أساتذة مركز الفنون التشكيلية في حلب يعرضون لوحاتهم أمام طلابهم

13 أيار 2010

افتتح مساء يوم الاثنين 10 أيار 2010 معرض الفن التشكيلي لمدرسي مركز الفنون التشكيلية التابع لمديرية الثقافة في حلب ضمن صالة المركز وهي صالة تشرين للفنون الجميلة. وقد ضم المعرض لوحات للسادة الأساتذة محمود محايري، محمد سعيد، أحمد يوسف، حسام يوسف، محمود الساجر، ووليد قصاص، إضافة إلى لوحات لفن الخط للخطاط هيثم سلمو، ومنحوتات للنحات ماجد خليل.

«اكتشف سورية» رصد آراء الفنانين المشاركين في إقامة هذا المعرض، حيث كانت البداية مع الفنان التشكيلي أحمد يوسف والذي قال لنا أن أهمية المعرض تكمن بالدرجة الأولى في إتاحة الفرصة للطلاب لرؤية الأعمال الفنية الخاصة بالأساتذة الذين يدرسونهم ضمن المعهد، كما أنها فرصة في الوقت ذاته للناس لرؤية رسومات تشكيلية تنتمي إلى عدة مدارس في الوقت نفسه: «بالنسبة لما قدمته أنا مثلاً، نجد سبع لوحات ينتمي معظمها إلى نمط "التعبيرية المائلة للتجريد" وهو النمط الذي أميل له حالياً، كما أن هناك لوحتين رسمت الأولى في العام 2002 والثانية في العام 2005، وهي لا تنتمي إلى المدرسة التي ذكرتها إلا أنني قررت وضعها مع اللوحات اليوم».

وقد اختار الفنان أحمد يوسف الفن التعبيري المائل للتجريد لإحساسه بأن هذا الفن هو قريب منه للغاية مضيفاً بأنه مهما كان النمط التشكيلي الذي يختاره الفنان فإن عليه امتلاك الأدوات الأساسية للرسم كاللوحة والخط واللون والتمكن منها بشكل صحيح قبل اختيار المدرسة التي يريد الرسم ضمنها .


من أعمال الفنان أحمد يوسف

وقد قضى الأستاذ أحمد يوسف فترة خمس سنوات كمدرس للفنون التشكيلية في صالة تشرين ويقول عن ذلك أن الحركة الفنية في مدينة حلب كانت شبه هادئة خلال السنوات الماضية إلا أن ما جعلها تتحرك مؤخراً هو إحداث كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في جامعة حلب ويتابع: «المركز الموجود هنا مؤسس منذ سنوات، ولكن وجود وإحداث هذه الكلية زاد من عدد المهتمين بالفن. هناك العديد من الطلاب الموجودين في المركز مهتمون بالفن والرسم ولكن للأسف فإن الاشتراك الذي يتلقاه المركز من الراغبين في تعلم الرسم هو زهيد لدرجة قد تجعل الطلاب لا يلتزمون بدوام المركز».

أما الفنان حسام يوسف فقد قرر تقديم لوحات تعبر عن الوجوه ولكن بشكل فني تجريدي ضمن لوحاته التي قدمها في المعرض حيث يقول عن هذا الموضوع: «قدمت عدة لوحات تعبر عن الوجوه ولوحتين تعبران عن الطبيعة وهي الاتجاه الذي اتجهت إليه مؤخراً. كان قراري برسم الوجوه في البداية ناجماً عن انطلاقي من أن الإنسان هو أساس كل شيء وهو من يجب أن نرسمه ونعمل عليه». ويتابع بأن أهمية هذا المعرض تكمن في أنها تجعل الطالب يتعرف على أعمال ومقدرات الأستاذ الفنية وخصوصاً في حالته هو، من حيث كونه مدرساً لقسم الإعلان في المركز، ومن الجميل أن يدرك الطالب بأن أستاذه في قسم الإعلان لديه لوحات تنتمي إلى نمط الفن التشكيلي بعيداً عن مجال الإعلان الذي يقوم بتدريسه».

نحت وخط عربي:
من فن الرسم انتقلنا إلى فن النحت حيث قدم الفنان ماجد خليل ثلاث منحوتات تنتمي إلى نمط الواقع المحوّر التعبيري والذي يقول عنه: «يقوم هذا النوع من النحت على عمل نحتي واقعي ومن ثم القيام بعملية تحوير له. على سبيل المثال لدي منحوتة هي عبارة عن ديك قمت باختصار رجل له وجناح وقمت بتحوير السطح والقطع والتكوينات الخاصة به ليظهر بالطريقة المعروضة اليوم».

ويتابع الفنان ماجد خليل حديثه بالقول أن مدينة حلب وسورية بشكل عام لا تشهد معارض في مجال النحت، الأمر ذاته الذي ينطبق على مشاركات طلاب المعهد هنا حيث يقول عن هذا الأمر: «معظم الطلاب الذي يدخلون إلى المركز لا يرغبون بتعلم النحت، إلا أنهم يتفاجؤون لاحقاً بجماله ويقبلون عليه للتعلم».

ومن النحت، انتقلنا إلى مجال الخط العربي حيث التقينا الأستاذ هيثم سلمو والذي قدم عدداً من اللوحات المتميزة في الحروف والتعامل معها والذي قال لنا: «قدمت اليوم ست أو سبع لوحات تتعلق بمفهوم الخط العربي. الخطوط الرئيسية العربية هي في الأساس ستة، ولكن من الناحية الجمالية فإن هناك ثلاث خطوط تحقق هذا الأمر هي خط الثلث والثلث الجلي والديواني الجلي».


من أعمال الخطاط هيثم سلمو

ويتابع القول بأن عملية صنع أشكال عن طريق استخدام الكتابة بالخط العربي تبدأ بعملية توظيف الخط المناسب وتعانق الحروف والتعامل مع الخط ككائن حي حيث لا يمل المرء من الاستخدامات الممكنة للخط العربي. ويتابع بأنه لكي يكون الخطاط قادراً على تقديم رسوم جمالية عن طريق الخط فعليه أن يملك مخزوناً ثقافياً كبيراً ومن ثم يمضي عبر الطريق الذي يحدده ويقول: «البداية يجب أن تكون مع عملية تعلم الأحرف الأبجدية، ثم تعلم كيفية توصيل هذه الأحرف مع بعضها البعض، ثم كيفية وضعها على السطر، ثم الحركة الفنية التي يمكن القيام بها في خط معين. يجب أن يكون الخطاط متمكناً من القواعد ومن أنواع الخطوط بحيث يستطيع دمج عدة أنواع من الخطوط لصنع لوحة فنية مميزة».

ويضيف أنه بالرغم من عدم وجود كلية أو مركز مختص بتعليم الخط العربي في سورية، إلا أن الخطاطين السوريين معروفون عبر العالم أجمع، وينالون الكثير من الجوائز مضيفاً بأنه يأمل أن يكون هناك أكاديميات ومؤسسات ترعى هذا الفن العريق في سورية.

يذكر بأن المعرض مستمر حتى الخامس عشر من شهر أيار الحالي.

الفنانون في سطور:
أحمد يوسف:
خريج كلية الفنون الجميلة - قسم التصوير الزيتي من جامعة دمشق عام 2001. شارك في عدد من المعارض الجماعية داخل سورية في دمشق واللاذقية وحلب. يقدم لوحات تنتمي إلى نمط الفن التعبيري ولاحقاً التعبيري التجريدي. مدرس في صالة تشرين للفنون الجميلة منذ عام 2005.

إبراهيم حسون:
مواليد حلب 1972. إجازة من كلية الفنون الجميلة – قسم التصوير الزيتي، جامعة دمشق عام 1995. دبلوم دراسات عليا قسم التصوير عام 1996. له عشر معارض فردية أولها كان عام 1997، وآخرها عام 2008. شارك في معارض جماعية خارجية في عدد من الدول العربية مثل الإمارات، السعودية، لبنان، كما أن له مشاركات في دول أوروبية مثل إنكلترا، وهولندا. مدرس في صالة تشرين للفنون الجميلة منذ العام 2000.

ماجد خليل:'
خريج كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق قسم النحت عام 2001. له عدد من المعارض الجماعية في مدن دمشق وحلب واللاذقية. مدرس بمركز الفنون التشكيلية منذ العام2005 .

حسام يوسف:
خريج كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق قسم الاتصالات البصرية عام 1998. له معرضان فرديان يحملان ذات العنوان «حالات إنسانية» أقيما في العام 2005، وعدد من المعارض الجماعية. مدرس في صالة تشرين للفنون التشكيلية منذ العام 2004.

هيثم سلمو:
درس الخط في مدينة اسطنبول عند الخطاط حسن الشلبي، تلميذ الخطاط المعروف حامد الآمدي حيث حصل على الإجازة بعد أربع سنوات دراسية في العام 2007 ضمن مجال «الخط على الطريقة الكلاسيكية». حصل على جائزتين في خط «المحقق» في المسابقة الدولية التي تنظمها منظمة المؤتمر الإسلامي كل ثلاث سنوات. حصل على جائزة في مسابقة بنك البركة الإسلامي في اسطنبول. شاركت في معارض أقيمت في الشارقة في السنوات 2004، 2006، 2008، 2010. له معرض فردي في كلية الفنون الجميلة، ومعرض آخر في القنصلية التركية. شارك في معرض آخر في دار الأوبرا في مصر ومعرض أقيم في باكستان. مدرس في صالة تشرين للفنون الجميلة منذ العام 1999.


أحمد بيطار - حلب

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من لوحات الفنان إبراهيم حسون في معرض أساتذة مركز تشرين للفنون التشكيلية بحلب

من أعمال الخطاط هيثم سلمو في معرض أساتذة مركز تشرين للفنون التشكيلية بحلب

من أعمال الخطاط هيثم سلمو في معرض أساتذة مركز تشرين للفنون التشكيلية بحلب

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

walleed bilal:

اعمال جميلة تعبر عن امكانية الفنان السوري والحلبي بشكل خاص.ولقد زرت حلب الخالدة عدة مرات فوجدتها شامخة بحضارتهاوماجدها وقلعتها وهي بجملتها تمثل كبرياء وشموخ العربي السوري والحلبي بشكل خاص.وبكلمة واحدة اقول ان حلب هو متحف في الهواء الطلق..كنت اتمنى ان ارى هذا في اعمال الساتذة الفنانين .

italia