التشكيلي أيمن اسمندر يعرض همسات فينيقية في خان أسعد باشا

07 آذار 2011

برعاية وزارة الثقافة افتتح يوم السبت 5 آذار 2011، معرض «همسات فينيقية» للتشكيلي أيمن اسمندر، وذلك في خان أسعد باشا العظم بدمشق القديمة، حيث سيستمر المعرض لغاية 15 آذار 2011. فبعد بحث مستفيض لقصة الحضارة السورية الفينيقية، يقدم التشكيلي أيمن اسمندر في معرضه الأحدث، الحضارة الفينيقية برموزها وأساطيرها ومعتقداتها الدينية، فيقدمها بشكل فني، مستنداً على المعرفة التاريخية لجذورها الأولى، محولاً إياها لفن يحاور التاريخ بمنمنماته وتفاصيله اليومية عبر عدة أعمال فنية، ما بين لوحات تشكيلية تصويرية ومجسمات كبيرة حاكت ما هو مكتشف في عام 2006 في مدينته الأم طرطوس.

«اكتشف سورية» تابع حفل الافتتاح والذي تزامن من الافتتاح التجريبي لمقهى خان أسعد باشا فكان هذا الحوار مع التشكيلي أيمن اسمندر.

أنت أول تشكيلي سوري تمنحه جامعة دمشق درجة الدكتوراه. حدثنا عن هذا الموضوع.
«أنا خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق 1995. درست الدبلوم في عام 1996، ثم حصلت على الماستر لأول مرة في تاريخ جامعة دمشق في عام 2002، وبعدها حصلت على درجة الدكتوراه في عام 2009 في قسم الرسم والتصوير، وهي الدكتوراه الأولى التي تُمنح من جامعة دمشق - كلية الفنون الجميلة- فمعظم شهادات الدكتوراه الموجودة في كلية الفنون، هي لأشخاص سافروا للخارج للحصول على هذه الدرجات العلمية، فدرجة الماستر والدكتوراه لم تكن متوفرة لعدم وجود الإمكانيات العلمية، ولكن مع توفر الأنظمة والقوانين الناظمة لهذا الموضوع، تم التقدم للحصول على هذه الدرجات، وكنت الأول في سورية بحصولي على شهادة الدكتوراه من سورية».

وعن الدكاترة السوريين الذين أشرفوا على بحثه لنيله شهادة الماستر والدكتوراه يقول الدكتور أيمن اسمندر.
«في الماستر تبدأ عملية إعداد ضخمة لرؤية فنية معينة، وهي مرحلة طويلة من البحث والتقصي، وقد أشرف على هذه المرحلة الدكتور عبد المنان شما الذي تابع بحثي العلمي، للحصول على شهادة الدكتوراه والتي يجب أن أقدم فيها نظرية جديدة، فكان موضوعي العلمي الذي قدمته تحت عنوان «تقاليد الرسم والتصوير في الحضارة الفينيقية بين 1400- 500 قبل الميلاد» وقد أشرف على هذه المرحلة عدد من الدكاترة السوريين ومنهم الدكتور عبد العزيز عنون، والدكتور شفيق شتي إضافة للدكتور عبد المنان شما، وغيره من الدكاترة».

ما هو الجديد الذي قدمته في رسالة الدكتوراه؟
«قدمت طريقة جديدة في نوعية السطح المرسوم عليه، وهي خامة الخشب بسماكة معينة، مبتعداً عن القماش الطريقة التقليدية لرسم اللوحات، كما استخدمت اللون الأسود الذي يؤطر اللون، معتمداً على الأشكال والموتيفات الفينيقية والكنعانية وإعادة صياغتها وتحويلها لجزء من عمل تشكيلي معاصر».

من وجهة نظرك، ما الفرق بين كلمة دكتور بالفن و كلمة فنان؟
«درجة الماستر أو الدكتوراه هي ألقاب علمية بحتة، وهي نتيجة أبحاث أكاديمية نظرية، متعلقة بعلم الشكل أو علم الجمال أو بتاريخ الفن، لذا فإن شهادة الدكتوراه هي فقط لقب علمي مرتبط ببحث نظري، بعكس كلمة فنان والمرتبطة بنتاج فني».

لماذا اخترت موضوع الحضارة الفينيقية بحث تقدمه لرسالة الدكتوراه؟
«لأنني ابن هذه الحضارة وجذوري تعود إليها بالكامل، فبدأت ببحث علمي شامل وعلى عدة مراحل علمية وهي الدبلوم والماستر والدكتوراه، حيث عملت على دراسة الحضارة الفينيقية، مستعيناً بالكثير من الكتب العربية والأجنبية، وقد نتج عن ذلك بعض المؤلفات الخاصة التي سأقدمها أواخر هذا العام، وهنا أقول أن الحضارة الفينيقية لم تنقطع عن الحياة، فنحن وإلى اليوم نتقاطع معهم في بعض الأمور التي كانوا عليها. وهنا سأذكر لك بعض من ذكريات الطفولة، فقد كان "معبد عمريت" بمثابة مسبح لجميع الأطفال، لقد كنا نسبح فيه أيام الربيع، كما فعل أجدادنا الفينيقيون، فهذا المعبد عبارة حوض مائي يتوسطه تمثال لأحد الآلهة، حيث كان يملئ بالماء من قبل الفينيقيين للقيام ببعض الطقوس».

الكثير من الفنانين أخذوا من الحضارات السورية القديمة خطاً فنياً لإبداعاتهم، كيف تعاملت مع هذه الحضارة الفينيقية في عملك الفني؟
«استخدمت طريقة الغرافيك ونوع السطح المرسوم عليه، إضافة إلى تقديم هذا الموتيفات الفينيقية بطريقة جديدة، وهنالك الكثير ممن شبهوا هذه الرسوم بالأشكال الفرعونية أو الآشورية، ولكن هي أشكال فينيقية أصيلة، ويعود سبب هذا اللغط لعدم دراية الكثير بتاريخ الفن الفينيقي، والذي نُهب منه الكثير من قبل الغرب، كما نُهبت قرطاجة ومكتبتها التي بدلوا عناوين كتبها بأسماء رومانية وذلك بعملية تزوير ضخمة، بالنسبة لي هي محاولة صغيرة للإضاءة على هذا التراث السوري العظيم الذي حوا على أول أبجدية في التاريخ أو مدونة موسيقية، وأولى النظم التجارية، فمن هنا خرجت الحضارة الإنسانية للعالم أجمع».

وعن المجسمات النافرة التي يقدمها التشكيلي أيمن اسمندر يقول:
«هذه المجسمات تدعى "بالرولييف" وهي مجسمات لمدافن فينيقية تم العثور عليها في عام 2006 جنوب طرطوس، وهي مجموعة من المدافن على شكل ضريح ذو شكل إنساني يعبر عن المومياء التي كانت بداخله، فقمت بتحويل هذا الضريح إلى عمل فني بنسخ الوجه فقط وتحويل باقي الضريح إلى لوحة فنية خالصة».

تستخدم في هذه الأعمال الفنية مجموعة من الحروف بماذا تحدثنا عنها؟
«حاولت استخدام الأبجدية الأولى "أبجدية أوغاريت" حوالي 1498 ق.م، ثم أحرف تعود لأبجدية جبيل "بيبلوس" حوالي 1200 ق.م، والتي اكتشف على إحدى الأضرحة، ثم الحرف اللاتيني، وهي أحرف تعبر عن أهم ثلاث مراحل في تاريخ البشرية».

وعن دراسة فضاء خان أسعد باشا بما يخدم مضمون أعماله التشكيلية يقول التشكيلي أيمن اسمندر:
«عملت على استخدام القماش القرمزي وهو لون فينيقي كجدار للوحات التي أقدمها، وذلك بعد دراسة بصرية، فجدران خان أسعد باشا مموهة باللونين الأبيض والأسود، كما حاولت الابتعاد عن الخلفية البيضاء».

وأما معارضه الفردية والجماعية يقول التشكيلي اسمندر:
«أول معرض قمت به كان في صالة الشعب بدمشق عام 1995، كما قدمت معرضاً في المكتبة المركزية في كوبنهاغن في الدانمرك، إضافة لمعرض فردي في باريس وبيروت إضافة لبعض المعارض الجماعية».

التشكيلي أيمن اسمندر في سطور:
- أيمن اسمندر تشكيلي سوري من مواليد 1972 طرطوس.
- أول طالب يحصل على رسالة الدكتوراه من كلية الفنون الجميلة بدمشق.
- 1996حازعلى شهادة الدبلوم في التصوير الزيتي من كلية الفنون الجميلة بدمشق.
- أقام مجموعة من المعارض الفردية في كل من دمشق وحلب.
- 1997شارك في بينالي اللاذقية الدولي والمعرض السنوي.
- تابع ميدانياً مع بعض البعثات الأثرية الأجنبية أعمال التنقيب في بعض المواقع
التي تهمّ موضوع بحثه حول الحضارة الفينيقية.
- حائز على جائزة أفضل تصميم للعملة الورقية السورية لعام 1995.
- صمّم ونفـّذ أول خريطة مجسّمة طباعياً لمدينة دمشق.
- شارك في عدد من المعارض الجماعية داخل وخارج سورية (الدانمرك، فرنسا وألمانيا).
- 2002 حصل على ماجستير بموضوع (الرموز الفينيقية) من كلية الفنون الجميلة-
جامعة دمشق.
- 2009 دكتوراه من نفس الكلية بموضوع (التقاليد الرسم والتصوير في الحضارة
الفينيقية بين 1400- 500 قبل الميلاد).

مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

من افتتاح معرض أيمن اسمندر في خان أسعد باشا	من افتتاح معرض أيمن اسمندر في خان أسعد باشا	من افتتاح معرض أيمن اسمندر في خان أسعد باشا

بقية الصور..