مع بعضها البعض على اعتبار أن الشبيبة مثل «النهر المتدفق» كما يقول، ويتغير كامل الجيل مع كل مهرجان جديد يأتي، مضيفاً بأن العروض المسرحية التي قدمت في هذا المهرجان كانت فعلاً أقل من المتوقع كما صرح أغلب متابعي المهرجان إنما قد يعود السبب برأيه إلى تقاطع توقيت المهرجان مع الانتخابات المركزية والفرعية حيث يضيف قائلاً: «كانت معظم الأعمال المسرحية أقل بكثير من النص الذي قدمته. برأيي أن تبني هؤلاء الشباب لنصوص كتاب كبار مثل الكاتب وليد إخلاصي كان فيه نوع من المغامرة التي تعبر عن روح الشباب. بالنسبة لي كمخرج محترف، فقد أفكر كثيراً قبل أن أقرر إخراج عمل للكاتب الكبير وليد إخلاصي، أما الشباب فلديهم من روح المغامرة والرغبة في اقتحام المجهول ما يكفي لإقدامهم على تلك الخطوة، ولكن المغامرة قد لا تكون ناجحة دوماً».


لجنة التحكيم أثناء إعلان النتائج

ويضيف بأن شاهد الأستاذ وليد إخلاصي يتابع العروض التي قدمت بناء على رواياته، ورآه ينهض بعد العمل ليصافح القائمين عليه في بادرة أثرت به كثيراً والسبب كما يقول: «ما أثر في بشكل كبير هو رؤيتي للأستاذ وليد يصافح هؤلاء الفتية ويمدح محاولاتهم وتجربتهم البسيطة برغم كل تحفظاته على العمل. هذا الأمر قدم لهم حس مسؤولية كبيراً وجعلهم يفكرون بما سيقدمونه من أعمال مستقبلاً الأمر الذي ترك أثراً كبيراً في نفسي لن يمحى بسهولة».

ويضيف بأنه حزين لوضع المسرح في مدينة حلب بشكل عام وليس المسرح الشبيبي فحسب، حيث يقول بأن المسرح الشبيبي برغم كل نقط ضعفه هو المسرح الوحيد الباقي على الساحة في مدينة حلب حالياً ويتابع بالقول: «لا يوجد في المدينة مسرح عمالي أو خاص بنقابة الفنانين أو حتى مسرح جامعي. لو كانت مثل هذه المسارح موجودة لكان هؤلاء الفتية قد صقلوا موهبتهم من خلال مراقبة العروض التي تقدم فيها. ولكن حلب للأسف فقيرة جداً في مجال المسرح، أنا مثلا مخرج مسرحي محترف ومهتم بالمسرح إلا أنه طول السنة لا نجد إلا عملاً أو عملين مسرحيين. يجب أن يرافق الحالة الإبداعية حالة تثقيفية تتشكل عن طريق القراءة والمشاهدة والمتابعة. وبسبب ما سبق، لا أريد أن أحمل رفاقنا الشبيبيين الصغار عبء تراجع مستوى المسرح خصوصاً وأن الأعمال التي تعرض في مدينة حلب تنتمي إلى طابع المسرح التجاري ولا تقدم للشاب أي قيمة مضافة».

يذكر بأن الأعمال التي فازت في المهرجان كانت: «مقعد بحري»، «الصراط»، و«مغارة الحظ». أما عمر المهرجان المسرحي في مدينة حلب فيعود إلى العام 1983 حيث شهد هذا المسرح تخريج العديد من الممثلين والمخرجين المتميزين على مدار العقود الثلاثة الماضية.

أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من فعاليات المهرجان المسرحي الشبيبي في حلب

من فعاليات المهرجان الشبيبي المسرحي في حلب

من فعاليات المهرجان الشبيبي المسرحي في حلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

معجب بالمسرح:

رغم كل الامكانات المتواضعة بس مهرجان متميز بحاجة لدعم مجلس المدينة والسيد المحافظ حتى يزداد تألقا .. شكرا لفرع الشبيبة على هذا المهرجان الحلو

حلب

حلب