ياسر صافي في غاليري قزح

05/18/2010

انتقال إلى التصوير بعد الحفر استمراراً في تحطيم المقاييس التشكيلية

اُفتتح في غاليري قزح بدمشق القديمة معرضٌ تشكيلي للفنان ياسر صافي، قدَّم فيه تسعة أعمال تشكيلية كجزء من نتاجه التشكيلي الجديد، بحضور كثيف من الفنانين التشكيليين السوريين والمتابعين للحراك التشكيلي السوري، وذلك مساء الأحد 16 أيار 2010، حيث تضع هذه التجربة الجديدة الفنان ياسر صافي في عالم التصوير الزيتي، وهو المعروف عنه كحفار له باعه الطويل في عالم الأبيض والأسود.

يعود صافي في هذا المعرض الشخصي في غاليري قزح، بعد 11 عاماً من معرضه الأخير فيها عام 1999 في المركز الثقافي الفرنسي، ليبدأ بعدها بعرض أعماله ضمن معارض جماعية في حلب وعدد من الدول العربية والأوروبية. في هذا المعرض، يقدم صافي إيقاعاته اللونية المتعددة ضمن حوار ما بين اللون ونقيضه، من خلال جرأة لونية في أسلوب الطرح اللوني، فنلاحظ في معرضه المسافة الشاسعة ما بين البرتقالي والبني في محاولة لصهر اللونين النقيضين، وليجمع -من جهة أخرى- بين عالمين نقيضين: عالم الطفولة وما يحتوي من براءة معهودة من جهة ومفردات لونية وتكوينية مناقضة من جهة أخرى.

بعد حفل الافتتاح، التقى «اكتشف سورية» الفنان ياسر صافي، وكان هذا اللقاء:


التشكيلي ياسر صافي

‬من خلال مشاهدتنا لهذه الأعمال، نستشف تجربةً جريئة في الطرح التشكيلي، وهو طرحٌ إما أن يكون فاشلاً أو ناجحاً. كيف تفسر منشأ هذه الجرأة؟ ‪
يحتاج الفنان التشكيلي إلى الصدق بشكله المتماهي مع الذات لكي يستطيع تقديم أفكاره بكل جرأة وبغض النظر عن رأي الآخرين. فالموقف الشخصي النابع من الصوت الداخلي للفنان هو الذي يعطيه جرأة لا متناهية في عمله التشكيلي. بالنسبة لي، هي صرخةٌ تأخذ أشكال مغايرة في التعبير ولكن بوجود ناظم يحدد سير عملي التشكيلي.

‬ما هي المرجعية التي تعود من خلالها إلى ذاكرتك التي نستشفها في هذه المفردات الموزعة على سطح اللوحة؟ ‪
الفن هو سيرة ذاتية، فملعب الطفولة حاضر في أعمالي، وأعمل على ترجمته وتسجيله ضمن العمل التشكيلي مستعيناً ببعض العناصر التشكيلية، التي كانت جزءاً من صُلب أحلام الطفولة التي تتأرجح ما بين القسوة والمتعة. لقد كنت أسعى لخلق عدة رموز متباعدة محاولاً التأليف فيما بينها معتمداً على وجودها في الواقع، لأنها في حقيقة الأمر جزء من مشاهداتنا اليومية. لهذه الأسباب، يمكنك رؤية عنصر إنساني بأشد حالات الحلم أو العاطفة يتقابل وجهاً لوجه أمام آلة ثقيلة ذات ضجيج هائل.

‬الجرأة اللونية عنصر واضح في أعمالك. فهل يحاكي الجمع ما بين المتناقضات اللونية عندك مدارس فينة معروفة!
أنا أتماشى مع مبدأ ماتيس وما طرحه من أفكار لونية خاصة، فهو من الفنانين الذي فصلوا اللون عن بعده الرمزي، فأصبح مستقلاً بذاته وخاصة عن جواره اللوني، ليجعل من اللون مادة غير خاضعة للمفاهيم اللونية الكلاسيكية.


النحات عيسى قزح

أما النحات عيسى قزح، الذي عرض مؤخراً في غاليري قزح، فيحدثنا عن رأيه بأعمال الفنان صافي، فيقول: «هو طرح قديم جديد في نفس الوقت. ففي عمله التشكيلي عودة لعالم الطفولة البدائية، من خلال حركة الريشة والجسد، وهو شيء موجود عند الأغلبية من التشكيليين، أما خصوصية الفنان فهي في كيفية رويتنا لهذا العالم وتجسيده من خلال أدواته، من خلال أسلوب التعبير والخط واللون. في أعمال صافي، أرى ألواناً بدائية من غير تعقيد تُعبِّر عن طفل ما موجود في داخله، كما أرى أجساداً تتحرك بانسيابية مبسطة. لذا نحن أمام طرح طفولي ولكنه بريشة تشكيلي خبير، فتوزيع الأشخاص وتوازن اللون يعبران عن فنان متمكن من أدواته».

من جهته، يقول السيد سامر قزح -مدير وصاحب غاليري قزح-: «إن هذا المعرض بمثابة احتفالية خاصة بنتاج هذا الفنان الذي كنت شاهداً على مشروع تخرجه في كلية الفنون الجميلة. هذا المعرض غير مخصص للبيع، حيث سينتقل بعد انتهائه في 19 أيار إلى زيورخ في سويسرا للمشاركة في المعرض الجماعي الذي سيقام في 29 أيار، إلى جانب مشاركة الأساتذة نذير إسماعيل ووليد الآغا، حيث سيكون المعرض بعنوان «فن معاصر من دمشق»، وهو نتاج تعاون تشكيلي بين غاليري قزح وغاليري سويسري يتم التناوب بموجبه في عرض التجربة التشكيلية ما بين سورية وسويسرا». وعن انتقال صافي من الحفر إلى التصوير، يضيف قزح: «ياسر صافي يُشكِّل بطريقة مختلفة عن السائد، فلوحته لا تعتمد على المقاييس التشكيلية بل على إحساس اللحظة وبتكوينٍ مختلف، حيث نشاهد استيعاباً كاملاً للون ضمن اللوحة، كما أنه يعمل على تحطيم المقاييس التشكيلية، وهذا مفاجئ في عمله التشكيلي».

مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من معرض التشكيلي ياسر صافي في غاليري قزح

من معرض التشكيلي ياسر صافي في غاليري قزح

من معرض التشكيلي ياسر صافي في غاليري قزح

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق