الخبير الموسيقي العالمي جان بيلخ في المعهد العالي للموسيقى بدمشق

26 أيار 2010

في خطوة مميزة دعا المعهد العالي للموسيقى بدمشق الخبير الموسيقي البولوني العالمي جان بيلخ لزيارته. وجون بيلخ هو أستاذ صف الإيقاع في أكاديمية كراكوف الوطنية البولونية، وحائز على جوائز عديدة في الإيقاع، كما أن الكثير من طلابه نالوا جوائز عالمية. وأقام الخبير البولوني ورشة عمل مع طلاب صف الإيقاع في المعهد العالي للموسيقى، حيث تضمنت الورشة التي دامت أربعة أيام تأدية خمس قطع موسيقية لمجموعات إيقاعية (إنسابل) وتضمنت الآلات الإيقاعية التالية: ماريمبا، إكسلفون، فايبرافون، بالإضافة إلى النير والبنكز والطبل والمركاس. كما تم تدريب الموسيقيين المستقبليين على قطعة موسيقية بالأكياس الورق (رباعي لأكياس الورق) وهذا النوع من الكتابة الموسيقية للمجموعات أخذ حيزاً هاماً في الساحة الموسيقية العالمية (الموسيقى الحديثة) أي الأداء بدون الآلات الموسيقية المعتادة، وتوجت الورشة بحفلة مساء الأحد 23 أيار 2010 عزفت فيها المقطوعات التالية: «تيمباني» للمؤلف إليود كارتر أداها بشكل منفرد العازف علي أحمد، ومقطوعة لشيري موريس أداها كل من إبراهيم علي، عامر دهبر، إلياس عبود، علي أحمد، أما مقطوعة ستيف ريتش (ثنائي إيقاع لآلتي المارمبا والأكسلفون) فقد أداها علي أحمد وجان بيلخ، وأدى المقطوعة الغريبة (رباعي لأكياس ورق) وهي للمؤلف لاري سبيفاك كل من ميزر بقدلية، جورج أورو، مضر سلامة، فيما أدى مقطوعة المؤلف ساكس موفير كل من ميزر بقدلية، عامر دهبر، إلياس عبود، محمود كنفاني، وانتهت الحفلة بمقطوعة سامبا لكابرئيل روزاريو عزفها جميع المشاركين في الورشة.

في نهاية الحفل تحدث «اكتشف سورية» إلى الطالب علي أحمد وهو في السنة الخامسة من دراسته حيث قال: «لدي شكر خاص لعميد المعهد لسعيه الحثيث لإقامة هذه الورشة مع الأستاذ جان بيلخ الذي يعتبر من أهم الشخصيات في عالم الموسيقى الذي يقدم نتائج موسيقية إيقاعية عالية جداً، وأتمنى إقامة ورشة أخرى معه شخصياً في مجالات إيقاعية أوسع، وفي مجال أوسع ليشمل كافة الجوانب الموسيقية الإيقاعية وأساليب العزف المتنوعة بكافة الأنماط الموسيقية وكافة الآلات التي تتعلق بالإيقاع».

كما التقى «اكتشف سورية» عميد المعهد العالي للموسيقى بدمشق الأستاذ أثيل حمدان حيث قال: «نحن بصدد عقد اتفاقية مع معهد كراكوف للموسيقى ببولونيا وهناك عدة مشاريع كبيرة، بدأ أحدها في شباط الماضي وكان للمؤلف الموسيقي السوري المقيم في بولونيا زيد جبري جهد كبير في تحقيقه، فبالإضافة إلى التعاون بين المعهدين أقمنا مهرجاناً كبيراً في بولونيا تحت عنوان «الحداثة والتراث» وسنعيده في دمشق قريباً، قدمت فيه قطعة من الموسيقى البولونية وقطعة أخرى لزيد جبري وهي قطعة معاصرة تبين كيف يمكن تطوير التراث بالحداثة، وكانت هناك محاضرات عن الموسيقى الحداثوية، وقدم زيد جبري محاضرة عن الحداثة الموسيقية في منطقتنا وكيف تأثرت موسيقانا بذلك، أما فراس حسن وإياد حمور فقدما محاضرة عن الإيقاعات والمقامات الشرقية، بالإضافة إلى نشاطات عديدة، هذا المهرجان سيعقد في دمشق في بداية العام المقبل وسنستضيف باحثين موسيقيين بالتعاون مع معهد كراكوف الوطني».

وأضاف حمدان: «الهدف من هذا المهرجان هو تشجيع المؤلفين الشباب وتشجيع الأبحاث العلمية عن الموسيقى العربية منها والشرقية، وستقدم مؤلفات حديثة كتبت خصيصاً لهذا المهرجان». وعن الورشة الحالية قال: «الخبير جان بيلخ من أهم عازفي الإيقاع في العالم ومن مدرسة عريقة، وصفه في معهد كراكوف صف ممتاز وعندما رأيت هذا الصف دعوته مباشرة إلى ورشة العمل هذه، وخلال خمسة أيام قدم طلابنا أعمالاً لا يعرفونها سابقاً، وقدم لهم الخبير البولوني تجارب صوتية واسعة بخبرته الطويلة، لقد كانت مسألة إشعال شموع في زوايا لم تكن مضاءة وأضاءها هذا الرجل، وطبعاً بمساعدة أساتذتنا الذين نعتمد عليهم دائماً».

وأنهى حمدان حديثه بالقول: «لقد ساعدنا جان بيلخ في تجديد المناهج التي هي في طور التطور الدائم، حيث جلب لنا بعض الكتب والدراسات التي يمكن أن نستفيد منها».

وكان لـ «اكتشف سورية» هذه الوقفة مع الخبير البولوني جان بيلخ أيضاً حيث قال: «هذه هي زيارتي الأولى إلى سورية وأول عمل لي مع الموسيقيين في هذه المنطقة، باستثناء الموسيقيين السوريين المقيمين في بولونيا كالأستاذ زيد جبري والأستاذ نديم حسني، في بداية زيارتي إلى هنا وقيامي بهذه الورشة لم أكن أعلم من أين سأبدأ لأنني لست مطلعاً على ما يجري في المعهد وطريقة التدريس فيه، لذلك ناقشت الأمر مع عميد المعهد الأستاذ أثيل حمدان واتفقت معه على طريقة العمل واعتمدنا أسلوباً جديداً بالنسبة للطلاب، لكي تكون الحفلة الناتجة عن هذه الورشة معزوفات تقدم لأول مرة هنا في دمشق، والحفلة كما رأيت تضمنت آلات لحنية إيقاعية وقطعاً موسيقية معاصرة».

وأضاف الموسيقي العالمي جان بيلخ: «مستوى الطلاب جيد هنا، وخاصة في الجمل الموسيقية القصيرة والتكنيك بشكل عام، وما أردت أن أوصله لهم من خلال عملي معهم في هذه المدة القصيرة هو طبيعة الفكر الكلاسيكي وبعض الأنماط الشعبية بالإضافة إلى طريقة التعامل مع الآلة وإخراج الصوت في الاتجاهات التي ذكرتها، فلكل شكل موسيقي شكل من الجلد في الآلات الإيقاعية الجلدية». وتابع: «أنا لا أعرف عن الموسيقى العربية إلا القليل، وما لاحظته من خلال هذه الزيارة بأنها موسيقى لطيفة وراقية ويمكن لأي شخص من أي جنسية كان أن يسمع هذه الموسيقى ويستمتع بها، والسؤال الذي أساله لهؤلاء الطلاب هو لماذا لا تتعاملون مع الموسيقى الكلاسيكية بنفس الطريقة التي تعاملون بها موسيقاكم، بنفس الروح والإحساس».

وأكمل الأستاذ بيلخ: «من خلال النشاط التي نظم في شباط الماضي في بولونيا واستضاف الأستاذ أثيل حمدان وعازف الإيقاع فراس حسن بالإضافة إلى عازف القانون السوري المقيم في أوربا الأستاذ إياد حيمور، استمعت إلى قطع شرقية وعزفت معها جملاً كلاسيكية بأسلوبي، ولذلك جمعت هذه الأمسية بين الموسيقى الشرقية و الارتجال الأوروبي، بمعنى عزف قطع شرقية مع ترك مساحة لجمل أوربية، ومن خلال هذه الحفلة تعرّفت على الموسيقى العربية، وهذا المشروع سيستمر والفكرة أن نعمل شيئاً من هذا القبيل في سورية، لكي يتعرف الموسيقي الأوروبي على الموسيقى السورية وبالعكس».

وأنهى جان بيلخ حديثه قائلاً: «أنا سعيد بهذه الزيارة التي تعرفت فيها ليس على الموسيقى السورية فحسب بل على أهل دمشق كذلك، هذه المدينة القديمة العريقة».

إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

من أجواء الورشة الموسيقية التي أقامها الموسيقي البولوني لطلاب الموسيقى الإيقاعية في المعهد العالي للموسيقى بدمشق	من أجواء الورشة الموسيقية التي أقامها الموسيقي البولوني لطلاب الموسيقى الإيقاعية في المعهد العالي للموسيقى بدمشق	من أجواء الورشة الموسيقية التي أقامها الموسيقي البولوني لطلاب الموسيقى الإيقاعية في المعهد العالي للموسيقى بدمشق

بقية الصور..