بين القلب والروح تتأرجح مصائر شخصيات مسلسل قيود الروح

19 أيار 2010

من يتوقـّع أن لقاءً عابراً بين ثلاث أمهات في أحد مشافي التوليد بدمشق، قد يقود إلى رحلةٍ من المصائر المشتركة بين شخصياتٍ تلتقي، لتفترق، ثم تلتقي من جديد، ليكمل الأبناء مجريات هذا اللقاء الذي شاء له القدر أن لا يكون عابراً، في حكايةٍ تصوغها المصائر المشتركة لثلاث عائلات سورية، وتمتد أحداثها على مدى ثلاثة عقودٍ من الزمن بين عامي 1983 و2009.

تلك باختصار حكاية مسلسل «قيود الروح» التي صاغها الخيال الدرامي لكلٍ من الفنانة يارا صبري، والكاتبة ريما فليحان، في مسلسلٍ يحمل توقيع المخرج ماهر صليبي، وشركة الفردوس للإنتاج الفني، وهو من المسلسلات التي تم إنجازها مبكراً هذا العام، لتوضع على قائمة العروض السورية المنتظرة في الموسم الرمضاني المقبل 2010.

المسلسل من بطولة: بسام كوسا، يارا صبري، جهاد سعد، سلافة معمار، إياد أبو الشامات، مي اسكاف، مرح جبر، نادين تحسين بيك، ميسون أبو أسعد، سوسن أرشيد، مهيار خضور، علي سكر، معن عبد الحق، غزوان الصفدي، ديما الجندي، عامر علي، سليم صبري، ضحى الدبس، حسام تحسين بيك، فاتن شاهين، لونا أبو درهمين، ومجموعة من الوجوه الجديدة والأطفال.


من مسلسل قيود الروح

وإلى جانب رصده لمصائر الشخصيات وتطورها في إطار التحولات الاجتماعية والحياتية التي شهدتها دمشق على مدى أربعةٍ وعشرين عاماً، يتناول مسلسل «قيود الروح» حالة إنسانية خاصة لطفلٍ يعاني من التخلف العقلي منذ الولادة، وتتعهده والدته برعايةٍ استثنائية حتى بلوغه عمر الثلاثين، وتواجه كل الصعوبات العائلية والمجتمعية التي تعترضها لتنمية قدرات ابنها، وتحسين فرصه في الحياة، وتناضل من أجل تقبل المجتمع له، والطفل هو أحد الأبناء الثلاثة لأسرة وديع (بسام كوسا) وسمر (يارا صبري).

تتطور شخصيات «قيود الروح» على مدى خمس مراحل زمنية، تنتقل فيها كاميرا ماهر صليبي، من قلب دمشق القديمة وأحيائها في ثمانينيات القرن الماضي، إلى بيئة دمشق المعاصرة بأحيائها الحديثة والعشوائية التي تخفي وراء كل بابٍ حكاية، ولكنها تبقى في إطار حكايات تلك الأسر الثلاث التي يرصدها العمل من لحظة التقائها في العام 1983، لتتحول في نهاية المطاف إلى حكايةٍ واحدة تستوحي أحداثها من تفاصيل حياتنا اليومية.

وفي لقاءٍ مع «اكتشف سورية» أكدّ المخرج ماهر صليبي على المقولة الإنسانية لمسلسل «قيود الروح»، فهو لا يتطرق مطلقاً إلى التحولات الاقتصادية والسياسية التي مرت بها البلاد خلال الفترة الزمنية التي يرصدها العمل، بل يركز على التحولات الإنسانية في مصائر الشخصيات المستوحاة من واقعنا الحياتي، دون التطرق إلى قضايا أخرى يمكن أن تشتت المشاهد، وعن ذلك يقول صليبي: «يسلط قيود الروح الضوء على التفاصيل الحياتية أكثر من أي عمل آخر، ومن هذه التفاصيل تولد الأحداث، حيث نرى من خلال هذا العمل كيف تتطور حياة ثلاثة أسر على مدى ثلاثين عاماً تقريباً، في إطارٍ من الرومانسية التي تنطوي في جانبٍ منها على المرارة، فكما يقال: تجري الرياح بما لا تشتهي السفن».

وعن الإطار المكاني للأحداث يقول المخرج: «تتنقل الكاميرا في دمشق منذ بداية العمل حتى نهايته، انطلاقاً من أحياء المدينة القديمة داخل سورها التاريخي، مروراً بالأحياء التي تعود إلى فترة الثمانينيات كالروضة والمزرعة، وصولاً إلى الأحياء الدمشقية الحديثة، وتجمعات السكن العشوائي المحيطة بالعاصمة»، وأشار في هذا السياق إلى الصعوبات التي واجهها طاقم العمل في البحث عن أماكن تنتمي بصرياً إلى فترات الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي دون أن تتدخل فيها ملامح الحداثة، كالمدارس، والمستشفيات، والدوائر الحكومية، والمؤسسات الاستهلاكية.


أحد مشاهد مسلسل قيود الروح

كما نوّه صليبي إلى الجهد الكبير الذي بذله الممثلون في العمل، وتمنى أن يصل هذا الإحساس إلى المشاهدين، حيث فرضت الفترات الزمنية التي تمتد عليها أحداث «قيود الروح» تحدياتٍ خاصة في الأداء من جانب الممثلين، خاصةً الذين يؤدون أدوار الآباء والأمهات في العمل (بسام كوسا، يارا صبري، جهاد سعد، مي اسكاف، إياد أبو الشامات، وسلافة معمار)، فكل مرحلة من مراحل المسلسل لها شكلها وطريقتها في الأداء.

ورغم كونه من الأعمال الاجتماعية التي لا تقتضي بالضرورة تكاليف إنتاجية باهظة، تحدث ماهر صليبي عن الميزانية الضخمة للعمل التي فرضها التطور الزمني للأحداث، من ديكور ومفروشات وملابس، فضلاً عن الكومبارس، وابتسم صليبي قائلاً :«استنفذنا في هذا العمل كل المكاتب التي تشغل الكومبارس في البلد، حتى لا تتكرر الوجوه عبر المراحل الزمنية المختلفة للعمل».

وللمرة الأولى في تاريخ الدراما السورية، شارك المشاهدون في انتقاء اسم المسلسل قبل عرضه، حيث كان اسمه «قيود عائلية»، قبل أن تقرر الجهة المنتجة بالاتفاق مع المخرج تغيير الاسم ولكن بطريقةٍ مبتكرة، وهي طرح ثلاثة أسماء مقترحة للعمل مع ملخص عنه للتصويت عبر موقع شركة الفردوس الإلكتروني، فاتت النتيجة لصالح اسم «قيود الروح».

وأياً كان الاسم «قيود الروح» أو «قيود عائلية» يبقى القيد حاضراً في مصائر شخصيات المسلسل كما يقول المخرج ماهر صليبي، فهل تنجح تلك الشخصيات في تحقيق أحلامها؟ يبقى السؤال معلقاً بانتظار مشاهدة أحداث المسلسل الذي تمتد حلقاته على مدى ثلاثين يوماً خلال الموسم الرمضاني المقبل.


محمد الأزن - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

مشهد من مسلسل قيود الروح

مشهد من مسلسل قيود الروح

مشهد من مسلسل قيود الروح

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

هنا:

مسلسل روعه

السعوديه