معرض الخريف

06 12

مساء الخميس 3 كانون الأول، تمَّ افتتاح المعرض السنوي للفنانين الذين تجاوزوا الأربعين من العمر في خان أسعد باشا بالبزورية بدمشق، حيث شارك أكثر من 180 فناناً بآخر نتاجاتهم الفنية، لتشكل لوحاتُهم فسيفساءً ملوناً يكوِّن في النهاية لوحةً واحدةً تعبر عن وجه سورية التشكيلي، وجهٍ واضح الملامح بقسمات تراب سورية ونبضها، شجرة كبيرة يانعة اللوحات، تلخص ذروة هذا العطاء اللوني والذي يكوِّن صورةً ومشهداً لداخل وخارج الروح كترنيمات يكون مسرحها داخل إطار اللوحة، بينما لا تحدِّدُها فتصل إلى البعيد والعميق. جميل هذا الكثير من اللوحات والفنانين في مكان واحد وهم ينثرون الثمار الفنية الناضجة على العيون. لقد كان من الأهمية بمكان أن يُكرَّم الفنانون الغائبون من الرواد والحاضر من المخضرمين كمحمود حماد ونشأت الزعبي، في تقليد نتوقف عنده بكثير من التقدير ونتمنى أن يستمر.

لقد تابعنا في «اكتشف سورية» هذا الافتتاح، وتوقفنا مع بعض الفنانين للتعرف على آرائهم حول المعرض. فالفنان شفيق شتي -رئيس قسم التصوير بجامعة دمشق- يقول: «إن الأعمال جيدة بالعموم، فالاختيار والانتقاء كان ممتازاً، ويمكن الحديث عن ترتيب موفق للعرض أعطاه خصوصية أخرى إذ ساعد المتلقيَ على تذوق الأعمال بحرية أكبر، فالمعرض يؤكد على التنوع الكبير في التجربة السورية التشكيلية التي تثبت مكانتها الإقليمية والعالمية يوماً بعد آخر، وهذا المعرض. أتمنى أن تؤخذ الإضاءة بعين الاعتبار للسنة القادمة وأن تتم دراستها بشكل أفضل».


من أعمال التشكيلي الراحل محمود حمّاد
المعروضة في معرض الخريف 2009

أما محمود جوابرة -رئيس فرع درعا لاتحاد التشكيلين السوريين - فيقول: «أعتقد أن ما ينقص هذا المعرض هو الروح المعاصرة، بمعنى أننا لم نشاهد أعمالاً فنية بعيداً عن مفهوم اللوحة والسطح التقليدين. لذا فأعتقد أنه من الهام مواكبة المفاهيم والاتجاهات الحديثة في الفن التشكيلي. إني أتحدث عن الجديد والصادم، والذي لم أجده في هذا المعرض بكل أسف. أقترح على القيِّمين على هذا المعرض ألاّ يضعوا القيود على أبعاد اللوحة، فالتحديد يقيد الإبداع وليترك الأمر لحرية الفنان».

حول التكريم يقول الفنان محمود شيخاني: «لقد لاحظتُ غياب الكثير من الأسماء المعروفة، وهذا ما أثار تساؤلي. لكن ما يثير إعجابي هو هذه اللفتة بتكريم الفنانين محمود حماد ونشأت الزعبي، وهي فكرة أتمنى أن تكرَّس. لا شك أن هذا المعرض قد احتوى على أعمال جيدة، لكنني لا أستطيع تعميم هذا».

آزاد حمي -أحد الفنانين الشباب- يقول: «إن المعرض جيد بشكل عام وإن كنا نطمح إلى ما هو أكثر من جيد».

أما شكران الإمام -زوجة الفنان الراحل فاتح المدرس- فتقول: «هناك تنظيم جيد لهذا المعرض، وقد تجلى بهذا التوزيع الجيد للأعمال وإن تفاوتت بنسب من حيث القيمة. لكن للأسف فإن بعض الأعمال مظلومة بعرضها في هذا المكان الذي يفرض جواً قد لا يتوافق مع كل الأعمال».


جانب من معرض الخريف 2009
في خان أسعد باشا

عن علاقة الكمية بالنوعية، يقول ناصر حسين: «إن المعرض يحتوي عدداً كبير من الأعمال وكان يمكن اختصارها، مما يتيح مساحةً أكبر للعرض ونوعية أفضل. بصراحة، وباستثناء فكرة التكريم لحماد والزعبي وبعض الأعمال القليلة، فإن المعرض يبقى متواضعاً بالمقارنة مع المعارض المهمة التي نراها في خارج هذا المكان».

عن حضور النحت في المعرض، يقول معروف شقير: «إنني أجد في معرض الخريف هذا ربيعاً في الأفكار والتقنيات والتشكيل. وقد أعجبتني الموسيقى المصاحبة للعرض. ما كنت أتمناه أن يلقى عرض النحت اهتماماً أكبر».

أما السيد حيدر يازجي -رئيس اتحاد التشكيلين السوريين- فيقيِّم المعرض بقوله: «إن هذا المعرض يمثل حركة التشكيل في سورية، فهو تقليد فني عمره أكثر من خمسين عاماً ويُعتبر الوحيد في سورية. إن أبرز ما فيه هو العديد من الفنانين الشباب الذين شاركوا سابقاً في معارض الربيع ويشتركون الآن بعد أن تجاوزوا الأربعين من العمر، ما يضيف إليه المزيد من التطوير والتنويع من خلال ما يقدمونه من تجارب تحمل خصوصيتها». وأضاف: «في هذه السنة، كنا حريصين على استذكار فنان من الرواد وهو محمود حماد. حيث أن هذا الاستذكار بمثابة تكريم رمزي، ليبقى التواصل بين الرواد والجيل المخضرم الممثل هذه السنة أيضاً بالفنان نشأت الزعبي».

أما عن آراء الجهة المنظمة للمعرض، فتقول السيدة نبال بكفلوني -مديرة الفنون الجميلة في وزارة الثقافة-: «إن الجديد في هذه السنة هو تكريم رمزي للفنان محمود حماد واستضافة وتكريم الفنان نشأت الزعبي، وهذا سيكون تقليداً سيُتَّبع للسنوات القادمة». وبخصوص اعتراض بعض الفنانين على تحديد حجوم اللوحات تجيب بكفلوني: «ليس لدينا أي إشكال بما يتعلق بالقياس داخل المعرض. إن الإشكال الحقيقي يكمن بالقياسات الكبيرة عند المشاركة بها خارج القطر، أما داخل القطر فإنه متاح للفنانين القياسات التي تناسبهم». وعن غياب المعاصرة والحداثة عن لوحات المعرض، تضيف بكفلوني: «نحن لا نستطيع كجهة منظمة فرض رؤية أو اتجاهاً أو موضوعاً على الفنانين، فللفنان كامل الحرية في التعبير. ونحن نرى أنه بدون هذه الحرية لا يمكن أن يكون هناك فنٌ. إن ما نطلبه من الفنانين هو أن يقدموا أفضل نتاجهم للعام للمشاركة به في هذا المعرض، لأن الفنان يمثل نفسه وبتواجده مع غيره من الفنانين، وهم يقدمون فعلاً أفضل نتاجهم ليكملوا الصورة التي ستوثِّق وتسهم بتقدم الحركة التشكيلية في سورية، وكلما كانت مجموع الأعمال أعلى قيمة كلما كانت هذه الخطوة إلى الأمام أكبر والعكس صحيح. لذا فإننا نحرص على أن تكون كل مشاركة هي الأفضل للفنان كي يظهر هذا المعرض بالصورة الأفضل».

الجدير بالذكر أن لجنة التحكيم لهذه السنة فتتألف من الدكتور علي القيم -معاون وزير الثقافة-، ونبال بكفلوني -مديرة الفنون الجميلة-، والدكتور حيدر يازجي -رئيس اتحاد التشكيلين السوريين-، والدكتور محمود شاهين، والفنانين نشأت الزعبي ومحمود سالم ومنير شعراني.


.


عمار حسن

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

الدكتور علي القيم معاون وزير الثقافة والسيدة نبال بكفلوني مديرة مديرية الفنون الجميلة في حفل افتتاح معرض الخريف 2009

الدكتور علي القيم مع نبال بكفلوني وحيدر يازجي في حفل افتتاح معرض الخريف

الدكتور علي القيم مع الدكتور حيدر يازجي والسيدة نبال بكفلوني

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق