مواضيع ذات صلة:


من سورية

الطريق من دير الزور الى الرقة

فنون وكتب وأوبريت مسرحي في اليوم الأول من الأسبوع الثقافي السوري في الدوحة

02/شباط/2010

افتتحت في العاصمة القطرية الدوحة الأحد 31 كانون الثاني 2010 في مركز واقف للفنون فعاليات الأسبوع الثقافي السوري في احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية لعام 2010، بحضور الدكتور رياض نعسان آغا -وزير الثقافة- والدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري -وزير الثقافة القطري-.

كان أولُ نشاط سوري افتتاحَ معرض شامل للفنون التشكيلية، والكتب السورية، والصناعات التقليدية، والخط العربي، والصور الضوئية التي تمثل الحضارات التي مرت على أرض سورية.

شارك في معرض الفن التشكيلي كلٌّ من أسماء فيومي، ريما سلمون، ياسر حمود، حمود شنتوت، ناصر نعسان آغا، أحمد إبراهيم، غسان جديد، خالد المز، غسان السباعي، عبد القادر أرناؤوط، معد أورفه لي، أكسم طلاع، نذير إسماعيل، عبد الله مراد، خزيمة علواني، ومحمد غنوم.


معرض الفنون التشكيلية

أما معرض الكتاب فقد توضَّع في الصالة الثانية، احتوى بعض العناوين الهامة التي أصدرتها وزارة الثقافة، وفي الصالة الثالثة اُفتتح معرض السجاد اليدوي الذي تميَّز برسوم مستوحاة من الحضارة العربية الإسلامية، والخطوط العربية، والزخارف النباتية، وتضمن العديد منها رسوم لأوابد حضارية في سورية مثل تدمر، وقلعة الحصن، وقصر العظم بدمشق، والجامع الأموي في دمشق، ومبانٍ أخرى. أما في صالة الحرف اليدوية، فقد عُرض العديد من النماذج المهنية التقليدية السورية، مثل الصدف، والموزاييك، والنحاس.

ضمن فعاليات افتتاح هذا الأسبوع الثقافي السوري، قدَّم السيد وزير الثقافة هديةً رمزية للسيد وزير الثقافة القطري، وهي عبارة عن قطعة من السجاد اليدوي تتضمن خارطة فلسطين وعليها شعار القدس عاصمة الثقافة، وقال السيد الوزير في كلمة صغيرة: «هذه الهدية هي رمز للاتفاق الذي جرى بين الوزارتين حول تكريس القدس كعاصمة دائمة للثقافة العربية». بعد ذلك، انتقل الوزيران وصحبهما إلى المسرح الوطني القطري، حيث ارتجل الدكتور الكواري كلمة قال فيها: «إن قافلة الثقافة العربية بدأت المسير في عام 2010 بذلك الافتتاح الكبير الذي كان تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد، وفخامة الرئيس بشار الأسد -رئيس الجمهورية العربية السورية-. ويشرِّفنا أن يكون أول أسبوع ثقافي هو الأسبوع السوري، ونحن انطلقنا من أمرين كون ما أبداه الأخوان السوريون من استعداد لأن يكونوا في مقدمة الذين يحتفلون بالدوحة كعاصمة للثقافة العربية، وثانياً لإيماننا المطلق بقدرات سورية في الثقافة وما يمكن أن تقدَّمه للعرب بصورة عامة. لذلك نحن في قطر نرحب بهم ونشكرهم، وأعتقد أن ما رأيناه اليوم من عروض مميزة للفن التشكيلي، أو فن الخط العربي، أو في المعروضات الشعبية، تدل على أن هذا الأسبوع سيكون حافلاً وثقافياً مميزاًً يشكل نموذجاً لما ستكون عليه الأسابيع العربية المقبلة. وأنا أعتبر نجاح احتفالية الدوحة هو نجاحاً لدمشق».

الدكتور نعسان آغا يقدم هديته إلى الدكتور الكواري

ثم ألقى الدكتور نعسان آغا كلمته، حيث قال: «يسعدني أن يكون الأسبوع الثقافي السوري أولَ أسبوع ثقافي تشهده الدوحة بعد إعلانها كعاصمة للثقافة العربية، وأن تكون المساهمة السورية في برامج احتفالية الدوحة طامحة إلى الارتقاء بأشكالها ومضامينها إلى المستوى الرفيع السامي الذي تجسده العلاقات بين شعبي سورية وقطر، وبين قائديهما فخامة الرئيس بشار الأسد وصاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني -حفظهما الله-».

هذا وقام السيد الوزير بتسليم السيد الوزير القطري درعَ وزارة الثقافة كهدية تذكارية. ثم بدأ عرض لوحات «الإلياذة الكنعانية» لفرقة أورنينا، والتي كانت عبارة عن 18 لوحة فنية مسرحية راقصة، متقنة الأداء والإضاءة والصوت واللباس. ففي سرد مشهدي راقص تضمن أبرز المفاصل التاريخية للشعوب العربية عامة والفلسطيني خاصة، قدمت أورنينا عرضها وكان أجملها مشهد النوارس، ومشهد ولادة المسيح، والفتوحات العربية الإسلامية، مروراً بالفترة الرومانية، التي تلتها الحروب الصليبية، ثم انتصار صلاح الدين الأيوبي، إلى الاحتلال الإنكليزي، ووعد بلفور المشؤوم، ثم النكبة الفلسطينية. لتتالى اللوحات المؤثرة، والتي كان من أروعها مشهد العشق، والحب والزواج لعاشق فلسطيني وحبيبته، والتي يستشهد فيها بليلة عرسه، ثم لوحات المقاومة، وطلب الحرية التي تضمنت لوحة من موسيقى الأخوين الرحباني «طلعنا على الشمس .. يا حرية ..»، ثم كلمات الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش بصوته: «إجمعوا أشياءكم وانصرفوا ..» والتي تحركت على صوته عناصر الفرقة بأسلوب متقن ورائع استحق تصفيقاً طويلاً من الجمهور.

شادي العلي يؤدي دور
الراوي التاريخي في الإلياذة الكنعانية

أحد العناصر المتميزة في العرض كان الراوي التاريخي، الذي أتى شاباً هذه المرة، مليئاً بعنفوان الشباب، وفي الوقت نفسه مطرباً ويكاد أن يكون راقصاً أيضاً، أداه بإتقان المطرب الشاب ‎شادي العلي، الذي شارك في أوبرا كارمن التي عرضت في احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، أما اليوم فنسمعه يغني الألحان الشرقية والتراثية ويبدع فيها أيما إبداع.

لقد نجحت فرقة أورنينا في الحصول على تصفيق طويل من الجمهور العريض، الذي تفاعل مع القصة الفلسطينية التي أتت لتنعش ذاكرته الوطنية، وتخرج مآسيها من دواخله العميقة، لتدمع عينه في لحظة ويطرب لموال فلسطيني في لحظة أخرى، ثم ينسجم مع العرس الفلسطيني الذي تضمن الكثير من الألحان التقليدية السورية والفلسطينية تآلفت وأخرجت بشكل رائع استحق إعجاب وتقدير الجميع.

فرقة أورنينا في عرض الإلياذة الكنعانية
على المسرح الوطني في قطر

بعد العرض قال ناصر إبراهيم -مخرج العرض- لـ«اكتشف سورية»: «إنني أعتقد أن كل الأعمال الفنية التي تناولت القضية الفلسطينية والتي قدمت بكل أشكالها التشكيلي، أو الدرامي، أو السينمائي، بما فيهم عرضنا هذا، لم يستطع أي منها أن ينقل المأساة بحقيقتها وفداحتها إلى الواقع، إنما استطعنا أن نلامس حدودها. إن هذا العرض -الذي أتى من تأليف الشاعر والكاتب ‎محمود عبد الكريم، ومن ألحان ‎وليد الهشيم، وغناء شادي العلي، وأداء فرقة أورنينا- هو عبارة عن عرض مسرحي راقص يتألف من من 18 لوحة راقصة تتناول كل منها مرحلة معينة من تاريخ فلسطين بطريقة تعبيرية. وهذا العمل مهدى إلى الشعب الفلسطيني والشاعر الراحل محمود درويش».

في اليوم التالي، خصت الصحافة القطرية صفحات كاملة على إصداراتها لتتحدث عن إعجاب الجميع بما قدمه السوريون في اليوم الأول من أسبوعهم الثقافي، وفي الأيام الأولى لاحتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010. لقد أفردت جريدة العرب القطرية عدة صفحات عن اليوم الأول للأسبوع الثقافي السوري، كان لعرض «الإلياذة الكنعانية» صفحة كاملة بعنوان «الإلياذة الكنعانية: أبهرت بعرضها الفني الحضور».

.


أ. سلامة
تصوير عبدالله رضا
الدوحة
اكتشف سورية

طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك