دراسة: بعد كارمن جهاد سعد يدعو إلى الكف عن قول إنه لا مسرح في سورية

04 03

يحز في نفسي ألا أُطلب لأخدم وطني

ما شاهدناه على مسرح دار الأوبرا بدمشق منذ أيام كان شيئاً رائعاً مبهجاً للروح، وقد كان فن الأوبرا مثل الحب بالنسبة إلينا بوصفنا عرباً، لكن الفنان جهاد سعد استطاع ترويضه فقد دخل هذا الفنان تاريخ المسرح السوري والعربي فهو أول عربي يتصدى لإخراج عمل أوبرالي وهو أوبرا «تراجيديا كارمن»، وهي اقتباس عن أوبرا «كارمن» لجورج بيزيه 1838-1875 التي أعاد بيزيه كتابتها ثلاث عشرة مرة، وعرضت للمرة الأولى في باريس في بداية آذار عام 1875، وتعد اليوم الأوبرا الفرنسية الأولى في عدد العروض، وفي بداية ثمانينات القرن الماضي قام بقراءة جديدة لهذه الأوبرا كل من بيتر بروك وماريوس كونستان، كما استوحى منها بيتر بروك فيلماً سينمائياً.
يقول جهاد سعد في حديث خاص في ظروف وصوله إلى هذه الأوبرا «دعيت في العام الماضي لإخراج "كارمن" من قبل أوبرا فيينا ومنظمة "ميوزيك إن مي"، ولم يتم المشروع، بعد ذلك تحول المشروع إلى الفرنسيين ولكن بأوبرا "تراجيديا كارمن"، وهي إعداد عن صاحب "كارمن" جورج بيزيه قدمه بيتر بروك على مسرح "بوف دونور" بباريس عام 1983، وقد تحدث معي الملحق الفرنسي بدمشق فيما إذا لدي رغبة في إخراجها، وبما أنني كنت قد بدأت التحضيرات في العام الماضي رحبت بذلك، وكان هذا الحديث في باريس منذ أشهر، وبعد عودتنا إلى سورية جرى الاتفاق بين الدكتور نبيل اللو مدير دار الأوبرا بدمشق والملحق الثقافي الفرنسي على هذا الأمر، وتم الأمر، وعرضنا هذه الأوبرا على مدى أربعة أيام».
_ لمست تردداً عند جهاد سعد عن المشاركة في احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية قبل بدئها فما الذي تغيّر حتى تغير رأيك؟
«أنا لم أشارك في هذه الاحتفالية، ولم يدعني أحد من قبل هذه الاحتفالية، أنا دعيت كما قلت لك من الجانب الفرنسي والدكتور نبيل اللو ولكني اكتشفت بعد ذلك أن الأمانة العامة للاحتفالية ساهمت مساهمة بسيطة وهي أجور الموسيقيين فقط.
«أؤكد أنني لم أدع كمخرج سوري للمشاركة في أي نشاط ضمن الاحتفالية، ودعي فريق من السيرك الإيطالي ليقدم عرضاً في ساحة الأمويين، عندما قررت إخراج تراجيديا كارمن فلأنه عمل إنساني له علاقة بالأدب العالمي، وضمن هذا العمل أرى "لوركا" و"اليخاندرو كاسونا" وأرى الشرق وشمس البحر الأبيض المتوسط».
_ كيف رأيت تفاعل الجمهور العربي مع عمل فني غربي بامتياز؟
«لم أكن أتوقع كل هذا التفاعل الكبير فالبطاقات فقدت منذ اليوم الأول وطوال أيام العرض، وهذا أمر أدى إلى تمديد العرض ليوم رابع، وما يحدث في الصالة من تفاعل وإعجاب لا أريد أن أتحدث أنا عنه، أعتقد أن تقديم أوبرا لأول مرة في سورية وبإخراج سوري أدى إلى هذا الإقبال الذي يدلل على تعطش السوريين للتفاعل مع المسرح».
لقد كانت ردة فعل الجمهور راقية عالية المستوى، وإذا كان هناك من لا يحب مشاهدة ما يجب أن يشاهد فتلك آراء لا يهتم لها أحد؟
جهاد سعد المتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة عام 1980 هو مؤلف وممثل ومخرج مسرحي، وشغل منصب مدير المسرح القومي السوري بين عامي 1993 و1999، وله تجارب مهمة في المسرح السوري منها مسرحية «كاليغولا» التي نالت السعفة الذهبية للإخراج في مهرجان قرطاج الدولي لعام 1995، وله مسرحية «حكاية جيسون وميديا» ومسرحية «أواكس» كما أخرج ومثل مسرحية «خارج السرب» لمحمد الماغوط، وعام 2005 كتب وأخرج مسرحية «هجرة أنتيغون» التي قدمت في دمشق والقاهرة وإسبانيا وتونس وباكستان.
كما كتب «ملحمة جلجامش» و«خلصت القصة» و«مسرحية» و«دمية المهاجر» و«كومبريسا»، ومنها أعمال مسرحية قادمة، كما شارك في لجان تحكيم العديد من المهرجانات المسرحية، ودرّس في المعهد العالي للفنون المسرحية، وأدار ورشات إخراج وتمثيل في سورية وخارجها. ويبدو جهاد سعد بخلاف غيره متفائلاً بالمسرح ومستقبله، ويقول «كفانا قولاً لا يوجد في سورية مسرح، لقد قدمت ثلاثة عروض مسرحية خلال عامين، وشاركت في مهرجانات دولية، أنا شخصياً لا توجد لدي أزمة مسرح على الإطلاق وسأستمر».
يؤكد جهاد سعد أنه كان يتوقع أن تكون نشاطات احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية «أكثر كثافة وأن تنتقل هذه الظاهرة إلى الشارع السوري: يجب أن تكرس هذه التظاهرة كفكرة لدى كل السوريين، يجب أن تلتحم مع الجماهير، ومازالت الفرصة متاحة لتحقيق ذلك»، وتمنى النجاح لهذا «المشروع الذي كلف أموالاً طائلة، وأنا هنا أتحدث بكل محبة ولست أطمح لأي شيء لأني أعمل، وليس عندي عقدة في هذا الاتجاه ولكن يحز بنفسي ألا أطلب لكي أقدم واجباً تجاه وطني، وكنت أتمنى وبوجدان صادق أن أدعى وأن أقدم شيئاً ولكن هذا لم يحدث، وأكرر ما قلته سابقاً: كنت أتمنى أن تكون احتفالية دمشق مدروسة أكثر ومنظمة ومبرمجة أكثر، أنا لست ضد أحد، وأحترم كل القائمين على هذا المشروع ولكن كان يجب أن تكون خطة العمل أكثر صرامة وأكثر جدية».


ربما

الوطن

Share/Bookmark

صور الخبر

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

هنـــــــــــاء :

كافي قلة جماهيرية خبرني ياطير بعد غياب جهاد سعد مابعرف القائمين علي البرنامج شو صارلن هو انسان بكل معني الكلمة والبرنامج انساني % عالم غريب وهم الخاسرون وحدهم جهاد متميز دائمآ

بلد الياسمين

اقرباء:

انه فنان رائع وجميل ومبدع وفنان بمعنى الكلمه وانساني جدا

سوريا

سوريا