كارمن... عرض مسرحي موسيقي راقص أكثر من رائع

19/كانون الأول/2008

ليلة من أجمل ليالي احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية قضيناها مع العرض الثاني والأخير للعرض الراقص «كارمن» الغجري بامتياز، والأكثر من رائع، جاء هذه المرة من عاصمة الفلامنكو «اسبانيا» بألوان الغجر، ورقصهم الطائر، وموسيقاهم الرائعة، وأصواتهم الهادرة.
كانت كارمن في هذا العرض ألف كارمن وكارمن، هذا العمل الذي أعده أنطونيو غاديس موسيقياً وكارلوس ساورا إخراجاً ومسرحياً، تمّ تقديمه في باريس في أيار 1983 وحاز على شهرة عالمية، وتحول هذا العرض فيما بعد إلى فيلم سينمائي، وحاز على جائزتين من مهرجان كان العالمي.
كتب الشاعر الاسباني رافائيل ألبرتي بعض الأبيات التي عبر فيها عن انطباعاته ورأيه في هذا العمل الراقص لغاديس، المأخوذ عن نص الكاتب فيديريكو غارسيا لوركا، قال فيه:
أنطونيو غاديس.. ما أقوله لك،
فيديريكو كان ليقوله أفضل مني
إنك تبكي في رقصتك
إن الشعلة التي تحمل ذراعيك صفراء، هذا ما أعرفه
إن الهواء يترجل عند قدميك،
والقلب المتشظي يرتفع في حلقك، هذا ما أعتقده
أن تنحل، أن ترتجف، أن تنطوي، أن تحطم
وتنتشي مثل سكين
فيديريكو كان ليقوله أفضل مني
بالطبع، تدورُ أحداث العمل حولَ فتاةٍ غجرية «كارمن» التي أدتها الراقصة المبدعة ستيلا آزارو، التي تقومُ بإغواء العريف دون خوسيه الذي أداه الراقص أنطونيو هيدالغو، الأمرُ الذي يجرح شعور ميكائيللا التي تؤدي دورها لولي سابارييغ صديقة طفولته فينشب عراكٌ بين الفتاتين تكون نتنيجته مقتل ميكائيللا، فيأمر الضابط العريف خوسيه بسجن كارمن. وفي الطريق توقعه في شباكها، فيحررها من السجن ويهيم في حبها، فيجرد من رتبته، ليتحول إلى هارب من عمله. فيما بعد، يصارع زوج كارمن الذي يؤدي دوره يواكيم موليرو، فيقتلُه ويصبح مجرماً مطلوباً للعدالة. وبعدها وفي نوبة من نوبات الغيرة القاتلة التي اجتاحَته عندما انتبه لإعجاب كارمن بمصارع الثيران اسكاميو الذي يؤديه بريميتيفو دازا، كاد أن يقتلَه، إلا أن كارمن تمنع خوسيه من ذلك لخوفها على مصارع الثيران الذي وقعت في غرامه.
وعندما تواجه كارمن خوسيه، وتُعلمه أنها لم تعد تحبه وتنصاع لجنونه، فخوسيه تحول إلى شخص متهور تأكله الغيرة. وفي حركة تحدي منها، يقدم خوسيه على طعنها بسكينه طعنتين قاتلتين ويقف هو ويرفع يديه إلى الأعلى ويتلاشى الضوء عليه تدريجياً، لينتهي العرض.
مع انتهاء العرض، اجتاحت صالة الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون لحظات من الصمت، ثم تلاها عاصفة من التصفيق لم تنتهِ، وجعلت الفرقة تعاود تقديم فقرة جديدة أربع مرات، وكل مرة كنا نسمع صيحات الإعجاب التي انهالت من كل أطراف الصالة التي كان يزيد فيها عدد الحضور عن الألف شخص، ومن تلك الصيحات كانت صيحة فيفا إسبانيا.


أ. سلامة
اكتشف سورية

Creative Commons License
طباعة طباعة Share مشاركة Email

المشاركة في التعليق

اسمك
بريدك الإلكتروني
الدولة
مشاركتك
ماهر مكاوي:

شكرا على الخبر سعدت بمعرفة استضافة بلدي لهذا العرض الرائع

النمسا

حمصي :

فعلاً انها ليلة من أجمل ليالي احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية والأجمل هذه المدينه الرائعة " دمشق " التي تحتضن كل ثقافات العالم أكتشف سوريا شكراً لكم من القلب

سوريا