حفل للفرقة السيمفونية الوطنية بقيادة نوري الرحيباني

28 10

مرثاة لمدينة جنين

مرة أخرى تستضيف دار الأسد للثقافة والفنون الفرقة السيمفونية الوطنية ولكن هذه المرة بقيادة الموسيقي السوري المغترب نوري الرحيباني، حيث عمل مع الفرقة كما ذكرنا في مقال سابق لمدة أسبوع، ليتوج هذا الجهد بحفلة أقامها على مسرح الدراما في دار الأوبرا السورية مساء الأحد 20 تشرين الأول 2009، وبحضور السيد وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا ومعاونه الدكتور علي القيم، وعدد كبير من الموسيقيين والمثقفين والإعلاميين، بالإضافة إلى حشد من الحضور المهتم بالموسيقى.

بدأت الحفلة بعمل للمايسترو المغترب تحت عنوان «جنين» يجسد فيه المجازر التي حصلت وتحصل في هذه المدينة البطلة الواقعة في قلب فلسطين المحتلة.

والموسيقي نوري الرحيباني من مواليد دمشق عام 1939، حصل على دبلوم في وضع الألحان والبيانو من المعهد العالي للموسيقى في لايبزيغ عام 1968، بالإضافة إلى دبلوم في قيادة الفرقة السيمفونية من المعهد العالي للموسيقى في دريسدن عام 1973، يعمل كأخصائي في موسيقى كارل أورف والموسيقى الإيقاعية، وهو عضو في جمعية كارل أوف الدولية في زالسبورغ، والجمعية الدولية لتطوير الدراسات الموسيقية في ألمانيا، نال وسام الاستحقاق الألماني ذا الوشاح، له أعمال عديدة للبيانو والموسيقى السيمفونية فضلاً عن أعمال في الباليه الأسطورية بالإضافة إلى العديد من الألحان والتوزيعات للموسيقى الإيقاعية، عمل كقائد للأوركسترا مع الفرق السيمفونية التالية: فرقة رايشنباخ السيمفونية، فرقة هالة الفيلهارمونية، فرقة إذاعة برلين السيمفونية الكبيرة، دار مسرح فرايبرغ، دار أوبرا لايبزيغ، فرقة سان بطرسبرغ السيمفونية، الفرقة السيمفونية الوطنية السورية.

أما العمل الثاني الذي قدمه الحفل فكان من نصيب المؤلف دومينيك تشيماروزا، وهو كونشرتو لآلتي فلوت سلم ماجو، وعزف في هذا الكونشرتو (كصولو) كل من البروفيسور إيكارت هوبت، الذي يعتبر واحداً من أشهر عازفي الفلوت في العالم حالياً، وتلميذه طارق حاتم الذي أتم دراسته العليا بعد التخرج من المعهد العالي للموسيقى بدمشق في معهد كارل ماريا فون في دريسدن بألمانيا، وحصل على دبلوم في الدراسات العليا في العام المنصرم تحت إشراف البروفيسور العالمي إيكارت هوبت، وهكذا شكل موسيقي سوري شاب وموسيقي ألماني عالمي دويتو متكاملاً، وهذا برهان قاطع على المستوى العالي الذي وصل إليه الموسيقيون السوريون، وأضافت آلة الفلوت – والتي تشبه بحنانها آلة الناي الشرقية – بعداً رقيقاً رومانسياً للعمل ككل، واختتم الحفل بسيمفونية رقم 36 لموتزارت وهي من سلم دو ماجور تصنيف 425 (سيمفونية لينز)، وتحتوي أربع حركات: بطيئة وحيوية، بطيئة، مينوية، وسريعة جداً.

ومن الجدير بالذكر أن موتزارت يتعمد في هذه السيمفونية اللجوء إلى أسلوب تكنيكي مطلق الكمال، بطريقة سلسلة وطبيعية للغاية، وقد ألف موتزارت هذا العمل عام 1783 وذلك بسرعة عجيبة بناء على طلب الكونت تهان، والمدهش بأن صنعته في هذه السيمفونية لا تشير إلى أي أثر من آثار العجلة، فهي مثالية بذوقها الرفيع وتكنيكها العالي، وتبدأ بمقدمة بطيئة نادراً ما يبدأ بها موتزارت سيمفونياته.


المايسترو نوري الرحيباني يقود الفرقة الوطنية السيمفونية

وقد ظهرت في هذا الحفل قدرة أعضاء الفرقة السيمفونية السورية على استيعاب أصعب الأعمال بأقل عدد من التدريبات، والبرهان على ذلك هو التفاعل الذي استقبل به الحضور هذا الحفل وتصفيقه المتواصل للأعمال التي تمت تأديتها فيه.

وفي نهاية الحفل أبدى الموسيقي نوري الرحيباني عن ارتياحه لـ «اكتشف سورية»، وأشاد بالحفل عموماً وطريقة إصغاء الحضور، حيث قال: «بالإضافة إلى وجود موسيقيين جيدين في سورية وقدرتهم على استيعاب الأعمال الصعبة، كذلك أصبح في سورية جمهور يعرف كيف يستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية، في أي وقت ينصت، ومتى يصفق، وهذا دليل على أن الثقافة الموسيقية تنمو شيئاً فشيئاً بين أبناء شعبنا السوري». ومن ثم شكر المايسترو رحيباني موقع «اكتشف سورية» على متابعته للتدريبات والحفل قائلاً: «أنا مسرور جداً بوجود إعلام جيد في سورية يتابع الموسيقى الجادة، وهذا ما كنا نفتقده سابقاً، وأشكركم على هذا الاهتمام بي وبموسيقاي، والآن أستطيع أن أفتخر في الغربة باهتمام الإعلام السوري بي وخاصة من خلال موقعكم».


إدريس مراد

اكتشف سورية

Share/Bookmark

صور الخبر

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو نوري الرحيباني في دار الأسد للثقافة والفنون

الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو نوري الرحيباني في دار الأسد للثقافة والفنون

السيد وزير الثقافة الدكتور رياض نعسان آغا ومعاونه الدكتور علي القيم ومدير عام دار الأسد للثقافة والفنون المهندس ياسر الأيوبي في حفل المايسترو نوري الرحيباني

بقية الصور..

اسمك

الدولة

التعليق