فرقة أوج للموسيقى العربية تحيي أمسية تراث شرقي بدمشق

2010/01/05

موسيقى أصيلة في بيت العقاد الأثري

في بيت العقاد الأثري (مقر المعهد الدانمركي) ومع تواجد حضور كبير امتلأت به باحة هذا المكان الذي يروي حكايات دمشقية عتيقة، وعلى منصة بنيت بأيد ماهرة حيث الأقواس الضخمة والرائعة، في أجواء هذه اللوحة التاريخية أحيت فرقة أوج للموسيقى العربية حفلة مساء يوم الخميس 29 نيسان 2010، بطعم الموسيقى الأصيلة التي كتبت بأقلام شابة حملت على عاتقها تطوير الموسيقى العربية، بل إعادتها إلى مجراها الصحيح.

بدأت الحفلة بمقطوعة عنوانها «التوالي» للموسيقي رامي الجندي وهو عازف إيقاع في الفرقة، ومن ثم تلاه عمل أسماه صاحبه «سماعي نهفت» للمؤلف السوري رامز خاسكية، وبعده عزفت الفرقة «لونغا كرد» للمؤلف السوري خليل حاج حسين، بالإضافة إلى «رقصة كرد» لرامي الجندي أيضاً، ومقطوعة بعنوان جميل «رمال متموجة» للمؤلف الفلسطيني سيمون شاهين، ومن ثم عمل للموسيقي السوري محمود عجان، ولمارسيل خليفة قدمت فرقة أوج للموسيقى العربية مقطوعة «القهوة الشعبية»، واختتمت الفرقة حفلتها برقصة «بياتى» لمهند الجندي.

من الملاحظ أن البرنامج الذي عزفته الفرقة أغلبه خاص بالفرقة ولم تعزفه فرق أخرى، واستطاعت الفرقة أن تسّخر كل تقنياتها المتفوقة لإظهار المعاني العميقة لكل ما عزف.
وفرقة أوج للموسيقى العربية تأسست عام 2007 بهدف المساهمة في تطوير الموسيقى الآلية والغنائية العربية، مع الحفاظ على روحية الأصالة الموسيقية العربية من خلال قطع موسيقية ألفت خصيصاً للفرقة.

في نهاية الحفل ولمزيد من إلقاء الضوء على الفرقة والحفل التقى «اكتشف سورية» ببعض عازفيها حيث قال الموسيقي سامر علي وهو عازف كمان في الفرقة: «بعد شهرين من التحضير لهذا الحفل استطعنا إقامته رغم الكثير من الصعوبات، وما نحاول أن نطرحه في هذه الفرقة هو تجربة موسيقية مختلفة بعض الشيء، حيث تتكون الفرقة الآن من كتلتين صوتيتين، تخت شرقي بآلاته التقليدية العربية، كمان شرقي، عود، قانون، إيقاع أول، إيقاع ثانٍ، ثلاثي وتري غربي، كمان غربي، فيولا، كونترباص، حيث يأتي الثلاثي الوتري كدعم هارموني للتخت الشرقي».

وتابع سامر علي حديثه قائلاً: «أتت هذه الفكرة بعد تجربة جميلة لفرقة أوج في عيد موسيقي الصيف الماضي، والذي أقيم برعاية الركن الثقافي الفرنسي، حيث وقع خيارنا على المركز الثقافي الدنمركي حينها». وقال: «بيت العقاد (المركز الثقافي الدنمركي) هو أحد البيوت الدمشقية التي تثير فيك الرغبة بالتاريخ والتراث، هذا ما جعلنا كموسيقيين نؤدي بمتعة فائقة، وجعل الحضور يتفاعل بطريقة منسجمة جداً مع ما نحاول طرحه وأيضاً مشجعة للعازفين أثناء أداء الحفل».

وأنهى سامر حديثه بالقول: «نحاول في فرقة أوج أن نطرح بعض الأفكار الموسيقية الجديدة من خلال تقديم أعمال حديثة التأليف لمؤلفين سوريين معاصرين، منهم أعضاء بفرقة أوج، وبعض تلك الأعمال ألفت على قوالب الموسيقى العربية التقليدية ولكن أسلوب التعامل مع تلك القطع هو أبعد ما يكون عن التقليدية، وبعضها الآخر وضع على قوالب موسيقية غربية كالتوالي والرقصة».

كما تحدث الموسيقي علي أحمد بما يلي: «تتميز أوج بنشاط عالٍ لإنتاج موسيقى شرقية حديثة، وغير ذلك تؤكد الفرقة على تقديم أعمال موسيقية من توزيعها، وتبيّن في حفلاتها التطور الموسيقي الشرقي من الناحية الآلية، كما تعتمد على الأعمال المؤلفة من قبل أعضاء الفرقة وبعض المؤلفين السوريين، وهي قطع موسيقية كتبت بأسلوب جديد ولكنها تحافظ على القالب الأساسي للموسيقى الشرقية، قدمنا حفلات عديدة في الكثير من المدن السورية ولنا تطلعات بأن نقيم حفلات في البلدان العربية».

أما وسيم مقداد، وهو عازف عود و مدير فرقة أوج، فقال لـ «اكتشف سورية»: «أمدنا بيت العقاد - هذا البيت العريق الذي يمتد بجذوره إلى أكثر من خمسة قرون - بالدعم المعنوي وأفسح لنا باحته الجميلة وساعدنا على إنجاز هذا الحفل وأن نقف أمام هذا الجمهور الذي تفاعل مع ما عزفناه كلحظة رواق في خضم هذا الضجيج المستمر في حياتنا اليومية، ونعتبر هذه اللحظة هدفاً نرنو إليه».

وتابع حديثه: «لقد بذل العازفون جهداً منقطع النظير لإنجاح هذا الحفل في وجه كل الصعوبات التي واجهتنا، هذا وقد حاولنا تقديم برنامج بسمات الموسيقى العربية (كالهيتروفوني)، أي أداء لحن مشترك لكن بتنويعات مدونة لكل عازف، يشبه التوزيع لكن دون ميلوديات جديدة، إنما تزيينات وتلوينات، وهو ما يميّز المدرسة الموسيقية العربية عن التركية منها مثلاً، والتي تتخذ موقفاً أكثر تشدداً من ناحية حرية العازفين في أداء اللحن بحيث يعزفون الألحان بطريقة موحدة تماماً (يونيسون)».

وتابع قائلاً: «كما عملنا في بعض القطع مثل التوالي وسماعي نهضة، عملنا على إضافة عنصر الهارموني والتوزيع مع مراعاة خصوصية الأصوات الموسيقية العربية».

وأنهى حديثه بقوله: «أما رأيي عن الحفل كعازف، فأولاً لقد استمتعت للغاية بعزف دوري والاستماع لأدوار زملائي إضافة لتفاعل الجمهور المنقطع النظير وجمالية المكان وتعاون القائمين عليه، وخصوصاً د. هانس نيلسن مدير المعهد الدنمركي، وحضور المؤلفين: خليل حاج حسين ورامز خاسكية الذين قدما من اللاذقية لحضور الحفل».

ومن الجدير ذكره أنّ الفرقة تأسست عام 2007، بقيادة عازف العود وسيم مقداد، بهدف المساهمة في تطوير الموسيقى الآلية والغنائية العربية، والحفاظ على روح الأصالة الموسيقية العربية. وتتألف الفرقة من: سامر علي «كمان أول»، وغطفان أدناوي «كمان ثاني»، وعمر حصني، «فيولا»، ومجد بلان «قانون»، وعلي أحمد ورامي الجندي «إيقاع»، وأحمد داوود «كونترباص».

إدريس مراد - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

فرقة أوج في بيت العقاد الأثري

عازف الفيولا في فرقة أوج عمر حصني

فرقة أوج بكامل أعضائها

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق