لوحات عصام حمدي: مقاربات لونية بين الإنسان والطبيعة

10 أيار 2011

يقدم التشكيلي عصام حمدي في معرضه الذي افتتح مساء أمس في خان أسعد باشا مجموعة فنية جديدة في سياق تجربته المبنية على تشكيل فضاءات تشكيلية معاصرة من الابتكار والاقتحام الجريء لعوالم اللون مع التركيز على البنية التصويرية والغرافيكية لمنتجه الفني.

ويضم المعرض 15 لوحة جدارية 200-200 سم إضافة إلى مجموعة من اللوحات بقياسين مختلفين عمد الفنان إلى بنائها بشكل برجي ضمن مكعبين ضخمين استطاعا شد الجمهور لطريقة عرضهما وبالتالي إمداده بأسلوب مغاير لتأمل وتذوق مضامينها.


ويراعي حمدي في معرضه هذا كما هي عادته ترتيب اللوحات بهدف إدهاش المتلقي والأخذ به إلى توليفة منسجمة ومتفاعلة تؤثر بصرياً وتدخله إلى احتمالات مفتوحة للأثر اللوني الذي تتركه لمساته اللونية ونوازع الخطوط وبالتالي يجعل منها صرخات إنسانية تتفاوت قوتها باختلاف الألوان وتدرجاتها.

وتشكل هذه الأعمال المتوالفة بين التعبيري والتجريدي شهادات حية عن الواقع بطيفه الواسع من الجماليات المتنوعة حيث يربط حمدي المتضادات مع بعضها كالأبيض والأسود وكالحار والبارد لتشكل فسحات تأملية لذكريات مستعادة يزيدها بهاء استخدامه الأحبار التي تنسكب بعفوية وفطرية على قماش اللوحة.


من أعمال التشكيلي عصام حمدي في خان أسعد باشا

وفي تصريح لسانا قال التشكيلي حمدي إن لوحاتي تشكل مقاربة لأحاسيس الإنسان ولاسيما أنني عادة ما ألجأ إفراغ شحناتي الفنية على السطح القماشي بعد أن تكون الموسيقا ملأت أحاسيسي مشيرا إلى أن تركيب اللوحات في العملين المركبين انطلق من الفكرة نفسها بحيث جمعتها بشكل غير متقصد مأخوذا بحساسية حالتي النفسية.

واستمد حمدي مفاتيح لوحاته من وجه الإنسان الذي يعتبر رسم تضاريسه لا يختلف عن رسم تضاريس الطبيعة أو عناصرها من شجر أو حجر حيث يربط الفنان بين اشتقاقات أي لوحة من لوحاته وبين أي عنصر من عناصر الطبيعة.


من أعمال التشكيلي عصام حمدي في خان أسعد باشا

لوحات عصام...إضافة ثانية وأخيرة ويشكل حمدي بإيقاعات الأسود والأبيض أغلب لوحاته فيحيلها إلى فسحات تأملية لذكريات مستعادة كحلم ومناخ ومدى شاعري يتردد في ثقافة العين وهنا يشير إلى أن اعتماده على اللون الأسود من منطلق اتسامه بتدرجات تستطيع إظهار اللون الأبيض بتدرجات معاكسة لافتاً إلى أن اللون الأسود ينضح بالكثير من المزايا كالصرامة والقوة ودوره يتكامل مع بقية الألوان في تشكيل هارموني متوازن.

وعادة ما يفسح حمدي المجال لأدوات أخرى غير الفرشاة لتعشيق الألوان بالقماش كأغصان الأشجار وكتل الخيوط الملتفة لأنها برأيه تستطيع أن تنقل أكبر قدر من عفوية كثافة اللون ومداه واتجاهه في مسعى لإنجاز لوحة تحمل تموجات الحالة الداخلية الانفعالية في إيقاعها الشاعري.

ويؤكد التشكيلي حمدي أن البحث عن شاعرية الموضوع المبسط والمختزل هو الهم الفني الذي يريده ولهذا فإن مشاهده مستقاة من الذاكرة البصرية ومن تنويعات المظاهر الإنسانية الشبيهة بأضواء الطبيعة الخافتة والقلقة.

يشار إلى أن التشكيلي حمدي من مواليد الحسكة 1964 بدأ حياته الفنية منذ عام 1985 حيث دعمها بكتابة النقد التشكيلي ورسم الكاريكاتور في الصحافة السورية واللبنانية ومنذ ذلك الحين أقام عدداً كبيراً من المعارض داخل سورية وخارجها.


باهل قدار

الوكالة السورية للأنباء - سانا

Share/Bookmark

صور الخبر

من أعمال التشكيلي عصام حمدي في خان أسعد باشا

من أعمال التشكيلي عصام حمدي في خان أسعد باشا

من أعمال التشكيلي عصام حمدي في خان أسعد باشا

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق