افتتاح معرض الخريف السنوي 2011 في خان أسعد باشا بدمشق القديمة

26 تشرين الأول 2011

برعاية الدكتور رياض عصمت - وزير الثقافة - أقامت مديرية الفنون الجميلة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين «معرض الخريف السنوي 2011» وذلك من مساء الثلاثاء 25 تشرين الأول 2011 ويستمر لغاية 20 تشرين الثاني في خان أسعد باشا بدمشق القديمة.

قدم معرض الخريف كعادته عينة من مختلف نتاج فنون التشكيل السوري المعاصر لتشكيليين تراوحت أعمارهم من الأربعين وما فوق، حيث تعددت أساليب التعبير التشكيلي بمختلف مشاربه واتجاهاته من تصوير زيتي، نحت، غرافيك و خزف. أكثر من 200 تشكيلي وتشكيلية قدموا أخر إبداعاتهم التشكيلية، فقدموا ذواتهم بكل ألوان الطيف، معتبرين أن هذا المعرض فرصة هامة تدل على غنى مشارب الحياة التشكيلية السورية المستمدة من ثقافاتنا الاجتماعية والفكرية والبيئية، فمنهم من قدم البيئة المحلية لمدينته بأساليب متعددة تتقارب أحياناً وتتباعد أحياناً أخرى، ومنهم من حور شخوصه كتعبير خاص لما تختزله الذاكرة، ومنهم من أخذ التجريب عملاً يكتشف من خلاله أسرار اللون كانعكاس للحالة النفسية التي ينطلق منها التشكيلي، كما تم توزيع كاتلوك من تصميم التشكيلي شادي العيسمي ضم أعمال التشكيليين المشاركين في معرض الخريف 2011.


الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة
والدكتور حيدر يازجي
في افتتاح معرض الخريف 2011

وتحت عنوان «خريف الفنانين... ربيع الأبداع» يقول الدكتور رياض عصمت - وزير الثقافة-: «لا نجد اختلافاً في المشهد التشكيلي السوري عن الحالة العالمية للإبداع التشكيلي، بل نجد التزاماً بالتنوع والتعددية اللذين يشكلان خارطة العالم الفني عندنا، واحتفاء وزارة الثقافة سنوياً بمعرض الخريف هو احتفاء بهذا التصور بالذات، الذي يجعلنا نجوب لا في أرجاء مكان أثري جميل فحسب، بل نبحث عن الجمال في ملكوت الزمان، محلقين بأجنحة الحلم بحثاً عن تجليات الروح الإبداعية الخصبة لفنانين ولدوا وعاشوا في وطن نعتز جميعاً بأنه كان مهد الحضارات، ونأمل أن يبقى ملهماً للجيل الراهن قيم التسامح والمحبة».

الدكتور رياض عصمت وزير الثقافة
وبجانبه كل من الدكتور حيدر يازجي والتشكيلي أكثم عبد الحميد
في افتتاح معرض الخريف 2011

من جانبه يقول التشكيلي أكثم عبد الحميد - مدير الفنون الجميلة -: «اليوم يعتبر المعرض السنوي عنواناً كبيراً وشاهداً على التحولات والإنجازات الكبيرة للحياة الإبداعية السورية، وواجهة من أهم واجهات الفنون التشكيلية في مدينة دمشق، بحيث أصبح رمزاً من رموزها، ففي كل دورة من دوراته يبرز ثمار إبداعات الفنانين ويظهر فيه التفوق الابتكاري للإبداع الفني، ويحفز على شيوع المواهب في خلق القيم الجمالية الرائعة في كل عام».

السيدة حنان طرابلسي

وفي لقاء «اكتشف سورية» مع السيدة حنان طرابلسي - مشرفة على معرض الخريف 2011، تقول لنا: «يوجد تنوع هائل قدمه فنانو معرض الخريف لهذا العام بمختلف مدارسهم التشكيلية والنحتية، فتميزت جميع الأعمال المشاركة, بأساليب جديدة ومتنوعة ، وهي أعمال جميلة بحد ذاتها لأنها تعبر عن حالاتهم الصادقة الخاصة والمحملة بكافة أشكال التعبير الفني».

كان من المفترض أن يقام معرض الخريف في صالة جديدة بجانب مدرسة بسام حمشو في منطقة التجارة بدمشق وعن ذلك تقول السيدة طرابلسي: «يعمل الفنان أكثم عبد الحميد - مدير الفنون الجميلة - على هذا الموضوع، بتوفير صالة عرض تابعة لوزارة الثقافة تُعنى بجميع فعاليات الوزارة، ومنها معرض الخريف الذي يحتاج إلى صالة تتسع لهذا الكم الهائل من المشاركين، وتليق بعرض أعمالهم الفنية».

وعن مدى تأثير معرض الخريف 2011، بما تشهده سورية تشير السيدة طرابلسي إلى مشاركة 300 تشكيلي تم قبول 200 تشكيلي منهم وهذا يؤكد على قوة الشخصية السورية المحبة للحياة والسلام، وخاصة تشكيلي سورية الذين سارعوا للمشاركة في هذه الدورة كرسالة للعالم أجمع أن دمشق ستبقى عاصمة السلام، و بوابة يمر من خلالها كل مبدعي العالم.

من أجواء حفل افتتاح معرض الخريف 2011

كما التقى «اكتشف سورية» مع الدكتور علي السرميني فحدثنا عن بدايات معرض الخريف: «المعرض تقليد جميل وقديم يعود لستينيات القرن المنصرم ,وأذكر إلى الآن مشاركتي في هذا المعرض عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري في عام 1962، حيث كان المعرض برعاية رئيس الجمهورية آنذاك، وكان يقسم إلى معرضين، معرض باسم معرض الخريف كان يقام في المتحف الوطني بدمشق، ومعرض الربيع ويقام في المتحف الوطني في حلب. وقد تنقل معرض الخريف في دمشق بين المتحف الوطني وغاليري الرواق والآن في خان أسعد باشا».

وعن مكانة معرض الخريف وأهميته على الخريطة التشكيلية السورية يضيف الدكتور السرميني: «يستقطب معرض الخريف نتاج أعمال الفنانين لمن هم فوق الأربعين عاماً، فنشاهد أعمالاً متبلورة تقدم الجديد والمختلف بين اللوحة والأخرى، كما نلاحظ تطوراً ملحوظاً عند البعض من حيث أسلوب العمل وطريقة التعاطي مع القيم اللونية، فنجد مستويات مختلفة ومتعددة بمدراس التشكيلي الفني والنحتي، وفي الجهة المقابلة نلاحظ غياباً متكرراً لأسماء كبيرة لم تشارك في معرض الخريف منذ سنوات لأسباب قد تبحثوا أنتم كصحفيين عن مبرراتها، وما أتمناه في المعرض القادم أن تكتمل الموزاييك السورية بجميع فنانينا تحت سقف واحد لنشكل مع بعضنا البعض فسيفساء سورية جميلة تعكس تعدد أطياف المجتمع السوري وتوافقه».


النحاتة عروبة ديب


تعددت الأعمال النحتية المقدمة في معرض الخريف حيث ضمت القائمة عدة أسماء مهمة تعمل وتبدع في مجال النحت ومنهم النحاتة عروبة ديب التي تقدم عملاً نحتياً من البرونز تحت عنوان جلسات نسائية وعن معرض الخريف تقول: «معرض الخريف مكان هام للقاء، وهو المكان الوحيد الذي يلتقي فيه هذا الكم الهائل من فنانين سوريين يقدموا من خلاله تجاربهم الجديدة والمختلفة باختلاف مدنهم وعاداتهم الاجتماعية والثقافية، لذا لا أوفر جهداً للمشاركة في معرض الخريف الذي أعتبره أهم ظاهرة تشكيلية في سورية والعالم العربي».


التشكيلية والخزافة سناء فريد


ومن الأعمال الخزفية كانت لنا وقفة أمام عمل التشكيلية والخزافة سناء فريد الذي تميز عملها بفن القيشاني وعن ذلك تقول: «أقدم لوحة من الفسيفساء مستخدمة فن القيشاني كفن دمشقي أصيل كان يستخدم في البيوت الدمشقية وتزين التكايا والقصور بألوان خاصة وهي الأحمر والأزرق والأخضر والكحلي. وقد استطاعت تحويل هذا الفن من مجرد ديكور إلى عمل فني صرف متوازن الخطوط والألوان، وإضافة بعض الألوان كالأصفر والزهري، كما رسمت بعض الزهور والنباتات كبُعد جمالي آخر يُغني العمل من الناحية البصرية والتشكيلية، إضافة إلى استخدام الحجر الطبيعي القريب من الألوان المُستخدمة، وهي محاولة أقدم من خلاله الخزف كلوحة جدارية تضاهي في قيمتها التشكيلية اللوحة الزيتية أو المائية».


الدكتور نبيل رزوق


من جانبه يشارك الدكتور نبيل رزوق بعمل تشكيلي تحت عنوان - تكوين شرقي-: «أحرص على المشاركة في معرض الخريف على اعتباره أكبر حدث تشكيلي تقدمه دمشق لعشاق اللون، إضافة لما يضمه من أسماء متميزة بتجاربها الخاصة والمختلفة. بالنسبة لي أقدم عملاً مستوحى من العمارة الشعبية بأسلوب جديد، باعتماد المدرسة التنقيطية كتقنية جديدة أعمل عليها بأسلوبي الخاص ذو الحس الغرافيكي وبطريقة الرسم والتصوير، معتمداً على التنقيط باستخدام الألوان الحارة والباردة، وملخصاً في كل ذلك البيئة الشعبية بطريقة تبسيطية مختزلة كانعكاس لروح البيئة الشعبية».


مازن عباس - دمشق

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

من أجواء افتتاح معرض الخريف السنوي 2011 في خان أسعد باشا بدمشق القديمة

من أجواء افتتاح معرض الخريف السنوي 2011 في خان أسعد باشا بدمشق القديمة

من أجواء افتتاح معرض الخريف السنوي 2011 في خان أسعد باشا بدمشق القديمة

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق

د.نزار كمال الدين:

الاستاذ رئيس التحرير المحترم
تحية طيبة :
انا من احد المشاركين في معرض الخريف لهذا العام 2011 و لدى اطلاعي على هذا الخبر في موقعكم تبين لي انه هناك التباس حول تدوين اسمي تحت احد اللوحات المشاركة و هي ليست عملي المشارك به و قد عرض عملي ضمن الصور المعروضة ولكن دون تحتة ( افتتاح معرض الخريف السنوي 2011في خان اسعد باشا في دمشق القديمة ) بدلا من تسجيل اسمي .علما بانني اقدم لوحة بالرصاص عنوانها (معلولا ) .
يرجى التفضل و التكرم بتصحيح هذا الخطأ متمنيا لموقعكم المزيد من التألق .
مع خالص الامتنان
د. نزار كمال الدين
عضو الهيئة الدولية لأساتذة الهندسة و التكنولوجيا.

syria

د.نزار كمال الدين:

اشكر ادارة الموقع على التصحيح متمنيا لكم النجاح

د. نزار كمال الدين

Syria