محمد إقبال الشاعر الباكستاني والفيلسوف والمتصوف

05/19/2010

محاضرة للباحث محمد هلال دملخي في نادي التمثيل العربي بحلب

تحت عنوان «إقبال الشاعر والفيلسوف والمفكر» ألقى الباحث محمد هلال دملخي في نادي التمثيل العربي للآداب والفنون، محاضرة تناول فيها هذا الشاعر والفيلسوف والمفكر، مشيراً إلى كيفية خوضه بحور الشعر، وتنزهه في دروب الفلسفة والفكر والتصوف والسياسة وغيرها، وذلك عبر محاور ستة حملت عناوين: حياة إقبال وسيرته الذاتية، إقبال الطالب، إقبال الشاعر، إقبال الفيلسوف، إقبال المتصوف، وإقبال المفكر.

وقد بدأ الباحث دملخي محاضرته بعرض صور فوتوغرافية عن حياة إقبال وعائلته وأساتذته، تعرّض بعدها بالشرح المفصّل لحياته ودراسته وفلسفته وفكره، مشيراً في البداية إلى سيرته الذاتية، مؤكداً أن موطنه الأصلي هو كشمير، نزح إلى سيالكوت العاصمة التاريخية لولاية البنجاب، وولدته أمه إمام بيبي في 3 ذي القعدة سنة 1294 للهجرة الموافق 9 تشرين الثاني عام 1877 للميلاد، تزوج في حياته ثلاث مرات، وله من الأولاد ولد وبنت.

كما تحدث عن دراسته القانون وحصوله على الإجازة فيه من جامعة لندن عام 1905 ثم الدكتوراه في الفلسفة من جامعة ميونخ بألمانيا عام 1907، مشيراً إلى أن موضوع رسالته كان بعنوان «تطور الفلسفة الميتافيزيقية في بلاد فارس» مؤكداً أنه لم يشغف بالقانون إذ كان حب الأدب لديه طاغياً على نفسه منذ الصغر.


الباحث محمد هلال دملخي

ثم انتقل المحاضر إلى محور «إقبال الشاعر»، مشيراً إلى أن إقبال ولد شاعراً، إذ بدأ ينظم الشعر منذ حداثته ويمكننا أن نعده أعظم شاعر إسلامي وثوري في العصر الحاضر، وقد صدر له أكثر من عشر مجموعات شعرية إلى جانب الكتب الفلسفية والإصلاحية والخطب والرسائل، ومن مجموعاته الشعرية: «بانك دارا»، «بيام مشرق»، «جاويد نامة»، «أرفعان حجاز»، «زبور عجم»، وغيرها.

وفي حديثه عن «إقبال الفيلسوف»، أوضح الباحث أن فلسفة إقبال تستند إلى مبادئ الإسلام الذي هو في نظره عقيدة عالمية حية تؤهل الأفراد والأمم في هذا العالم إلى اعتناق أسس روحية يمكن أن يشيد عليها بناء جديد ينسجم مع آراء العصر الحديث. وأنه كان يفضّل مفكرين وفلاسفة من أمثال برجسون ونيتشه وكانت وأفلاطون.

وعن «إقبال المتصوف»، أشار إلى أن تصوف إقبال كان نقيض ما اعتاده الناس من أن التصوف زهد وإعراض عن الدنيا، فلديه أن ما من حافز إلى العمل للحياة أقوى من هذا الحافز في أعماق الضمير، فهو إذن يرفض الحياة الصغيرة في سبيل الحياة الكبيرة أو يرفض المطامع والشهوات في سبيل المثل الأعلى والطموح الأرفع.

وفيما يتعلق بإقبال «المفكر» فقد تحدث الباحث في هذا المحور بالقول: «لإقبال أفكار ونظريات فلسفية جديرة بأن يعطيها الباحثون أهميتها في الدراسة والتمحيص، مؤكداً أن إقبال كان مفكراً إسلامياً وأنه كان مؤمناً بدينه وبرسالته الإنسانية وهو المنبع الأول الذي استقى منه مبادئ تفكيره ومصادره الروحية»، وقد عبر إقبال عن رأيه القاطع في هذه القضية بالقول: «كل من يدعو إلى التفرقة بين البشر بسبب اللون أو الجنس سوف يهلك».

واختتم الباحث محاضرته بالحديث عن وفاة إقبال مشيراً إلى أنه توفي يوم 21 نيسان من عام 1938 عن عمر ناهز واحداً وستين عاماً، قضاها بالعطاءات والمجهودات الكبيرة في سبيل الإسلام والعلم والفلسفة والدين، وقد كان يوم وفاته يوماً مشهوداً في تاريخ هذه البلاد ويوماً مشهوداً في تاريخ الأدب والفلسفة.

بيانكا ماضيّة - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

اسمك

الدولة

التعليق